توجه سعودي لتوطين المهن الإعلامية

سوق الإعلام والعلاقات العامة في السعودية تشهد منافسة واسعة وقد برزت مطالبات بتوطين القطاع وإفساح المجال للكوادر المهنية المحلية للعمل في المؤسسات الوطنية.
الخميس 2021/04/01
الاستثمار البشري في صناعة الإعلام يساهم في الاستنارة الفكرية

الرياض- كشف رئيس مجلس الغرف السعودية عجلان العجلان أن العمل جار على دعم دور الإعلام ككل، وخصوصا الإعلام الاقتصادي، بمختلف أنواع الدعم وتمثيل القطاع الخاص في مسار توطين المهن الإعلامية.

وأشار العجلان خلال “ندوة مستقبل الإعلام الاقتصادي” بمجلس الغرف السعودية إلى أن التوطين الإعلامي سيتم بالشراكة مع الجهات الحكومية المختصة وتحديدا هيئة الإعلام المرئي والمسموع ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، إلى جانب مواكبة المستجدات الإعلامية الاقتصادية.

وتشهد سوق الإعلام والعلاقات العامة في السعودية منافسة واسعة، وبرزت مطالبات في الآونة الأخيرة بتوطين القطاع وإفساح المجال للكوادر المهنية المحلية من أجل العمل في مؤسسات وطنية، حيث يقول البعض إن مؤسسات إعلامية وقنوات تلفزيونية وصحفاً ورقية وإلكترونية تدار من خارج البلاد أحياناً انتزعت حصصاً مالية ضخمة، واستحوذت على نشاطات متعددة، ونفذت مشروعات إعلامية وإعلانية هائلة وبقي الإعلامي السعودي بعيدا.

عبدالوهاب الفايز:

تعزيز الإعلام الاقتصادي من أهم أدوات إدارة التغيير الهادفة إلى تطوير التشريعات والمشاريع

وأمام هذه المطالب ظهرت توجهات حكومية لدعم الإعلام السعودي المحلي وتأهيل الكوادر الإعلامية المتخصصة؛ فقد تم إنشاء شركة إعلامية بإشراف وزارة الرياضة، وتعمل الشركة على صنع هوية خاصة بها وصناعة محتوى تحريري ورقمي. واعتبرها متابعون خطوة على طريق توطين الإعلام ومنح المواطن السعودي الثقة والعزيمة ودفعه إلى الإنتاج بجودة وكفاءة عالية.

وبحسب العجلان سيعمل مجلس الغرف السعودية على دعم الإعلام الاقتصادي والارتقاء بدوره محلياً وعالمياً، كما سيقيم لقاءات إعلامية دورية تسلط الضوء على مستقبل وتطلعات القطاعات المتخصصة وكل ما من شأنه دعم مخرجاتها. وأكد أن المجلس يعول على الندوة ومخرجاتها الإعلامية للوصول إلى منتج إعلامي يدعم القطاع الخاص ويركز على المتغيرات التنموية والاقتصادية.

ويؤكد خبراء الإعلام أن تأثير الصحافة الاقتصادية ينعكس على حركة التجارة والاستثمار، وهو ما يفرض تأهيل الصحافيين بشكل احترافي ووضع معايير لممارسة المهنة نظرا إلى حساسية دورهم الشديد في التعبير عن الوضع الاقتصادي وعكس صورة السعودية دوليا، وتوفير المعلومات بشأن أسواق المال والنفط السعودية من مصادرها الموثوقة وبطريقة احترافية تضع حدا للشائعات والمعلومات المغلوطة في وسائل الإعلام.

وقال عبدالوهاب الفايز رئيس مجلس أمناء أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي خلال الندوة إن تعزيز الإعلام الاقتصادي مهم ويعتبر من أهم أدوات إدارة التغيير الهادفة إلى تطوير التشريعات والمشاريع.

وأوضح الفايز “نحن نحتاج آلية إعلامية تنقل هذا الحراك وأبعاده الوطنية للمُتلقي بشكل تحليلي محترف ويترجم القرارات الاقتصادية وأثرها على المشهد الحياتي وأصحاب المصلحة”.

وتابع “كما نحتاج إلى كادر إعلامي متخصص ومدرب على أسس مهنية، فالاستثمار البشري في صناعة الإعلام يساهم في الاستنارة الفكرية ويوضح القرارات الاقتصادية وعوائدها على المجتمع ككل وله القدرة على القيام بدور حيوي في عصف الأفكار وهذه الصناعة الإعلامية التي ننشدها من مجلس الغرف”.

إنشاء شركة إعلامية بإشراف وزارة الرياضة تعمل على صنع هوية خاصة بها وصناعة محتوى تحريري ورقمي

وتحتاج السعودية كقوة اقتصادية عالمية إلى إبراز مواطن القوة الاقتصادية على الصعيد المحلي والعالمي عبر استخدام القنوات والشبكات الرقمية لتوعية وتأهيل الكوادر الإعلامية والوصول إلى منافذ الإعلام الدولي بشكل نافذ ومؤثر.

ويرى سعود الغربي رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” أن ذلك يتم عبر تبني أصحاب الأعمال التسويق الإعلامي وتأهيل الكوادر الإعلامية والعمل على دعم الذكاء الاصطناعي و الذكاء الإعلامي.

ويعزّز تطوير وتأهيل الكوادر العاملة في مجال الإعلام الاقتصادي فاعليته، ويسهمان في تغيير اتجاهات وميول المهتمين بالاقتصاد والمستثمرين وأصحاب المشاريع الناشئة ورواد الأعمال، ويرفعان مستويات ثقة المستثمرين في المعلومات المتداولة وتكوين خلفية معرفية تراكمية تسهم في سهولة اتخاذ القرارات ذات العلاقة بنشاطاتهم الاقتصادية أو مشاريعهم المستقبلية أو القائمة.

وفي مداخلة لها قالت الجوهرة العطيشان رئيسة شركة سواحل الجزيرة للإعلام وريادة الأعمال “نحتاج إلى إعلام موجه للخارج ووسائل إعلامية متخصصة لإحداث التغيير والتأثير، وكوادر مؤهلة لتوظيف الإمكانات المتاحة بحيث تقدم رسالة إعلامية علمية وقوية ودقيقة مع استخدام لغة اقتصادية متميزة ومصطلحات مناسبة في إيقاع واحد وفي تشكيلة مقبولة ومتوازنة”.

ويدعو إعلاميون وناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاعتماد على السعوديين في القنوات التجارية التي تبث من خارج المملكة، وكذلك إعادة سوق الإعلان والعلاقات العامة إلى المنفّذ المحلي، ومنح الفرص للإنتاج السعودي لضمان انضباط العمل الإعلامي والإعلاني والتخلص من سطوة التأثير التسويقي الخارجي وتبدد الأموال السعودية المصروفة على الإعلان والعلاقات العامة خارجًا.

18