تصعيد إيراني بالوكالة: صواريخ الميليشيات تنهال على عين الأسد

الرمادي (العراق) - تعرّضت قاعدة عين الأسد العسكرية الواقعة غربي العاصمة العراقية بغداد وتضمّ قوات أميركية الإثنين إلى هجوم صاروخي هو الأكبر من نوعه، بعد تعرّض ميليشيات شيعية في السابع والعشرين من يونيو الماضي إلى ضربات جوية أميركية في مناطق حدودية بين سوريا والعراق خلّفت قتلى وجرحى في صفوفها.
وعلى هذا الأساس تمّ تصنيف الهجوم الجديد كردّ من قبل الميليشيات على عملية استهدافها، الأمر الذي يرفع محاذير انزلاق عملية تصفية الحسابات الأميركية الإيرانية على الأراضي العراقية إلى مواجهة أشمل، باعتبار تلك الميليشيات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وتقاتل نيابة عن إيران ولحسابها.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية العثور على منصة أطلق منها مجهولون ثلاثة صواريخ على قاعدة عين الأسد الجوية. وذكرت خلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع في بيان أنّ “القوات الأمنية فتحت تحقيقا في حادثة سقوط الصواريخ الثلاثة على القاعدة”، مشيرة إلى عدم تسجيل خسائر تذكر. وأوضحت أنّ “قوات الأمن ضبطت سيارة من نوع كيا مخصصة لحمل البضائع متروكة بقضاء هيت تحمل القاعدة التي تم إطلاق الصواريخ منها”.
وأكد واين ماروتو المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتّحدة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تعرض قاعدة عين الأسد إلى هجوم بالصواريخ. وجاء ذلك في تغريدة مقتضبة له على موقع تويتر أكد فيها كذلك عدم وقوع إصابات، مضيفا أنه “يجرى تقييم الأضرار”.
وتعتبر قاعدة عين الأسد الواقعة في ناحية البغدادي على بعد تسعين كيلومترا غربي الرمادي أكبر قاعدة عسكرية للقوات الأميركية في العراق.
وكانت فصائل شيعية مسلحة بينها كتائب حزب الله العراقي هددت باستهداف القوات والمصالح الأميركية بالعراق في حال لم تنسحب امتثالا لقرار البرلمان القاضي بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي بالبلاد.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الغارات الأميركية الأخيرة على الحدود العراقية السورية تبعث برسالة مهمة وقوية إلى الفصائل المستهدفة لردعها عن مهاجمة القوات الأميركية، بينما شدّد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي على أنّ الضربات تمت بتوجيه من الرئيس جو بايدن، وذلك في تأكيد على أنّ الأخير لا يقل حزما عن سلفه الجمهوري دونالد ترامب إزاء الميليشيات التابعة لإيران، خصوصا وأن ترامب كان قد وجّه أكبر ضربة لتلك الميليشيات بإعطاء أمر قتل قائد فيلق القدس الإيراني والمشرف المباشر على إدارة ميليشيات الحشد الشعبي إلى جانب رئيس أركان الحشد أبومهدي المهندس الذي قتل معه في نفس الغارة التي نفذها الطيران الحربي الأميركي في يناير من العام الماضي.
ومنذ بداية العام الجاري استهدف أكثر من أربعين هجوما مواقع في العراق تضمّ جنودا أميركيين، كما طالت الهجمات محيط سفارة الولايات المتّحدة في بغداد وقوافل مدنية تحمل مؤنا لقوات التحالف الدولي ضدّ داعش.
والهدف المعلن من تلك الهجمات المنسوبة لميليشيات شيعية هو إخراج من بقي من الجنود الأميركيين في العراق وعددهم حوالي 2500 جندي.
وشكل استخدام طائرات دون طيار خلال الآونة الأخيرة مصدر قلق استثنائي للتحالف الدولي لأن هذه الأجهزة الطائرة يمكنها الإفلات من الدفاعات التي عمد الجيش الأميركي إلى تركيبها للدفاع عن قواته ضد الهجمات الصاروخية.