تهم "سرية" ضد صحافي روسي معتقل بتهمة الخيانة

إيفان سافرونوف: أخبروني أنني ارتكبتُ جريمة في عام 2017 ويطلبون مني التذكر.
الأربعاء 2021/02/17
لا أتذكر أي جريمة

موسكو - قال الصحافي الروسي إيفان سافرونوف المحتجز منذ سبعة أشهر بتهمة الخيانة إن السلطات أخفت عنه التهم الموجهة إليه بداعي كونها “سريّة”.

وفي مقابلة صحافية من السجن قال إيفان سافرونوف إنه تم تسمية أفراد عائلته كشهود في القضية في محاولة لعزله والضغط عليه للاعتراف بالذنب وفقا لتقرير نقلته صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وعمل سافرونوف في جريدتي “كوميرسانت” و”فيدوموستي” وتخصص في تغطية شؤون قطاع التصنيع العسكري، واعتقل في يوليو الماضي بتهمة التعاون مع الاستخبارات التشيكية في أول قضية خيانة عظمى ضد مراسل منذ عام 2001. وفي نهاية نوفمبر الماضي تم تمديد حبسه حتى 7 مارس المقبل.

وقال في أول تصريحات له منذ اعتقاله ونشرت في صحيفة كوميرسانت “يعتقدون أنه لا ينبغي لأحد أن يسمع صوتي لأنني تهديد للأمن القومي”. وقد ارتفعت قضايا الخيانة خمسة أضعاف في العقد الماضي في روسيا.

وأفاد سافرونوف “أخبروني أنني ارتكبتُ جريمة في عام 2017، لكنهم لم يقولوا لي ما فعلته ويطلبون مني أن أتذكر بنفسي”.

وتابع “أمضيت ثلاثة أشهر في البحث في ذهني ولم أستطع تذكر أي جريمة”.

وجاءت التفاصيل الرسمية الوحيدة التي تم الإفراج عنها حول القضية في بيان بعد فترة وجيزة من اعتقال سافرونوف الذي اتهم فيه بالعمل مع وكالة استخبارات تابعة للناتو “لجمع ونقل معلومات حول التعاون العسكري التقني والدفاع والأمن لروسيا”.

ويعتقد المحققون أن سافرونوف قدم معلومات سرية إلى عميل استخبارات تشيكي يعمل متخفيًا في موسكو كمراسل صحافي، وفقا لتقارير إخبارية روسية.

وأكد سافرونوف أنه كان يعرف الصحافي مارتن لاريش وكتب تحليلات لوكالة أنباء، لكنه لم يزوده بأي معلومات سرية ولم يكن يعلم ما إذا كان الرجل جاسوسا كما زعم جهاز المخابرات الروسية.

وبعد مغادرته روسيا أسس لاريش “الوكالة الإعلامية للتحليل والوقاية الأمنية”، وأقر سافرونوف بأنه أصبح يكتب لها مادة أو مادتين شهرياً دون أن يتقاضى أي مقابل عن ذلك، مؤكداً في الوقت نفسه أن كتاباته كانت تستند إلى بيانات من مصادر مفتوحة.

وأضاف “التحقيق يعتبرني جاسوساً تشيكياً”، مشيراً إلى أنه لم يعرف هذه الحقائق إلا من البيان العام.

وطلب من المحققين أن يظهروا النصوص التي استندوا إليها لتوجيه الاتهامات بحقهم، لكنهم رفضوا.

ووصف زملاء سافرونوف السابقون في كوميرسانت الاتهامات بأنها “سخيفة” وقالوا إنه من المحتمل أن يعاقب بسبب كتابته في مواضيع حساسة.

وواجه والده الذي كان صحافيا هو الآخر وغطى مختلف الأخبار المتعلقة بالشؤون العسكرية مضايقات من جهاز المخابرات بشأن المقالات التي كشفت عن مشاكل في مشاريع الأسلحة الروسية والمبيعات الدولية.

واعتبرت وفاته في عام 2007 بعد سقوطه من نافذة في مبنى شقته في موسكو بمثابة “انتحار”.

18