تفوق النموذج الإماراتي يؤلم أعداء النجاح

لا يمكن فصل التصعيد الحالي وتداعياته الإقليمية عمّا يجري من حملات مسيئة تجاه دولة الإمارات فالقوى الفاشلة التي لا تملك رؤية مستقبلية تتهرب من المسؤولية من خلال لوم فشلها على المتفوق.
الخميس 2024/02/15
رد إماراتي على المشكّكين

ما يجري من استهداف لدولة الإمارات على كافة الصعد غير مسبوق، فتفوق النموذج الإماراتي يؤلم أعداء النجاح، وعندما نتأمل توقيت الهجمات ونوعيتها، من حملات ممنهجة على وسائل التواصل، أو وثائقي بي بي سي الملفق، وصولاً إلى هجوم القراصنة السيبرانيين الذي استطاعت المنظومة الأمنية الإماراتية السيبرانية إحباطه، سنجد أن أدوات الهجمات لا تخرج من دائرة تنظيم الإخوان الإرهابي بتخادم مع الأدوات الإيرانية.

فما يجمع الطرفين من أهداف مشتركة واضح، ولو حاول الإخوان تأكيد استقلاليتهم عن الأجندة الإيرانية بذريعة أنهم يمثلون الطائفة السنية، بينما المشروع الإيراني يمثل الطائفة الشيعية، والواقع يؤكد أنه مع انحسار النشاط الإخواني في المنطقة، بات التخادم مع أدوات إيران أكثر بروزاً. فقوى الإرهاب والتطرف تتفق على تعطيل مشروع الشرق الأوسط التنموي، الذي تقوده دول محورية مثل الإمارات والسعودية، ما يفسر الحملات المسيئة تجاه البلدين. فالنموذج المثالي الباحث عن المستقبل المزدهر سيؤثر إيجاباً على محيطه، ما يضع أجندات الفوضى في زاوية ضيقة من الممكن السيطرة على مخاطرها، ومنعها من تحقيق أجنداتها التي تريد إبقاء المنطقة في خانة الاشتعال والدمار.

◙ جهود دولة الإمارات الإقليمية والدولية في حفظ السلام وإعادة الاستقرار ومكافحة الإرهاب واسعة، وسيسجلها التاريخ رغما عن أدوات القوى الظلامية

أدركت استباقية الإمارات مبكراً خطورة مشروع الإسلام السياسي المتمثل في تنظيم الإخوان وأدوات إيران على تقدم وتنمية المنطقة، وتمكنت بقوتها الناعمة من إفشال العديد من المخططات الإخوانية العابرة للحدود، ما خفف من أثر تلك الأجندات على المنطقة إلى حد كبير، وباتت السياسة الإماراتية المرتبطة بقواعد التضامن والتعاون وبناء الجسور وتصفير المشكلات سياسة جاذبة، تبنتها العديد من الدول الإقليمية فتحسنت العلاقات وبات الاقتصاد هو محرك العلاقات. 

وفي اليمن استطاعت الرؤية الإماراتية ضمن التحالف العربي من تحقيق نتائج بارزة في المناطق الجنوبية، بقطع الطريق على الحوثيين وحزب الإصلاح الإخواني، الأمر الذي جعل التحالف بينهما لا يختلف عليه اثنان، كما أصبحت تبعية حركة حماس إلى الحرس الثوري الإيراني أوضح من الشمس، فلقد تسببت عملية طوفان الأقصى بكارثة إنسانية في غزة، ما وضع أطراف الصراع بما فيها إسرائيل التي ارتكبت جرائم بحق المدنيين في المجهر الدولي، وكلما استمرّت حرب غزة كلما حاولت الأطراف المتسببة في الصراع وعلى رأسها الإخوان وأدوات إيران، الهروب من المسؤولية عبر إشغال الرأي العام الشعبي، بلوم نماذج عربية محورية متفوقة مثل دولة الإمارات.

التشكيك المزيف في توجهات دولة الإمارات، لم يؤثر على الدّور الإماراتي الجاذب واستباقيته، بل زاده ثباتا وحرصاً على المضي قدماً في إستراتيجيات تنوع الاقتصاد والاستثمار ودخول سوق الذكاء الاصطناعي، ومواقفه السياسية والأمنية المشرفة وآخرها استشهاد أربعة من منتسبي القوات المسلحة “رحمهم الله” في الصومال، خلال وجودهم في مهام تدريبية للقوات المسلحة الصومالية، بهدف مكافحة الإرهاب وبالتحديد حركة الشباب الإرهابية التي تنتسب فكرياً لتنظيم القاعدة، وتمتد جذورها للتنظيم الأم (الإخوان) الذي خرجت من عباءة فكره سائر التنظيمات الإرهابية.

ولدولة الإمارات سجل تاريخي في مهام حفظ السلام ومكافحة الإرهاب، ولطالما مدت يد العون لإعادة الاستقرار في الصومال منذ العام 1993، حينها شاركت في عملية “إعادة الأمل” ضمن نطاق الأمم المتحدة، واستمرت هذه الجهود النبيلة بكافة أشكالها الإنسانية إلى مهام التدريب والتأهيل للكوادر العسكرية الصومالية في وقتنا الراهن. ولهذا اختيار الإمارات سياسة النأي بالنفس موفقة، فمسيرة الإنجازات الاستثنائية مستمرة، والالتفات إلى الخلف نحو أعداء النجاح غير مجدٍ، ومن الأفضل مواجهة الحملات بمضاعفة إنجازات السجل الإماراتي المبهر.

◙ استباقية الإمارات أدركت خطورة مشروع الإسلام السياسي المتمثل في تنظيم الإخوان وأدوات إيران على تقدم وتنمية المنطقة، وتمكنت بقوتها الناعمة من إفشال مخططات خوانية عابرة للحدود

لا يمكن فصل التصعيد الحالي منذ السابع من أكتوبر وتداعياته الإقليمية عمّا يجري من حملات مسيئة تجاه دولة الإمارات. فالقوى الفاشلة التي لا تملك رؤية مستقبلية، تتهرب من المسؤولية من خلال لوم فشلها على المتفوق، فمغامرة حماس ومن بعدها أدوات إيران الأخرى في لبنان وشمال اليمن، ولو كانت محدودة نسبياً، فتحت الصراع على عدة مسارح إقليمية، من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل إلى هجمات الحوثيين على التجارة العالمية في البحر الأحمر، وصولاً إلى هجمات الأدوات الإيرانية في سوريا والعراق، وجميعها تدار تحت مظلة محور المقاومة الذي يستغل ورقة القضية الفلسطينية، لتوسيع شبكة نفوذه والضغط على اللاعبين المؤثرين دولياً وإقليمياً. ويبدو أن هناك توافقا أميركيا إيرانيا ولو بشكل غير مباشر على عدم توسيع نطاق المواجهة، ما يفسر الرد المتواضع لإدارة جو بايدن على مقتل الجنود الأميركيين على الحدود الأردنية – السورية، بما فيها نطاق الضربات الأميركية في اليمن الذي قد يعتبر تكتيكياً على المدى القصير، ولا يعالج خطورة الحوثيين على المدى البعيد، فتقليص قدرات جماعة الحوثي لا تعني إنهاء المخاطر على الملاحة الدولية.

قدر منطقة الشرق الأوسط أن تعيش بحكم الجغرافيا على مخاطر القوى الإقليميّة وأدواتها التي تستغلها الأجندات الدولية دون إنهاء خطورتها، ما يضع المنطقة أمام خيارين، إما الانفراجة في كل الملفات أو استمرار المنطقة في حروب وصراعات مزمنة، وهو بالضبط ما تدركه دولة الإمارات التي رسخت مفاهيم الدولة الوطنية، ما جعل قاعدتها الداخلية صلبة في مواجهة التحديات، وعززت من دورها المؤثر في حل النزاعات، فالإمارات جزء من إقليم أمنه واستقراره وازدهاره مرتبطة ببعضها البعض.

جهود دولة الإمارات الإقليمية والدولية في حفظ السلام وإعادة الاستقرار ومكافحة الإرهاب واسعة، وسيسجلها التاريخ رغما عن أدوات القوى الظلامية، ونماذج المشاركات الإماراتية كثيرة من لبنان والكويت والصومال وكوسوفو وأفغانستان واليمن، واليوم عمليات “الفارس الشهم” الإنسانية، والإماراتيون يعيشون حقبة ذهبية بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويدركون حقيقة الهجمات الإعلامية الملفقة، وأهمية الالتفات خلف القيادة السياسية واستكمال مسيرة التطور والتقدم دون الالتفاف لمروجي الأكاذيب والفتن، ولعل أجمل رد إماراتي على المشككين، هو انشغال الدولة في “القمة العالمية للحكومات” التي تتجاهل قوى تريد لنا التخلف والبقاء في الخلف، بينما نحن منشغلون مع أصدقائنا وشركائنا في العالم، برسم خارطة طريق لمستقبل الحكومات العالمية.

9