تركيا وقطر تزيدان من جرعة الاهتمام بالأردن

عمان – زادت تركيا وقطر اهتمامهما مؤخرا بالأردن تزامنا مع مؤشرات على عودة الاهتمام الغربي بالبلد لاعتبارات إقليمية مباشرة تتعلق بالوضع في العراق وسوريا والتواجد الإيراني في المنطقة، بالإضافة إلى التغير الذي حدث في أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد.
وقالت أوساط سياسية إن تعاقب زيارتي وزيري الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والتركي مولود جاويش أوغلو لم يكن صدفة وإنما هو مرتبط بالاهتمام الغربي المتصاعد بدوره.
ولفتت الأوساط إلى أن هدف تركيا وقطر من التقرّب إلى الأردن أكبر من كسبه في صفهما لأن جبهات الاحتكاك التي كانت سائدة قبل سنوات قليلة اختلفت، مستبعدة أن يكون كيدا بالسعودية وإن كان هذا الهدف جيدا لو تحقق عرضيا.
واستقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وزير الخارجية القطري الإثنين، ليستقبل في اليوم التالي وزير الخارجية التركي حيث ناقش مع الوزيرين القضايا الإقليمية وسبل التوصل إلى حلها.
تعاقب زيارتَيْ وزيرَيْ الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والتركي مولود جاويش أوغلو لم يكن صدفة وإنما هو مرتبط بالاهتمام الغربي المتصاعد بدوره
ونشر الديوان الملكي بيانا عقب لقاء الملك عبدالله والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أشار إلى أن اللقاء “تناول العلاقات الثنائية وسبل تطوير التعاون في المجالات كافة خصوصا الاقتصادية منها والفرص الاستثمارية المتاحة، إضافة إلى الأزمات التي تشهدها المنطقة، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها”.
ويبدو الأردن، الذي يشهد وضعا سياسيا واقتصاديا متأزما في ظل تغييرات دولية وإقليمية أفقدته واحدا من أهم أدواره المتمثل في الوساطة بين إسرائيل ودول الخليج بعد إعلان بعض تلك الدول عن تطبيع العلاقات مع تل أبيب، مرحّبا بعودة الاهتمام الغربي والإقليمي به.وقال جاويش أوغلو عبر حسابه على تويتر الثلاثاء “أجرينا لقاءً مثمرًا مع الملك الأردني عبدالله الثاني حول العلاقات الثنائية ومسائل إقليمية”.
ويحمل هذا الاهتمام أهمية رمزية كبيرة بالنظر إلى الأزمات الكثيرة التي عصفت بالأردن في الآونة الأخيرة كان آخرها قضية الفتنة التي اتهم فيها أخ العاهل الأردني بمحاولة الانقلاب على الحكم.
وكانت الولايات المتحدة قررت غلق ثلاث قواعد عسكرية في قطر ونقل معدات وجنود إلى الأردن، وهي الخطوة التي تأتي في سياق تغييرات استراتيجية لمجاراة تطور الأوضاع في المنطقة، في حين نفذت القوات الجوية البريطانية تدريبات عسكرية في صحراء الأردن اعتبرها مراقبون رسائل تحذير عسكري لروسيا ومصالحها في سوريا.
وقال بيان للقيادة المركزية الأميركية مطلع يوليو الماضي إن الإمدادات من القواعد الثلاث، بالإضافة إلى مهمة دعم متمركزة هناك، أصبحت الآن جزءا من مجموعة دعم المنطقة في الأردن.

ويقول مراقبون إنه من غير المستبعد أن تشرِف وتشارك هذه القاعدة الأميركية في أي حرب محتملة ضد إيران وضد ميليشياتها في العراق وسوريا، وهذا ما يفسر برود العلاقات الأردنية مع طهران وتأسيس تحالف إقليمي ثُلاثي أردني – عراقي – مصري تحت اسم “الشّام الجديد” بالتّنسيق مع الولايات المتحدة.
والتقى العاهل الأردني في يوليو الماضي الرئيس الأميركي جو بايدن. وعقب اللقاء قالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين بساكي إن الزيارة “ستكون فرصة لمناقشة الكثير من التحديات التي تواجه الشرق الأوسط والتأكيد على الدور القيادي للأردن في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة”.
وناقش العاهل الأردني مع الوزيرين القطري والتركي الأوضاع الفلسطينية في وقت تسجل فيه علاقات بلاده مع إسرائيل تحسنا بعد قدوم حكومة جديدة ورحيل حكومة بنيامين نتنياهو.
وأكد الملك عبدالله للشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مركزية القضية الفلسطينية، وأهمية العمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وبدوره أكد جاويش أوغلو على أهمية الدور الأردني الفاعل في قضايا المنطقة، وخصوصا مساعي التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية. ولفت، بحسب البيان الأردني، إلى أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات بالقدس في الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة.