تفجير مكتب الاتصال بين سيول وبيونغ يانغ يصعد وتيرة الأزمة

بيونغ يانغ تسعى إلى خلق أزمة مع سيول في وقت لا تزال المفاوضات بشأن الملف النووي مع واشنطن متوقفة للتجهيز للتفاوض من موقع قوة.
الأربعاء 2020/06/17
تصعيد خطير

سيول- فجرت كوريا الشمالية، الثلاثاء، مكتب الارتباط مع كوريا الجنوبية الحدودي في خطوة تصعيدية جديدة تفاقم الأزمة بين البلدين لاسيما بعد إطلاق بيونغ يانغ تحذيرات أخيرة مفادها أن جيشها في أتم الجهوزية للتحرك ضد سيول.

ويأتي تفجير المكتب بعد إعلان كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في نهاية الأسبوع “قريبا، سيظهر المشهد المأساوي لمكتب التنسيق المشترك بين الشمال والجنوب وهو منهار تماما”.

وأظهرت المشاهد التي نشرها القصر الرئاسي الكوري الجنوبي انفجارا يمتد إلى عدة مبان عبر الحدود في كايسونغ، مع انهيار برج قريب جزئيا وتصاعد سحب الدخان في السماء.

ويرى مراقبون أن بيونغ يانغ تسعى إلى خلق أزمة مع سيول في وقت لا تزال المفاوضات بشأن الملف النووي مع واشنطن متوقفة للتجهيز للتفاوض من موقع قوة في وقت لاحق.

مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي أعلن أنه "سيرد بقوة" إذا "واصلت بيونغ يانغ القيام بخطوات تفاقم الوضع"

وبعد اجتماع طارئ أعلن مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي أنه “سيرد بقوة” إذا “واصلت بيونغ يانغ القيام بخطوات تفاقم الوضع”. وأضاف “كل مسؤولية التداعيات الناجمة عن هذا العمل تقع على عاتق الشمال”.

وقال مكتب المتحدث باسم وزارة التوحيد “كوريا الشمالية فجرت مكتب الارتباط في كايسونغ”. ويتولى هذا المكتب إدارة العلاقات بين الكوريتين.

وصدر البيان بعد دقائق على سماع دوي انفجار ورؤية سحب الدخان تتصاعد من مدينة كايسونغ الصناعية حيث يقع مكتب الارتباط على الحدود، كما أوردت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية نقلا عن مصادرها.

وافتُتح مكتب الارتباط الواقع في منطقة صناعية حيث كانت شركات من الجنوب توظف عمالا من الشمال في سبتمبر 2018 قبل أيام على مغادرة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن إلى بيونغ يانغ لعقد القمة الثالثة مع كيم.

وكان حوالي عشرين مسؤولا من كل جانب يعملون في المكتب على مدى أشهر، لكن العلاقات بين الكوريتين توترت إثر انهيار قمة هانوي بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب في فبراير 2019.

وفي أولى ردود الفعل الدولية إزاء التصعيد الحاصل دعت روسيا الثلاثاء إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “هذا مصدر قلق ونحث جميع الأطراف على ضبط النفس”، مضيفا أن بلاده ستراقب الوضع عن كثب.

افتُتح مكتب الارتباط الواقع في منطقة صناعية حيث كانت شركات من الجنوب توظف عمالا من الشمال في سبتمبر 2018
افتُتح مكتب الارتباط الواقع في منطقة صناعية حيث كانت شركات من الجنوب توظف عمالا من الشمال في سبتمبر 2018

ومنذ مطلع الشهر، كثفت بيونغ يانغ الإدانات اللاذعة إزاء جارتها وخصوصا ضد المنشقين الكوريين الشماليين الذين يرسلون من الجنوب منشورات دعائية عبر المنطقة المنزوعة السلاح إلى الشمال.

والأسبوع الماضي، أعلن النظام الكوري الشمالي عن قطع قنوات الاتصال السياسية والعسكرية مع “العدو” الكوري الجنوبي.

وقال ليف إريك إيزلي الأستاذ في جامعة أوها في سيول إن “كوريا الشمالية بدأت دوامة استفزاز مع مراحل من التصعيد” واصفا تفجير مكتب الارتباط بأنه “ضربة رمزية للمصالحة بين الكوريتين والتعاون”.

وكانت كوريا الجنوبية قد تحركت بعد تنديد جارتها الشمالية بإرسال منشورات لمنشقين. وأطلقت سيول ملاحقات قضائية بحق مجموعتين من المنشقين الكوريين الشماليين بتهمة إرسال هذه البيانات الدعائية من الجانب الآخر من الحدود.

وتتضمن المنشورات، التي غالبا ما تعلق على بالونات تصل إلى الأراضي الكورية الشمالية أو توضع في زجاجات في النهر الحدودي، عادة انتقادات لأداء الزعيم كيم جونغ أون في مجال حقوق الإنسان أو طموحاته النووية. والثلاثاء، أفادت وسائل إعلام كورية شمالية أن جيش البلاد “في جهوزية كاملة” للتحرك ضد كوريا الجنوبية.

وقالت هيئة أركان الجيش الشعبي الكوري إنها “تعمل على خطة تحرك لتحويل خط الجبهة إلى قلعة”، كما نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

والاثنين، حث الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن مهندس التقارب عام 2018، الشمال على عدم “ترك نافذة الحوار مغلقة”. وانتهت الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة وليس اتفاق سلام ما يعني أن البلدين الجارين لا يزالان عمليا في حالة حرب.

5