تشريعات في الإمارات والسعودية تجعلهما ملاذا للوافدين الجدد

مع إصدارهما تشريعات جديدة تهدف إلى تسهيل إجراءات وتأشيرات الدخول والخروج منهما تحولت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قبلة للرحل العالميين الذين يجوبون دول العالم والخليج بحثا عن موارد الرزق وغيرها حيث تساهم هذه الإجراءات في مساعدة الوافدين على الاندماج في المجتمعات الخليجية.
أبوظبي – مكنت التشريعات الجديدة التي تقوم دول منطقة الخليج على غرار الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بصياغتها وإقرارها الأشخاص القادمين من مختلف أنحاء العالم من التغلب على الشعور بالعُزلة والوحدة.
وشهدت الفترة الأخيرة إصدار كل من الإمارات والسعودية قوانين جديدة تسمح بمدة إقامة أطول وعدد غير محدود من تأشيرات الدخول والخروج.
وفي مقال لها بموقع “سنديكيشن بيورو للرأي” أكدت الصحافية ريم تينا غزال أن التشريعات الجديدة التي تخص التأشيرات وغيرها في الرياض ودبي ستكون مفيدة لدراسة تأثيرها على مشاعر وهوية المغتربين المقيمين في منطقة الخليج، وكذلك تأثيرها على القرارات التي يتخذونها.
وتوفر “التأشيرة الذهبية” الجديدة التي تمنحها الإمارات العربية المتحدة الإقامة لمدة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات، على العكس من الوضع الحالي الذي تُمنح فيه الإقامة لمدة عامين فقط.
ويقول خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، إن “الفيزا الجديدة تهدف إلى إنشاء بيئة محفزة لرواد الأعمال والشركات الناشئة”.
توفر التأشيرة الذهبية التي تمنحها الإمارات، الإقامة لمدة من 5 إلى 10 سنوات، عكس التأشيرة الحالية التي تمنح الإقامة لعامين
ويضيف خلفان أن “ذلك يأتي بالتوافق مع مجهودات الحكومة لتنمية بنية تحتية متطورة، ووضع منظومة تشريعات تكفل نجاح المشروعات، وتجذب المواهب من الداخل والخارج في عدة قطاعات حيوية مختلفة”.
ومع زيادة حاجة الأشخاص في مختلف أنحاء العالم للهجرة بحثا عن مورد رزق وعيش مرموق فإن تعدد الثقافات بات هو القاعدة الجديدة، وبالنسبة للكثيرين، فإن تلك القاعدة مبنية على التجارب شخصية.
ويساعد ارتياح الفرد خلال إقامته في دول أجنبية على تمكنه من الاندماج في ذلك المجتمع.
وخلال تطرقها لهذه الإجراءات تحدثت ريم تينا غزال عن المفاهيم الجديدة التي أبصرت النور بفضل ارتفاع أعداد الرحالة العالميين الذين يقصدون أماكن غير أوطانهم على غرار دول الخليج بحثا عن مواطن شغل وغيرها.
وبعد حالة من الاستقرار يتمكن هؤلاء من إنشاء أسرة وإنجاب أطفال أطلقت عليهم الباحثة في العلوم الاجتماعية نورما ماكيغ في عام 1984 صفة “أطفال الثقافة الثالثة”.
وأشارت ماكيغ إلى أن الرحالة العالميين يعتبرون وسطاء جيدين للغاية، وحينما يقوم “أطفال الثقافة الثالثة” بالاحتكاك بثقافة أخرى، يصبحون مراقبين بارعين و موضوعيين للغاية”.
وأوضحت ماكيغ أن هؤلاء “فهم كالإسفنج يستوعبون الثقافات بشكل كبير. وتتحول تلك المهارات إلى أدوات مثالية لمكافحة العنصرية والنهوض بالعمل الاجتماعي ودعم اللاجئين”.
وهناك مكسب إضافي يمكن تحقيقه من خلال هؤلاء الأطفال حسب ماكيغ وهو أنه من المحتمل أن العالم الذي سيشهد تزايد أعداد الرحالة العالميين سيصبح في النهاية أكثر سلامًا.
ويبدو أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ستستفيدان كثيرا من منح امتيازات لهؤلاء الرحالة وتقليص العراقيل التي قد تعترضهم من أجل الاندماج في مجتمعاتهم من خلال إجراءات مثل منح تأشيرات مميزة أو غيرها.
وبهذه الطريقة تكون الإمارات والسعودية قد ساعدتا معا هؤلاء الوافدين على مجتمعات الخليج على الاندماج بسرعة وصوغ هويتهم على نحو لا يسبب لهم مشاكل ويلغي كذلك الأحكام المسبقة التي يتم بناؤها عادة قبل تحول الشخص إلى أي نقطة جديدة من العالم للعمل.
وأشارت ريم تينا غزال إلى أن نورما ماكيغ تسعى إلى القول إنه على الرغم من أننا جميعًا مختلفون، فإننا متشابهون في جوهرنا، لذا فالواقع يقول إنه لا جدوى من عقلية “نحن” و”هم” التي تؤدي عادة إلى الصراع.
وربما تكون تجربة الرحالة العالميين، الذين يجوبون دول العالم والخليج، تعني أنهم قد أدركوا تلك الحقائق بكل سهولة حسب غزال.
ولكن الإجراءات التي شرعت كل من أبوظبي والرياض في تطبيقها ستؤدي حتما إلى زوال هذه المشاعر وضمان الأشخاص المغتربين المزيد من الوقت للعمل والتأقلم مع المجتمعات الخليجية.
ومع تزايد رغبة البعض في مغادرة دولهم لأسباب اقتصادية يرى مراقبون أنه من الضروري أن تحذو بقية الدول، التي يضعها الرحالة صوب أعينهم للعيش فيها، حذو أبوظبي والرياض في تسهيل إجراءات الدخول وخاصة التأقلم في بيئة هذه المجتمعات.