تعافي الطلب على النفط بفضل اللقاحات يظل هشا بسبب الوباء

وكالة الطاقة الدولية: أوبك وأغلب حلفائها ستثبت على الأرجح قدرتها على تكييف إنتاجها مع الطلب سواء تم كبح الفايروس أم لا.
الخميس 2021/04/15
مستقبل الخام مرتبط بتغيرات الوباء

لندن– قالت وكالة الطاقة الدولية الأربعاء إن توزيع اللقاحات يحسن آفاق الطلب العالمي على الخام، لكن ارتفاع الحالات في بعض الدول الرئيسية المستهلكة للنفط يظهر أن التعافي قد يكون هشا. وأضافت الوكالة في تقريرها الشهري “تبدو العوامل الأساسية أقوى بالتأكيد”.

وتابعت الوكالة “السحب جار من الفائض الكبير في مخزونات النفط العالمية التي تزايدت خلال صدمة الطلب الناجمة عن كوفيد – 19 العام الماضي، وتتسارع وتيرة حملات التطعيم ويبدو الاقتصاد العالمي في وضع أفضل”.

وقالت الوكالة التي مقرها باريس إنها ما زالت قلقة إزاء عرقلة موجات جديدة من الفايروس للتقدم، مشيرة إلى ارتفاع حالات الإصابة في أوروبا والبرازيل والولايات المتحدة.

ومع ذلك، تتوقع الوكالة عودة الطلب وإمدادات النفط العالمية للاستقرار في النصف الثاني من العام، وأن المنتجين ربما يحتاجون حينها لضخ مليوني برميل إضافية يوميا لتلبية الطلب المتوقع.

وقالت إنّ أوبك وأغلب حلفائها مثل روسيا، المجموعة التي تعرف بأوبك+، ستثبت على الأرجح قدرتها على تكييف إنتاجها مع الطلب سواء تم كبح الفايروس أم لا.

وأضافت “ضبط التكتل للإمداد شهريا ربما يمنحه المرونة لتلبية الطلب المتزايد عبر رفع الإنتاج سريعا أو تعديله بالخفض إذا لم يتواصل زخم تعافي الطلب”.

وكالة الطاقة الدولية: السحب جار من الفائض الكبير في مخزونات النفط العالمية

وقالت الوكالة إن النفط التجاري المخزن لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقلص للشهر السابع على التوالي في فبراير شباط، مما يشير إلى زيادة في الطلب وارتفاع للواردات في المستقبل القريب.

وحذرت من أن الدول الأقل تقدما تواجه صعوبة أكبر في تجاوز انهيار الطلب الناجم عن كوفيد – 19، إذ تصبح الفروق بين الدول القادرة على الحصول سريعا على اللقاحات والدول غير القادرة على ذلك أكثر وضوحا.

وقالت الوكالة “بعض الدول الناشئة التي يصعب عليها الحصول (على اللقاحات) في وضع أكثر صعوبة، وستبطئ موجات جديدة من كوفيد على الأرجح النشاط الاقتصادي والتنقل”.

وأضافت “يتدهور الوضع حاليا تدهورا حادا لدى بعض كبار مستهلكي النفط من خارج أوبك (البرازيل وإيران والهند).

ويقول محللون إن تعافي الطلب على النفط سيتوقف على وتيرة توزيع اللقاحات، فيما يتوقع البعض عدم العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة حتى أواخر 2022 أو 2023.

وتجمع أبحاث وتقارير دولية على أنه من المحتمل أن تكون أزمة فايروس كورونا قد تسببت في إحداث التغيير المتوقع منذ فترة طويلة في ميزان الطلب على النفط وأن يكون هذا التحول قد أصبح محور التفكير داخل منظمة أوبك.

وتعد ممارسات حرق الغاز المصاحبة لعمليات استخراج النفط من التحديات المتواصلة التي تواجه الدول المنتجة للنفط، وتضعها في مأزق شديد، حيث التعدي الصارخ على البيئة، وما يترتب عليه من تضخم في تكلفة الأمراض، وإشكاليات التغيرات المناخية، نتيجة زيادة انبعاث الغازات الدفيئة.

ومع القيود والإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا في الأشهر الماضية، يتأكد أن العالم يعيش وسط نسبة عالية من الغازات السامة، حيث كشفت الكثير من الإحصائيات حجم التراجع في الانبعاثات الغازية بعد بقاء الناس في البيوت وتراجع استخدام المركبات والطائرات، وتوقف عدد كبير من المصانع عن العمل.

10