تشكيلي مصري يحول الشارع إلى غاليري

الفنان التكشيلي عادل بنيامين يأمل في الحصول على دعم من وزارة الثقافة يتيح له نقل مشروعه الفني المتمثل في تنظيم معارض للفنون التشكيلية في الشارع.
الاثنين 2019/10/28
عادل بنيامين حول الشوارع إلى معارض فنية مفتوحة

القاهرة- يسعى فنان تشكيلي مصري إلى تحويل الشوارع إلى معارض فنية مفتوحة، حيث تنقل بلوحاته بين عدة محافظات ووسائل نقل عمومية، ليثبت قدرة المواطن العادي على تذوق الفن الذي طالما ارتبط في بعض الأذهان بالتعقيد.

ويأمل عادل بنيامين في الحصول على دعم من وزارة الثقافة يتيح له قطع مئات الكيلومترات من محافظته أسوان جنوبا إلى القاهرة، لنقل مشروعه الفني المتمثل في تنظيم معارض للفنون التشكيلية في الشارع.

ويرى معارضو بنيامين النزول بالفن التشكيلي إلى الشارع تعديا على تقاليده الرصينة، متهمين إياه بتحويل الفن التشكيلي إلى بضائع رخيصة على الأرصفة.

وكشف بنيامين لـ”العرب” أنه لم يبع لوحة واحدة في معارضه في الشارع، لأن هدفه تثقيف العامة، والبرهنة على أن الجمال لغة في ذاته لا يحتاج وسائط وترجمات كي يُفهم، مشيرا إلى أن ثمن “أقل لوحة لفنان تشكيلي يبلغ نحو 60 دولارا” وهو ما لا يقدر البسطاء ممن يقصدهم بمعارضه على دفعه.

وأضاف أنه يشارك في المعارض بشكل منتظم، وفي الشارع فقط يرى وجوها جديدة وتفاعلات مختلفة، موضحا أن “معارض الفن التشكيلي باتت أقرب إلى حفل زفاف يتكرر في العام 5 مرات، يضم المدعوين ذاتهم وهؤلاء نحن الفنانين التشكيلين”.

ويراهن بنيامين على تذوق العامة للفن، محاولا سد فجوة عميقة تكونت على مدار عقود بين التشكيليين والعامة. وأكد أن داخل كل منا فنانا تشكيليا، “في اختيارك لملابسك، ترتيبك لأثاث منزلك، بل أبسط من ذلك أن السيدة خلال عملية الطهي تقوم بعملية فنية تشكيلية، تبدأها بتحضير المكونات، كما يحضر الفنان ألوانه، ثم إعدادها بنسب محددة، لتنتج طبقا هو فن على نحو ما”.

ويرى التشكيلي المصري أن المشكلة التي يواجهها الناس تكمن في افتقادهم للقيم الجمالية، “كل شيء حولنا يمكن أن يصبح لوحة فنية إذا تأملناه على نحو مغاير، فقر الفن هو فقر داخلي، يتعلق بالتربية والوعي والقدرة على التذوق”.

ويبدأ تفاعل المارة مع مبادرات بنيامين بالدهشة التي تدفعهم إلى التساؤل حول طبيعة الشخص وماهية لوحاته، وقد تنتهي بأن يصبحوا هم أنفسهم فنانين. وأوضح بنيامين أنه في إحدى جولاته التقى ضابطا أخبره أن ابنته “تدرس حاليا بكلية الفنون الجميلة بسببك، فقد صادفت معارضك أكثر من مرة، فعشقت الفن وآمنت به من خلالك”.

تخرج بنيامين من معهد “ليوناردو دافنشي” منتصف سبعينات القرن الماضي، واختار الشارع كساحة عرض منذ عام 1973 حين خرج بأول معرض للوحاته على سور مستشفى الجلاء بوسط القاهرة.

ورغم تجواله بين عواصم عالمية لم يصبه التعالي، الذي يصيب بعض التشكيليين، والانعزال عن العامة، حيث يوجهون لوحاتهم إلى المثقف الدارس باعتباره الوحيد القادر على تلقي رسائلها الكامنة، إذ استمر في عرض لوحاته دون ملل في الشارع، طيلة الفترة الماضية، قبل أن تساعده وسائل التواصل الاجتماعي على تحقيق أهداف مشروعه وتشجع آخرين على انتهاجه.

ووفقا لبنيامين، يتجاوز مشروع الفنان التشكيلي مجرد البرهنة على سمو القيم الجمالية فوق المستويات الثقافية والاقتصادية، إلى قدرة تلك القيم على زرع الانتماء عبر مشروع مواز يعمد إلى تحويل “الكم المهمل إلى قيمة مضافة”.

24