تركيا تلوّح بزيادة اعتقالات النواب المؤيدين للأكراد

أنقرة- اعتقلت السلطات التركية لمدة وجيزة الأحد نائباً معارضاً مؤيداً للأكراد كان يرفض مغادرة البرلمان منذ أيام عدة احتجاجاً على تجريده من مقعده النيابي، في خطوة تنذر حسب متابعين بإقدام النظام التركي على المزيد من الاعتقالات المستهدفة للنواب المؤيدين للأكراد.
وأعلن حزب الشعوب الديمقراطي اليساري في بيان أن النائب عمر فاروق غيرغيرلي أوغلو “اقتيد بالقوة بينما كان في ملابس النوم” على أيدي “نحو مئة شرطي”.
وجُرّد غيرغيرلي أوغلو المعروف بمواقفه المدافعة عن حقوق الإنسان، من مقعده النيابي والحصانة القضائية التي يمنحه إياها، بعدما ثبّتت محكمة الإدانة المثيرة للجدل بحقه على خلفية منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وحكم عليه بالسجن لسنتين ونصف السنة بتهمة نشر “الدعاية الإرهابية” على الإنترنت. ويرفض النائب هذه الاتهامات وندّدت منظمات غير حكومية ودول غربية بإقالته.
واحتجاجاً على تجريده من مقعده، كان غيرغيرلي أوغلو يرفض مغادرة البرلمان منذ الأربعاء، وينام ويأكل في قاعة المبنى الرسمي. وأظهرت مشاهد نشرها حزبه على تويتر عملية توقيف غيرغيرلي أوغلو الذي بدا متعباً ويرتدي قميصاً أسود.
وقال النائب أثناء توقيفه في تصريحات نشرها حزبه “كنا نرى هذا النوع من المشاهد في تسعينات القرن الماضي. للأسف، لا شيء تغيّر مذاك”.
وأوقف عدد من النواب المؤيدين للأكراد خلال هذا “العقد المظلم” الذي اتّسم بتصاعد النزاع الكردي في جنوب شرق تركيا وقمع مكثف للأوساط المؤيدة للأكراد. وأفاد مكتب النائب العام في أنقرة بعد ساعات أنه تم إطلاق سراح غيرغيرلي أوغلو.
وقال غيرغيرلي أوغلو في إفادته أمام الشرطة، بحسب حزبه، أنه تم التعامل معه بخشونة من قبل العناصر الذين اعتقلوه، فلم يعد قادرا على تحريك أحد أصابعه بينما يشعر بألم في رقبته.
حزب الشعوب الديمقراطي اليساري يؤكد أن النائب عمر فاروق غيرغيرلي أوغلو اقتيد بالقوة بينما كان في ملابس النوم” على أيدي نحو مئة شرطي
وقال مكتب النائب العام أن توقيفه كان مبررا نظرا إلى أنه هتف في البرلمان بشعارات مؤيدة لحزب العمال الكردستاني المحظور، وهو أمر نفاه حزب الشعوب الديمقراطي.
ويواجه حزب الشعوب الديمقراطي، ثالث أحزاب المعارضة، حملة قمع شديدة منذ 2016 مع توقيف عدد من مسؤوليه المنتخبين وقادته، بينهم زعيمه صلاح الدين دميرتاش.
وقدّم النائب العام التركي التماسا إلى المحكمة الدستورية، الأربعاء، يطالب بحل حزب الشعوب الديمقراطي الذي تتهمه السلطات بالارتباط بحزب العمال الكردستاني.
وتم طرد العشرات من المسؤولين المنتمين لحزب الشعوب الديمقراطي من مناصبهم على خلفية اتهامهم بالارتباط بالإرهاب. وتعتبر تركيا حزب “العمال الكردستاني” جماعة إرهابية.
ودانت القوى الغربية الخطوات التركية باتّجاه حل حزب الشعوب الديمقراطي فيما يُتوقع أن تصدر أعلى محكمة في البلاد قراراً في هذا الشأن في الأسابيع المقبلة. واحتشد الآلاف من الأكراد الأتراك السبت في إسطنبول دعما لحزب الشعوب الديمقراطي.