ترامب يستعجل الاتفاق التجاري مع بريطانيا بدعوة جونسون لزيارة واشنطن

لندن – ذكرت تقارير وسائل إعلام بريطانية، الأحد، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لزيارته في البيت الأبيض في العام الجديد في مسعى يبدو للتسريع في الوصول إلى اتفاق تجاري مع لندن.
وقالت صحيفة صنداي تايمز إن ترامب وجه الدعوة إلى جونسون عقب فوز رئيس الوزراء بالانتخابات الأخيرة.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر في مقر رئاسة الوزراء البريطانية في داونينغ ستريت أن المناقشات الرسمية بشأن الموعد المحدد لزيارة جونسون لم تتم بعد.
وتأتي هذه الدعوة إذ تم تأكيدها بعد أيام على فوز حزب المحافظين الذي ينتمي إليه جونسون الكاسح في الانتخابات العامة التي حسمت أمر خروج المملكة. ونقل التقرير عن مصدر قريب من البيت الأبيض قوله “بعض التواريخ المحتملة تشير إلى منتصف يناير لكن لم يتم بعد الاتفاق على موعد رسمي. من الواضح أن كلا الطرفين يرغبان في عقد الاجتماع في مطلع العام الجديد”.
وذكرت صحيفة ذا ميل أون صنداي أن جونسون متردد في القيام بتلك الزيارة قبل إتمام خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير ويفضل أن يقوم بها بعد تغيير وزاري في فبراير حيث من المتوقع أن يعين مايكل جوف الوزير المسؤول عن استعدادات الخروج من الاتحاد الأوروبي ليصبح مفاوضه التجاري الجديد.
وأوضح التقرير أن ذلك الترتيب سيتيح له اصطحاب جوف في الزيارة قبل محادثات عن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة لما بعد الخروج من التكتل.
ومع تأهب بريطانيا للانفصال عن الاتحاد الأوروبي، اتفق جونسون وترامب في اتصال هاتفي، الاثنين الماضي، على السعي لإبرام اتفاق تجارة حرة “طموح” بين البلدين روج جونسون له خلال حملته الانتخابية.
وبعد فوز جونسون في الانتخابات الأخيرة، قال ترامب إن بلاده وبريطانيا لديهما الحرية الآن لإبرام اتفاق تجارة “ضخم” جديد بعد خروج بريطانيا من التكتل.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر هذا الشهر “يمكن لهذا الاتفاق أن يكون أكبر بكثير وأكثر ربحية من أي اتفاق يمكن إبرامه مع الاتحاد الأوروبي”.
ولم يستجب قادة البيت الأبيض لطلب تعليق على تقارير دعوة جونسون للزيارة.
ويرى مراقبون أن ترامب يستهدف من خلال هذه الدعوة أمرين اثنين؛ أولهما تعزيز التقارب بين بلاده والمملكة المتحدة بعد السقوط المدوي الذي أصاب حزب العمال الذي كان سيغير الكثير فوزه في الانتخابات من واقع العلاقات البريطانية الأميركية، ويستهدف كذلك سحب البساط من تحت الأوروبيين بالتوصل إلى اتفاق تجارة حرة مع لندن.
ويبدو أن التفاؤل الأميركي تضاعف بعد فوز جونسون، الأسبوع الماضي، بأول تصويت على الاتفاق الذي توصلت إليه بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي لإنهاء عضويتها فيه.
وصوت مجلس العموم البريطاني الذي يشكل فيه المحافظون غالبية مريحة على الاتفاق وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام مغادرة المملكة للتكتل الأوروبي، وبقي الآن أن تتم مناقشة المشروع بالتفصيل بداية من السابع من يناير القادم.
وكان ترامب قد دفع منذ توجُّهِ البريطانيين نحو دعم المحافظين بزعامة رئيس الوزراء جونسون داعيا آنذاك الأحزاب القريبة منهم على غرار حزب بريكست الذي يتزعمه نايجل فاراج إلى التكاتف من أجل تنفيذ اتفاق الطلاق بين المملكة والأوروبيين في موعده.
ولكن دعمه لجونسون جعل زعيم المحافظين عرضة للانتقادات من خصومه العماليين الذين حذروا الناخبين من محاولة جونسون وحكومته بيع قطاعي الصحة والتعليم العموميين.
ودفعت هذه الانتقادات بجونسون إلى الخروج عن صمته ليدعو الرئيس ترامب إلى عدم الخوض في الانتخابات البريطانية خلال قدومه لبريطانيا في ديسمبر الجاري للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي.
وفي الولايات المتحدة يواجه ترامب إجراءات عزل أطلقها الديمقراطيون يبدو أنه يبحث عن التخفيف من وطأتها على مستقبله السياسي وحظوظه في الانتخابات الأميركية المقررة العام المقبل من خلال الترويج لانتصارات دبلوماسية وتجارية من خلال إبرام اتفاق تجاري ضخم في نظر الرئيس الجمهوري مع الحليفة بريطانيا.