تسعة أقلام تونسية وقصص واقعية ورمزية

كتاب "أهازيج النسيان" مجموعة قصصية لعدد من الكتاب التونسيين جاءت تتويجا لمرحلة من مراحل مشروع كبير يرمي إلى تكوين وتطوير المنتج القصصي العربي.
الاثنين 2020/03/16
قضايا كثيرة (لوحة: رمضان حسين)

تونس- يضم كتاب “أهازيج النسيان” قصصاً لعدد من الكتّاب التونسيين الذين شاركوا في حلقة إبداعية أقيمت في مدينة جبنيانة التونسية بالتعاون مع جمعية آفاق التعاونية، وأشرفت عليها الكاتبة دلندة الزغيدي.

وتضم المجموعة ثلاث عشرة قصة قصيرة لتسعة من الكتاب والكاتبات حيث تنوعت مساهمات الكتّاب في المجموعة التي قدّمها الشاعر والروائي نصر سامي من حيث عدد القصص، فنقرأ لسمير السايح قصتَي “المخاض” و“المبتور”، ولدلندة الزغيدي قصة “تغريدة أكولا”، ولفيروز العباس قصتَي “سيلفيا” و“أغاريد الموت”، ولقمرة النايلي قصة “سوار”، ولنعيم درويش قصتَي “موت عربة” و“نصيحة”، ولعبدالباسط نعمان قصتَي “التذكرة” و“تجاعيد”، ولصباح بن حسونة قصة “الحوش”، ولمي عياشي قصة “بلا جذور”، ولسحر الشطّي قصة “حرقة مضاعفة”.

إبداعات متنوعة
إبداعات متنوعة

وجاءت فكرة هذه المجموعة تتويجا لمرحلة من مراحل مشروع كبير يرمي إلى تكوين وتطوير المنتج القصصي في تونس، وغيرها من البلدان العربية.

وتراوح الأسلوب بين الرمز والمباشرة، فحضرت قضايا كثيرة. يصف سمير السايح لذة الكتابة في “المخاض” بقوله “شعر بوكز الكلمات، وغمره الإلهام، نزع عنه أدران التردد والقلق، وكتب قصيدته الثانية والثالثة، لم يحس بآلام الولادة، كان فرحا، بل قرر أن يفرح كلما ازدان ديوانه بمولود جديد”.

ووصفت دلندة الزغيدي صبراء بطلة قصتها “تغريدة أكولا” التي واجهت قسوة الذكور وتحرشهم وخداعهم “أرادوا أن يجعلوا من جسدها ميناء ترسو فيه سفن البحارة… لكن صبراء الخضراء المباركة قد مددت عروقها فتشابكت مع الصخور المدفونة، والكنوز التالفة، ستظل صبراء جاثمة على صدورهم”.

وحضر الإرهاب الذي تعوّد أن يضرب أوطاننا فيكتوي بناره في كل مرة أولئك البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة. تقول فيروز العباس على لسان قمر التي فقدت عائلتها كلها في حادث إرهابي “بعد ذلك اندثرت كل أشيائي الجميلة، وانمحت من ذاكرتي صوري وأشعاري، وأصبحت امرأة هرمة بعمر يقل عن العشرين”.

أما سوار بطلة قمرة النايلي فحققت ذاتها وأثبتت قدرة المرأة في بلادنا على تحقيق الإنجاز “تبدلت حياتها، وصار لها معنى، أصبحت سوار مصدر فخر لفتيات القرية، وعنوانا للنجاح”.

قصص كثيرة وإبداعات متنوعة ضمتها هذه المجموعة، ولا شك أنها قدمت مجموعة من الكتاب والكاتبات الذين أتقنوا فن القصة القصيرة، فجاءت إبداعاتهم مكتملة ومبشرة بمستقبل واعد لكل واحد منهم.

14