تهديدات إيران لإسرائيل برعاية غوغل للترجمة

المسؤولون الإيرانيون لا يتوقفون عن المتاجرة بفلسطين على موقع تويتر.
السبت 2021/08/21
استعراض يكمل تغريدات تويتر

الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني يثير سخرية بعد لجوئه إلى غوغل للترجمة لإطلاق تهديد ضد إسرائيل، إذ هدد بـ”تسريح من الوظيفة” بدل “الطرد من الضفة الغربية”.

طهران - أثار الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني سخرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد إطلاق تهديد ضد إسرائيل، استخدم فيه لغة عبرية “خاطئة”، ما يوحي بأن مكتبه لجأ إلى موقع غوغل في ترجمة “التهديد”.

واستخدم شمخاني الذي شغل منصب وزير الدفاع الإيراني الأسبق، تعبير “تسريح من الوظيفة” بالعبرية بدلا من “الطرد” في تهديده بأن “إسرائيل سيتم طردها من الضفة الغربية”.

وغرد شمخاني على تويتر قاصدا “ستطرد إسرائيل بشكل مهين من الضفة الغربية تماما مثل طرد الولايات المتحدة من فيتنام وأفغانستان والعراق”.

إلا أن الكلمة التي استخدمها شمخاني للطرد بالعبرية كانت “بيتوريم”، والتي تعني حرفيا “التسريح من الوظيفة”، وكان نص جملته بالعبرية حرفيا “نهاية كل مهنة تسريح مهين من وظيفة”، وهو خطأ وجده المعلقون “محرجا” و”ممتعا”.

وسخر أحد المتابعين من شمخاني بقوله “سمعت أنه في بلدك لا تطرد الناس، بل تشنقهم”. فيما كتب آخر “سؤال.. هل سيتم التسريح وفقا للبند 13.. هل يمكننا الحصول على تعويض في أي حال؟”.

وعلق إعلامي إسرائيلي:

havivrettiggur@

أنت مسؤول إيراني كبير.. تريد أن تخبر الإسرائيليين بأنهم سينتهي بهم الأمر بالفرار مثلما فعلت أميركا للتو.. لكنك لست مؤهلا بما يكفي لفحص لغتك العبرية، لذلك انتهى بك الأمر بتحذير أشخاص غير محددين بأنهم سيطردون من وظائفهم.. هذا هو نظام خامنئي باختصار.

وتساءل آخر “يبدو أن علي شمخاني، اعتمد ترجمة غوغل الدقيقة للتغريد بالعبرية.. مرحبا يا علي، ألا يوجد أي شخص يتقن اللغة العبرية عندكم”، فيما قال آخر مازحا “احتلالنا نقابي ولا داعي للخوف من تسريح العمال”.

كما أثارت تغريدة شمخاني سخرية مسؤولين إسرائيليين، إذ رد عليه نائب المدير العام للشؤون الإستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية جوشوا زرقا، بالفارسية قائلا:

yzarka@

1- من الأفضل تعلم العبرية الصحيحة.

2- نهاية أي دكتاتورية تضطهد شعبها هي أن تختفي من العالم.

كما تمت ترجمة التغريدة – أيضا – إلى اللغة الإنجليزية. وسخر مغرد:

vahid46ES@

أثبت شمخاني أنه أغبى من في المسابقة من بين قادة نظام الولي!

ووجه مغرد نصيحة إلى شمخاني:

alikhosravi@

لا تثق في GoogleTranslate# (غوغل للترجمة) كثيرا حتى لا تتعرض للسخرية!

وسخر مغرد عربي:

WasimBaroudi@

إيران وإسرائيل حالهما حال الضرائر القاطنات في بيت واحد “الشرق الأوسط!”، أسمع جعجعة ولا أرى طحينا. #مسرحيات_السادة.

واستغرب مغرد إصرار المسؤولين الإيرانيين على استخدام اللغة العبرية:

AliVaez@

من الغريب حقّا أن يستمر مستشار الأمن القومي الإيراني في التغريد بالعبرية!

ورد مغرد إسرائيلي على شمخاني:

Moshap2@

لا يمكن لشعب أن يحتل الأرض التي كانت ملكه لآلاف السنين. لذلك نحن لا نحتل بلدنا بل نحرره.

أنتم دكتاتورية قبيحة وقاتلة. لم تتعلموا من تاريخ الدكتاتوريين. شعبكم سوف يدفنكم بمجرد أن يتغلب على الخوف.

وكثيرا ما يخوض مسؤولون إيرانيون نقاشات حامية الوطيس على موقع تويتر مع مسؤولين إسرائيليين وأميركيين.

والعام الماضي خاض المرشد الإيراني علي خامنئي حرب تغريدات مفتوحة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو. وقال خامنئي “إزالة إسرائيل لا تعني إزالة الشعب اليهودي. فلا شأن لنا بهم، هي إزالة ذلك الكيان الغاصب”، مشيرا إلى أنه يعني بكلامه “سفّاحين مثل نتنياهو”. وكتب خامنئي أيضا “الكيان الصهيوني هو المثال الأوضح على إرهاب الدولة”، قائلا “إنّه منذ تأسيس إسرائيل يتصرف الصهاينة كأنهم ورم سرطاني ويحقّقون أهدافهم عبر ذبح الأطفال والنساء والرجال”.

ووجّه نتنياهو تحذيرا شديد اللهجة على تويتر إلى إيران بعد تغريدات خامنئي، قائلا “إن أي نظام يهدد بتدمير إسرائيل يواجه خطرا مماثلا”.

ولا تتوقف إيران عن تهديد إسرائيل في وقت يعتبر سيناريوهات هذه الحرب “مستحيلة”، وهي مجرد استعراضات على تويتر.

ويقلل خبراء ومحللون من توجه إسرائيل إلى حرب “مفتوحة” مع إيران، والتي ستجعلها في مواجهات عديدة هي في غنى عنها، والتي قد تقحمها هي وحليفها الرئيسي، الولايات المتحدة، في حرب قد يطول أمدها لكن بالمقابل تلجأ إيران إلى حرب الوكالة التي تقودها ميليشياتها في عدة دول عربية.

ويعتمد وكلاء إيران في المنطقة العربية من اليمن إلى لبنان مرورا بالعراق الشعارات الزائفة لخداع البسطاء. ولطالما كانت القدس تجارة رائجة لدى من يطلقون على أنفسهم “محور المقاومة” الذي وظفها سياسيا وإستراتيجيا وفكريا لتجميل صورة النظام الإيراني وتلميعه، والادعاء الكاذب بأن طهران تقود ما يعرف بـ”محور الممانعة” وغير ذلك من المزاعم الباطلة، في حين أنها تقود ميليشيات تعيث فسادا في العراق واليمن وسوريا ولبنان لإبقاء هذه البلدان تحت هيمنتها.

إيران لا تتوقف عن التهديد
إيران لا تتوقف عن التهديد

ولا تزال إيران مصرة على المتاجرة بالقضية الفلسطينية من أجل صرف النظر عن إخفاقات اقتصادية وسياسية جلية في الداخل، وتقدم نفسها كمحام للقضايا العربية وعربية أكثر من العرب أنفسهم. وفي الدعاية الإيرانية يختلط الديني بالتاريخي والسياسي، فتقدم طهران رواية متخبطة عرجاء تشبه تغريدات المسؤولين في تناقضاتها.

يذكر أن حربا  من نوع آخر تدور رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي بين الجيوش الإلكترونية الإيرانية والإسرائيلية، ويسعى كل منهما لتسويق وجهة نظره.

ومن الأساليب الشائعة التي تستخدمها هذه الجيوش، هي إنشاء شبكات كبيرة من الحسابات المزيفة التي تضخّم رسائل معينة عن طريق الإعجاب والتعليق ومشاركة المنشورات بعضها مع بعض. ومن طريقة كتابة المنشورات وعرضها يبدو أن محترفين هم من يديرون الحسابات.

وتلعب الدعاية كإحدى أدوات “الردع الناعم”، دورا كبيرا في إجبار الشعوب على تغيير قناعاتها بالشكل الذي يخدم مصالح البلدين اللذين يوظفان ميزانيات مالية ضخمة لوسائل الدعاية والإعلام.

19