تهاوٍ قياسي لليرة التركية أمام الدولار

إسطنبول - أربكت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن بلاده بحاجة إلى خفض أسعار الفائدة وأنه تحدث إلى محافظ البنك المركزي بشأن هذه القضية، سوق صرف الليرة والتي تدحرجت إلى مستويات غير مسبوقة مقابل الدولار، هي الأعلى خلال السنوات الأربع الماضية.
ونقلت قناة “تي.أر.تي” الإخبارية خلال مقابلة مع الرئيس أردوغان في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء قوله “تحدثت إلى محافظ البنك المركزي اليوم، نحتاج بالتأكيد إلى خفض أسعار الفائدة”.
وأضاف “نحتاج من أجل ذلك أن نرى أسعار الفائدة تبدأ في الانخفاض في يوليو وأغسطس”، مضيفا أن ذلك من شأنه أن يرفع العبء على الاستثمارات.
وأبقى المركزي التركي الشهر الماضي سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 19 في المئة كما كان متوقعا، وجدّد تعهده بإبقائه فوق معدل التضخم الذي يتوقع البنك أن يتراجع بعدما ارتفع لأكثر من 17 في المئة مع انخفاض الليرة.
وأدت تعليقات أردوغان، الذي يصف نفسه بأنه “عدو أسعار الفائدة”، إلى انخفاض سعر الليرة التي تعرّضت بالفعل لضغوط الأسبوع الماضي إلى مستويات قياسية جديدة مقابل الدولار.
وتراجعت العملة التركية أكثر من أربعة في المئة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 8.88 ليرة مقابل الدولار بعد تعليقات أردوغان، وهو أعلى تراجع لها منذ بداية العام الجاري حينما كانت عند مستوى 7.1 ليرة لكل دولار.
8.88
ليرة قيمة سعر صرف العملة التركية مقابل الدولار وهو أعلى تراجع منذ بداية عام 2021
وتسبّبت دعوات الرئيس التركي المتكررة إلى خفض تكاليف الاقتراض وإقالته المفاجئة لآخر ثلاثة محافظين للبنك المركزي، في تراجع مصداقية البنك بشدة.
ويجمع خبراء على أن سياسة أردوغان النقدية سياسية صرفة وتتعارض تماما مع مقاربات الخبراء العلمية التي ترتكز على أن رفع سعر الفائدة يبطئ التضخم عبر رفع كلفة بدء الأعمال التجارية.
وكان الرئيس التركي قد أقال المحافظ السابق المتشدد في المسائل النقدية ناجي إقبال في مارس الماضي، مما أدى إلى انخفاض الليرة 12 في المئة مقابل الدولار في أسبوع.
وتعرضت الليرة، وهي أسوأ العملات أداء بين الأسواق الناشئة هذا العام، لضربة أخرى الأسبوع الماضي بسبب مخاوف بشأن التضخم العالمي والانتخابات المبكرة في تركيا.
وتعتمد تركيا على الدخل بالعملة الصعبة من السياحة لدعم عجز حسابها الجاري، وتخاطر بموسم ضائع آخر هذا العام في ظل فرض دول عدة قيودا على السفر بسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بفايروس كورونا.
وقال أردوغان إن المسؤولين الأتراك يجرون محادثات مع ألمانيا وروسيا بشأن السياحة هذا الصيف، وإنه سيلتقي برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في قمة حلف شمال الأطلسي هذا الشهر لمناقشة الأمر.
وبقي إصرار أردوغان على تجنّب معدلات الفائدة المرتفعة من الثوابت في سياسات تركيا. ووصف الأمر في إحدى المرات بأنه “أم وأب كل الشرور”، وشدّد مجددا في يناير على أنه “معارض تماما” لرفع معدلات الفائدة.
وأشار رئيس البنك المركزي الجديد قافجي أوغلو في مقال في فبراير إلى أن معدلات الفائدة المرتفعة تقود “بشكل غير مباشر” إلى ارتفاع مستوى التضخم.