تعاون عسكري سعودي روسي في أفق زيارة بوتين للرياض

موسكو – دخلت الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية طور مناقشة التفاصيل مع اقتراب موعد الزيارة المتوقّعة منتصف شهر أكتوبر القادم.
وتكتسي خطوات التقارب الروسي السعودي أهمية خاصّة، حيث تدخل تعديلا جزئيا على طبيعة تحالفات دول المنطقة بالقوى الكبرى، فالسعودية محسوبة تقليديا ضمن معسكر الحلفاء الكبار للولايات المتحدة الأميركية، بينما تعتبر روسيا من حلفاء إيران الغريمة الأولى للمملكة التي ما تنفك تظهر اهتماما بإحداث المزيد من التوازن على علاقاتها بالقوى العالمية، سعيا لتخفيف الارتهان للعلاقة مع واشنطن التي لا تخلو سياساتها من تقلّبات تبعا لطبيعة الإدارات التي تحكمها.
وتحافظ موسكو والرياض، العملاقان العالميان في مجال صناعة الطاقة، على تنسيق عال في الحفاظ على توازن سوق النفط العالمية، وتسعيان إلى توسيع مجالات التعاون بينهما لتشمل مجالات أخرى لا تستثني التعاون العسكري.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو والرياض بحثتا الإعداد لزيارة بوتين للسعودية. وأفادت الوزارة في بيان أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره السعودي إبراهيم العساف بحثا كذلك الأوضاع في الخليج واليمن وسوريا.
ومن جهته حدّد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف موعد زيارة بوتين للسعودية بمنتصف شهر أكتوبر القادم. وردا على سؤال حول إمكانية إبرام روسيا اتفاقيات بشأن التعاون العسكري التقني مع السعودية، قال بوغدانوف لوكالة سبوتنيك الروسية “زملاؤنا في وزارة الدفاع والمؤسسات الأمنية الخاصة بينهم اتصالات مكثفة، ومؤكد أنهم يعملون على إعداد الوثائق والاتفاقيات”.
وبشأن نية موسكو إرسال خبرائها إلى السعودية لمتابعة التحقيق في الهجوم على منشأتين نفطيتين، قال “نحن نشارك في اتصالات وخطوات لنعرف خلفية الأحداث”.
وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد دعا الرئيس الروسي إلى زيارة بلاده أثناء استقباله في الكرملين من قبل بوتين في أكتوبر 2018.
وفي مارس الماضي، قام وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بزيارة إلى الرياض كان أحد مواضيع المحادثات التي جرت خلالها الإعداد لزيارة بوتين إلى السعودية.