تصاميم عملية للشرفات والحدائق لأمسيات صيفية مريحة وأنيقة

الأثاث الخارجي يجب أن يراعي عوامل الطقس ويضفي الهدوء والسكينة على المكان.
الأحد 2021/05/02
الجمال في البساطة

لا تقل أهمية الأثاث الخارجي عن بقية التجهيزات الموجودة داخل المنزل، وينصح خبراء التصميم باختيار قطع أثاث تتحلى بالبساطة والرقي وخالية من الزخارف المبالغ فيها، والأفضل أن تكون مرتفعة للشعور بالراحة والاسترخاء وسهولة الجلوس.

لندن – يحمل فصلا الربيع والصيف والأشهر الدافئة الكثير من المرح والبهجة، ما يجعل عدة أسر تتطلع إلى قضاء الصباحيات والأمسيات إما في شرفات المنازل أو في ركن جميل ومريح في الحديقة لتناول الطعام في الهواء الطلق والاستمتاع بأشعة الشمس.

 ولكي تكون اللمة العائلية أكثر متعة وراحة، فإن المساحات الخارجية تحتاج بدورها إلى إعادة الترتيب واختيار أثاث وتصاميم تضفي عليها مسحة فريدة من الجاذبية وتجعلها مكانا مريحا للاسترخاء وملهما لمحبي العمل في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس الدافئة وبجانب مناظر طبيعية تبعث على الانشراح والراحة النفسية.

وسواء كان الفضاء الذي تمتلكه الأسرة شرفة صغيرة في شقة أو سطحا مترامي الأطراف أو حديقة، فجميعها يمكن أن تكون مكانا رائعا للاسترخاء عندما يتم تأثيثه بشكل جيد ويمتلئ بالخضرة والنباتات.

ولا يتطلب مثل هذا الأمر رحلة شاقة في المحلات المزدحمة أو قضاء وقت مطول ومضجر في تجميع القطع الخاصة بالحديقة حتى يتمكن أفراد الأسرة من الاستمتاع بالشرفة أو الفناء الخارجي والتخفيف من الضغط النفسي والحد من التوتر الذي يتعرضون له جراء وباء كورونا وضغوط الحياة اليومية.

أثاث عملي

صورة

والأهم من هذا كله أن تأثيث وتصميم الفضاءات الخارجية للمنزل لا يحتاج إلى شراء أغلى وأثمن التجهيزات والإكسسوارات، وإنما يتطلب أن يكون بين هذه القطع تناغم وانسجام.

 ومثلما هو الحال عند طهي بعض الأطباق، توجد أيضا بعض «الوصفات» التي يجب مراعاتها عند شراء الأثاث الخارجي حتى لا ينتهي الأمر بتبديد ثروات طائلة من دون أن يصل المكان إلى درجة من الفخامة أو الرفاهية التي يرغب فيها أفراد الأسرة.

ولكن وصفة الطعام التي لا تروق للأسرة قد لا تسبب خسائر كبيرة، وفي أسوأ الحالات سينتهي بها الحال في سلة المهملات، بينما يختلف الأمر تماماً بالنسبة إلى التجهيزات المنزلية التي قد لا تستجيب لحاجة الأسرة أو لا تتماشى مع ذوقها ولا تحقق الغرض منها، فقد تسبب خسائر مادية فادحة، ناهيك عن الشعور الشديد بالندم الناجم عن القبول بالأمر الواقع وتقبل وجود تلك التجهيزات رغم أنها لم تنل استحسان أفراد الأسرة وتشعرهم بالاشمئزاز، على الرغم مما أنفقوه عليها من أموال طائلة.

عوامل مهمة

لذلك ينصح خبراء التصميم بالتفكير بشكل عملي عند تأثيث الفضاء الخارجي للبيت، ويجب أن يعتمد ذلك على معطيات الحياة الخاصة بكل أسرة، ومنها على سبيل المثال إن كانت تتكون من شخصين أو عدة أفراد، وإن كان المنزل ملكا لهم أو مستأجرا، وإن كان يزورهم عدد كبير من الأهل والأصدقاء أم لا.

وعندما يصبح أصحاب المنزل على يقين تام برغباتهم ومتطلباتهم، حينئذ يتعين عليهم اتخاذ قرار حاسم وتحديد المستلزمات التي تتماشى مع حديقتهم أو شرفة شقتهم.

أثاث الشرفات والحدائق للموسم الجديد مصنوع من خامات فخمة كالخشب والراتان والخيزران وتطغى عليه ألوان الطبيعة

وهناك عدة عوامل مهمة يجب مراعاتها عند اختيار التجهيزات أو قطع الأثاث الخارجية التي تلبي احتياجات الأسرة وتتماشى والعوامل المناخية.

لا بد في البداية من قياس المساحة المتاحة في الفضاء الخارجي، ومراعاة شكل وتقسيم تلك المساحة حتى يتماشى شكل الأثاث معها مع الأخذ في عين الاعتبار قواعد انسياب المرور بين قطع الأثاث مثلما هو الشأن في المساحات الداخلية، وترك مسافات تسهل الحركة والمرور.

وإذا كانت الأسرة تعيش في مكان تكون فيه أشعة الشمس قوية جدا، فمن الأفضل استخدام الأثاث المصنوع من الخشب أو الخيزران بدلا من الحديد أو الألمنيوم، لأنها من المعادن التي تسخن بسرعة ويستحيل الجلوس عليها في فصل الصيف.

وإذا كانت الأسرة ترغب في تخصيص ركن صغير لتناول الطعام في الهواء الطلق، فستحتاج أيضا إلى اقتناء بعض الوسائد الخارجية المقاومة للعوامل الجوية لمزيد من الشعور بالراحة، ولحسن الحظ تتوفر الكثير من الخيارات والأحجام والأشكال الأنيقة في الأسواق.

وبطبيعة الحال فإن سر الحفاظ على كل القطع الموجودة في الفناء الخارجي حتى تبدو كأنها جديدة في المواسم القادمة هو حمايتها من العوامل الخارجية، فإذا كانت الأسرة تعيش في مناخ يكون فيه الصيف قصيرا والشتاء طويلا، فإن الأفضل وضع الأثاث في مكان مظلل أو تخزينه حتى تزول درجات الشمس الحارقة، وهذه الطريقة ستساهم في إطالة عمره لفترة أطول.

صورة

وجبات العشاء

يرتبط فصل الصيف وأجواؤه بوجبات العشاء في الهواء الطلق، فإذا كانت الأسرة ترغب في جعل الفناء الخارجي مكانا مناسبا لتناول الطعام، فإن الحصول على مقاعد مريحة كافية أمر لا بد منه، وطاولة واسعة ومتعددة الاستخدامات، إضافة إلى أرائك بإطارات خشبية مقاومة للصدأ والأشعة فوق البنفسجية للاسترخاء، وكذلك وسائد لجميع المقاعد بها أغطية قماشية قابلة للإزالة والغسل حتى تبقى نظيفة دائمًا، والأفضل أن تكون محشوة بالبوليستر، أو الحشوات الخفيفة لأنها تجف بشكل أسرع عندما تتعرض للرطوبة، ويعني ذلك أنها مقاومة للعفن بشكل أفضل.

وإذا كانت العائلة تميل إلى التصاميم الحديثة فيمكنها اختيار قطع أثاث مصنوعة من الروتان، قادرة على إضفاء طابع شخصي وأنيق على أصغر المساحات الخارجية.

ونصحت خبيرة الأثاث والديكور الألمانية نيكوليتا ناومان باختيار التصاميم التي تتحلى بالبساطة والمستوحاة من الطبيعة لإشاعة أجواء الهدوء والسكينة.

وأوضحت ناومان أن أثاث الشرفات والحدائق المنزلية يأتي مصنوعا من خامات فخمة مثل الخشب والراتان والخيزران ويتجمل بألوان الطبيعة كدرجات البني والبيج والرمادي، مع إمكانية التنسيق مع ألوان زاهية كالأحمر والبرتقالي لخلق تباين مثير يضفي لمسة جاذبية على المكان.

وينصح خبراء أيضا باختيار الضوء المائل للاصفرار الذي يتناسب والأمسيات الهادئة في الحديقة ويزيد من قدرة الجسم على إفراز الميلاتونين (هرمون النوم) الذي يساعد على الاسترخاء والاستعداد للنوم.

21