تقارب نتنياهو وغانتس لا يفك عُقدة التمسك برئاسة الحكومة

تحيل سرعة وتيرة المفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وخصمه بيني غانتس على أن الطرفين قد يتوصلان، في السويعات القليلة القادمة قبل الاجتماع مجددا الأربعاء بالرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين، إلى توافقات نهائية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. لكن هذا التقارب بين الخصمين الفائزين في الانتخابات لم يفض، إلى حدّ الآن، إلى نتائج ملموسة خاصة أن كلا منهما يتشبث بأحقيته في رئاسة الحكومة المقبلة.
القدس – تتجه خطوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأبرز خصومه بيني غانتس نحو عقد اتفاقات سياسية لتشكيل حكومة جديدة.
وسرع كل من نتنياهو وغانتس الثلاثاء، سلسلة مفاوضتهما بعد لقائهما الاثنين الرئيس ريئوفين ريفلين. والتقى مفاوضون من فريقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه الرئيسي بيني غانتس الثلاثاء من أجل التفاوض حول إمكان تشكيل حكومة وحدة يرى كل منهما أنه أحق برئاستها.
ويتفاوض فريق حزب الليكود بزعامة نتنياهو مع فريق حزب “كحول لفان” الوسطي بزعامة بيني غانتس لمتابعة الاجتماع الذي عقد بين زعيميهما ورئيس إسرائيل ريئوفين ريفلين الاثنين.
وأوصى ريفلين، في محاولة للوساطة بين نتنياهو وغانتس، بتشكيل حكومة من خلال التحالف بين حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو، والذي فاز بـ31 مقعدا في البرلمان، وتحالف أزرق أبيض الذي يقوده غانتس، والذي فاز بـ33 مقعدا.
كان لقاء الخصمين هو أول اجتماع رسمي لهما منذ انتهاء انتخابات 17 سبتمبر التي أسفرت عن فوز غانتس بأكبر عدد من المقاعد.
ولا يملك كل من نتنياهو أو الجنرال السابق غانتس الدعم الكافي من الحلفاء المفترضين لحشد الأغلبية البالغة 61 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.
وعارض غانتس، زعيم حزب أزرق أبيض، علنا بعد صدور نتائج الانتخابات فكرة التحالف مع حزب الليكود بزعامة نتنياهو، في ما أرجعه إلى تهم الفساد الوشيكة ضد رئيس الوزراء المنتهية ولايته، لكن إكراهات وجوب الحصول على أغلبية دفعته إلى التفاوض مع نتنياهو بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
ومع عدم وجود طريق واضح لكل منهما لتشكيل حكومة ائتلافية بمفرده، من المقرر أن يلتقي الرجلان مرة أخرى مع الرئيس ريفلين مساء الأربعاء.
واعتمد رئيس إسرائيل ريفلين الذي يتعين عليه اختيار من سيشكل الحكومة المقبلة، بشدة على الحزبين لتشكيل ائتلاف حكومي وحثهما الاثنين على إيجاد وسيلة للقيام بذلك.
ويقول كل من نتنياهو وغانتس إنهما يريدان حكومة وحدة، لكنهما يختلفان حول من سيقودها أولا، ضمن طرح ترتيب التناوب، وتفاصيل أخرى حول تشكيل مثل هذا الائتلاف.
وتظل مسألة من سيكون رئيس الوزراء أولاً حجر عثرة رئيسياً. فالتوقيت مهم بشكل خاص لنتنياهو الذي يواجه تهماً محتملة بالفساد في الأسابيع المقبلة.
وأشار غانتسمن جهته إلى أنه هو ممثل الحزب الأكبر ملمحا بأنه هو الأحق برئاسة الحكومة وكتب في بيان الاثنين “اختار الجمهور التغيير ولا نية لدينا للتنازل عن قيادتنا، ومبادئنا أو عن شركائنا الطبيعيين لهذه الطريق”.
وتحدث نتنياهو عن أنه يتمتع بدعم من الأحزاب الصغيرة في البرلمان وتعهد بعدم التخلي عنها في صفقة ائتلافية.
وخلال الاستشارات النيابية التي أجراها ريفلين حصل نتنياهو على 55 توصية مقابل 54 توصية لغانتس. وقال بعد اجتماع مساء الاثنين “أنا ملتزم بما وعدتكم به”، مخاطبا أحزاباً يمينية ودينية متحالفة مع الليكود.
وحلّ حزب أزرق أبيض بزعامة غانتس في المرتبة الأولى بحصوله على 33 مقعدا بينما حصل حزب الليكود اليميني على 31 مقعدًا من أصل 120 في البرلمان. وهذه هي الانتخابات الثانية منذ أبريل.
لكنّ كلا الطرفين يبقى عاجزاً عن تشكيل حكومة. وتعهد ريفلين بأنه سيبذل كل ما في وسعه لتجنّب إجراء انتخابات أخرى قد تكون بانتظار الإسرائيليين في الربيع المقبل.
وسيواجه غانتس رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي الذي لا يمتلك خبرة سياسية في شخص نتنياهو عدواً محنكاً ومفاوضاً شرساً شغل منصب رئيس وزراء لأطول فترة في إسرائيل تزيد عن 13 عامًا وتغلب على منافسيه مرارا وتكرارا.
ومن المتوقّع أن يعلن ريفلين اسم المرشّح لمهمة تشكيل حكومة إسرائيلية الأربعاء، عندما يتم تسليمه النتائج الرسمية النهائية للانتخابات، وستكون لدى رئيس الوزراء المكلّف مهلة 28 يوماً للقيام بذلك، مع إمكانية تمديد هذه المهلة أسبوعين إضافيين.