تسلسل الانفجارات في إيران يخرجها من دائرة الصدفة

إيران لا تستبعد أن تكون الانفجارات ناجمة عن هجمات تقف وراءها الولايات المتحدة وإسرائيل.
الاثنين 2020/07/20
مفاعل نطنز في قلب التفجيرات

طهران – وقع انفجار في محطة لتوليد الطاقة في محافظة أصفهان وسط إيران الأحد دون أن يسفر عن إصابات، في أحدث سلسلة لانفجارات متتالية وغامضة شهدتها مواقع حساسة في البلاد خلال الأسابيع الماضية، ما يخرجها من دائرة الصدفة.

وقال المدير العام لشركة توليد الكهرباء في أصفهان سعيد محسني “انفجر محوّل قديم في المحطة حوالي الساعة الخامسة فجرا”، مشيرا إلى أن المنشأة عادت إلى العمل بشكل طبيعي بعد نحو ساعتين وأن إمدادات الطاقة في أصفهان لم تتأثر.

وهزّ انفجاران طهران في أواخر يونيو، أحدهما قرب موقع عسكري والآخر في مركز صحي أسفر عن مقتل 19 شخصا.

ووقع حادث مماثل في 2 يوليو، في مجمّع نطنز النووي (وسط)، حيث أعلنت السلطات الإيرانية في البداية وقوع “حادث”، قبل أن تشير إلى أنّها لن تكشف أسبابه في الحال “لاعتبارات أمنية”.

وتسبب الحادث في خسائر “مادية جسيمة” وقد “يبطئ” عملية تصنيع أجهزة طرد مركزي متطوّرة لإنتاج اليورانيوم المخصّب. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولَين اثنين في الاستخبارات الأميركية قولهما إن “ترميم المنشأة لإعادة البرنامج النووي الإيراني إلى ما كان عليه قبل الانفجار، قد يستغرق عامين”، متوقعين أن يكون التفجير قد تم عبر عبوة ناسفة أو عبر هجوم إلكتروني.

وقال رئيس منظمة الدفاع المدني الإيرانية، غلام رضا جلالي، إن طهران لا تستبعد أن تكون الانفجارات ناجمة عن عمليات تخريبية من قبل مجموعات المعارضة أو هجمات سيبرانية من قبل الولايات المتحدة، لكن مسؤولين إيرانيين آخرين اعتبروا أن الانفجارات نتجت عن هجمات تقف وراءها إسرائيل.

حوادث غامضة تستهدف مناطق إيرانية حساسة
حوادث غامضة تستهدف مناطق إيرانية حساسة

وكانت ايران توعدت الأسبوع الماضي بالرد بحزم على أي جهة يثبت تورطها في الحريق الذي شهده مجمع نطنز النووي بأصفهان بالتزامن مع حريق آخر اندلع في مجمع صناعي في شمال شرق البلاد، حيث يوجد مجمع لصهاريج مكثفات الغاز انفجر أحدها.

وبالتزامن مع الحوادث، أعلن أحمد قرباني رئيس محكمة الثورة في كرمان جنوب شرقي إيران عن اعتقال “عدد من عناصر أجهزة الاستخبارات الأجنبية وعدد من أعضاء الجماعات المعارضة” في المدينة والحكم عليهم.

ورغم أن إيران دائما ما تلمح لتورط إسرائيل والولايات المتحدة في مثل تلك الانفجارات والحرائق لكن ليس هنالك دليل ملموس لتوجيه تلك التهم، في وقت تنفي فيه تل أبيب وقوفها وراء تلك الحوادث.وتتهم إسرائيل الجمهورية الإسلامية بالسعي إلى امتلاك قنبلة نووية بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي سلمي بالكامل.

والجمعة، أعلنت إسرائيل تعرض منشآت مياه شمالي ووسط البلاد، إلى هجمات إلكترونية، دون أن يسفر ذلك عن أضرار بالخدمة، فيما لم يحدد المسؤولون الإسرائيليون الجهة التي تقف خلف هذه الهجمات.

وقالت سلطة المياه الإسرائيلية، في بيان، إن “الهجمات استهدفت مرافق صرف صغيرة محددة في القطاع الزراعي وتم إصلاحها على الفور”، دون المزيد من التفاصيل.

وفي أبريل الماضي، وجهت إسرائيل اتهامات إلى إيران بالمسؤولية عن هجمات إلكترونية استهدفت مرافق للمياه والصرف الصحي، تمت خلالها السيطرة على كلمات مرور تشغيل منظومات لضخ المياه.

وكان الهدف من وراء عمليات الاختراق تسميم المياه وذلك برفع مستويات الكلور وهو ما كان سيؤدي إلى تعرض مواطنين لأمراض إضافة إلى قطع مياه الشرب عن الآلاف من السكان.

وفي مايو تعرضت العشرات من المواقع الإلكترونية الإسرائيلية لهجمات إلكترونية في وقت متزامن حيث ظهرت على الصفحات الرئيسية لهذه المواقع صور مدينة تل أبيب وهي تحترق.

5