تركيا تزايد في انتهاكها للحرية الدينية

إسطنبول - كشفت منظمة حقوق الإنسان المسيحية الدولية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، عن زيادة ملحوظة في حوادث انتهاكات الحرية الدينية المبلغ عنها في تركيا مع مطلع العام 2021، إضافة إلى الدول التي تتواجد فيها تركيا عسكرياً.
وقالت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن اللوائح الحكومية تمنع وصول المسيحيين بشكل اعتيادي إلى الكنائس، حيث تعتبر مبانيها مصدر دخل من قبل الدولة التي تواصل تحويل بعضها إلى مساجد.
ويرى مراقبون أن السلطات التركية تتجاهل عن قصد متابعة القضايا التي تشمل ضحايا مسيحيين إلى جانب تجاهل الاهتمام بكنائس البلاد التي يتم تحويل المزيد منها إلى مساجد أو متاحف.
وفي يوليو، أعادت تركيا فتح موقع آيا صوفيا الشهير في إسطنبول أمام عبادة المسلمين كمسجد بعد أن قضت أعلى محكمة إدارية في البلاد بأن تحويل المبنى عام 1934 إلى متحف في تركيا من قبل رجل الدولة المؤسس للجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، أمر غير قانوني، وهو ما أثار استياءً دولياً.
وتشمل بعض التغييرات أيضا، ترميم كنيسة القديس ميخائيل في مقاطعة طرابزون بهدف إعادة افتتاحها كمتحف في وقت لاحق من هذا العام، وتدمير كنيسة القديس طوروس الأرمنية في مقاطعة كوتاهيا.
وشددت المنظمة المسيحية الدولية على أن المحاكمات المتعلقة بأعضاء الأقلية المسيحية في البلاد قد توقفت بشكل مؤقت.
ولفتت إلى تأجيل محاكمة الراهب السرياني الأب صفير بالين بتهمة دعم الإرهاب لتقاسم الطعام مع عضو في حزب العمال الكردستاني المحظور. ويواجه الراهب ما بين عامين و15 عاما في السجن إذا ما أدين بالتهم الموجهة إليه.
وفي قضية أخرى تتعلق باختفاء الزوجين المسيحيين المسنين هرمز وشيموني ديريل، لم يتم إجراء تحقيق جاد من قبل السلطات التركية في تحديد الجناة ومحاسبتهم، وفقًا للمنظمة.
تركيا متهمة بتدمير الكنائس والمواقع الدينية الأخرى، وإساءة معاملة أسرى الحرب، والتعاون مع متطرفين إسلاميين
واختفى الزوجان السريانيان، من سكان القرية المسيحية الوحيدة في بلدة بيتوشيباب، كوفانكايا (مهري)، في 7 يناير 2020.
وأطلقت السلطات التركية عملية بحث وإنقاذ فاشلة، حيث تم العثور على جثة شيموني المقطوعة بعد شهرين، في 20 مارس 2020، لكن مكان هرمز لا يزال مجهولا.
ونقلت منظمة حقوق الإنسان المسيحية الدولية عن كلير إيفانز، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط، قولها “لقد لاحظنا تزايد انتهاكات الحرية الدينية في تركيا على مدار سنوات.. وإن التصعيد السريع لهذه الانتهاكات خلال الأسابيع العديدة الماضية مقلق للغاية، وهي تسير بالتوازي مع تصعيد مماثل في البلدان التي يوجد فيها لتركيا وجود عسكري”.
واتهمت المنظمة مؤخرًا تركيا وأذربيجان بتدمير الكنائس والمواقع الدينية الأخرى، وإساءة معاملة أسرى الحرب، والتعاون مع متطرفين إسلاميين معروفين كمقاتلين مرتزقة، بمن فيهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، للمساعدة في استعادة السيطرة على منطقة ناغورني قرة باغ المتنازع عليها في المعارك الأخيرة من القتال مع أرمينيا، الدولة المسيحية.
و كانت المنظمة قد كشفت في أغسطس الماضي، أن فصيل فيلق الشام، الذي يُعتبر من أقوى الفصائل السورية المسلحة التابعة لتركيا وأكثرها تشدداً، يقوم باعتقال أكراد سوريين مسيحيين.
ومؤخرا تضمن تقرير الحريات الدينية في العالم لعام 2020 الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية اتهامات واسعة لتركيا.
وقال تقرير إنه في عام 2019، ظلت ظروف الحرية الدينية في تركيا “مقلقة”، مع استمرار السياسات الحكومية التقييدية والتدخل في الممارسات الدينية وزيادة ملحوظة في حوادث التخريب والعنف المجتمعي ضد المتدينين المنتمين لأقليات.
وجاء في التقرير أنه على مدار العام الماضي، استمرت الحكومة التركية في فصل واحتجاز واعتقال الأفراد المنتسبين أو المتهمين بالانتماء لرجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي تعتبره أنقرة مدبراً لمحاولة انقلاب فاشلة في 2016.
واتهم التقرير الحكومة التركية بانتهاك الحرية الدينية للعلويين، أكبر الأقليات الدينية في البلاد، وقال إنهم لا يزالون غير قادرين على الحصول على اعتراف رسمي بدور العبادة الخاصة بهم على الرغم من وجود حكم من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يؤكد أن هذه السياسات تنتهك حقوق العلويين.