تدابير يجب مراعاتها عند العودة إلى أماكن العمل

خبراء يرجحون أن تكون السياسات الشاملة مثل جداول العمل المخطّطة بدقّة والحدّ من عدد الموظفين في الموقع هي الأكثر فعالية.
الأحد 2020/06/14
ارتداء كمامات الوجه إجراء إلزامي

ساهمت عودة الحياة تدريجيا إلى مسارها الطبيعي بعد سيطرة أغلب الدول على وباء كورونا، في تغيير المفاهيم الخاصة بكل فترة، فمن فهم احتياجات وتحديات الأشخاص أثناء عملهم من المنزل، إلى التطلّع إلى الاحتياجات المستقبلية المترتّبة على عودة الأشخاص إلى مكان العمل. ويعتبر إعطاء الأولوية لتدابير المجتمع الشمولي من الاستراتيجيات الآمنة والفعّالة للعودة إلى مكان العمل.

القاهرة  –  يتحدّى النجاح القوالب النمطية؛ ويبدو ديموغرافيا أن جيل الألفية هو الأكثر صعوبة من حيث إجراءات العمل من المنزل، التي فرضتها ظروف فايروس كورونا المستجدّ، حيث إن غالبية هذه المجموعة تكافح للعثور على مساحة عمل مخصصة في المنزل.

وتقول ستايسي ستيورات – المديرة الإقليمية لشركة هيرمان ميلر في الشرق الأوسط “من خلال قاعدة بياناتنا العالمية، نحن نعلم أن الموظفين الذين تقلّ أعمارهم عن 35 عاما، يعلّقون بالفعل أهمية أكبر على أمور مثل التعلّم من الآخرين والتفاعل الاجتماعي غير الرسمي. ومن الواضح أن دعم هذه الأنشطة عن بُعد يعدّ أكثر صعوبة؛ لأنه من الصعب العمل في عزلة إذا كان العمل ضمن فريقك يقوم على التعاون الوثيق. وبالإضافة إلى ذلك، يعتمد العديد من الأشخاص، الذين يعملون من المنزل الآن على روابط شخصية وثيقة لديهم بالفعل مع زملائهم. بينما بالنسبة إلى الأشخاص الجدد ضمن المؤسسة، قد لا تكون هذه الروابط موجودة.”

وتفيد الغالبية العظمى من الشركات، أن فترة العمل من المنزل أتت أفضل مما كان متوقعا، مما يجعل التحديات التي تشغل بال الجميع في الفترة القادمة، تتمحور حول كيفية العودة إلى أماكن العمل الوظيفية مع الحفاظ في الوقت ذاته على صحة الأشخاص وعلى الإنتاجية. ومن الممكن فعلا وضع استراتيجيات آمنة وفعّالة للعودة إلى مكان العمل، إذا تم التركيز على كل من التكتيكات الذكية المؤقتة والحلول الشاملة طويلة الأمد.

ومن العوامل التي يجب مراعاتها عند عودة الأشخاص إلى مكان العمل إعطاء الأولوية لتدابير المجتمع الشمولي، فعلى الرغم من الفائدة، التي تنطوي عليها زيادة المساحة بين الموظفين تطبيقا لإجراءات التباعد الاجتماعي، فإن أماكن العمل هي في الواقع شديدة المرونة. إذ يمكن الفصل بين المكاتب مسافة تقدر بست أقدام أو مترين، ولكن لا يمكن منع الناس من المشي إلى دورة المياه أو تناول القهوة في غرفة الاستراحة. ولهذا السبب، من المرجح أن تكون السياسات الشاملة مثل جداول العمل المخطّطة بدقّة والحدّ من عدد الموظفين في الموقع هي الأكثر فعالية.

كذلك يعتبر التقيد بالضوابط المادية مثل الحدّ من التفاعل الشخصي، والتقييد والحدّ من المشاركة المكتبية، وتنفيذ نظام صارم لتنظيف المكاتب، وجعل ارتداء كمامات الوجه إلزاميا، والسماح للأشخاص بالعمل من المنزل قدر الإمكان، ومطالبة الأشخاص بغسل اليدين، ومطالبة الأشخاص بملازمة المنزل عند المرض، من أهم العوامل التي تجب مراعاتها عند عودة الموظفين إلى عملهم.

وينصح أيضا بتقليل الكثافة البشرية، واعتبار وضع الحواجز المادية بين الموظفين عند الضرورة.

وزيادة معدلات التهوية ونسبة دوران الهواء الخارجي، والتنظيف والتعقيم بانتظام، وإعادة توزيع المسؤوليات للحدّ من الاتصال بين الأفراد، واستخدام التكنولوجيا لتسهيل الاتصال، واعتماد المرونة في ساعات العمل والاجتماعات، وإغلاق المرافق طبقا للمبادئ التوجيهية الحكومية.

الحفاظ على صحة الأشخاص والإنتاجية
الحفاظ على صحة الأشخاص والإنتاجية

ويمكن أن تؤثر إعادة تصميم طريقة توزيع الأشخاص عبر المساحة على كل من المسافة المحتملة بين الأشخاص ومقدار الوقت، الذي يقضونه في أماكن معينة، ما يؤدي بالتالي إلى تحسين مستوى السلامة. وقد يكون هذا التفكير مفيدا لمجموعة واسعة من المساحات في ظلّ وجود فايروس كورونا المستجدّ، مثل المصانع والمستشفيات وحتى المكاتب.

وبناء على ما تم تعلمه من دراسة توزيع الفرق والبيانات المترتبة على أحوال العمل في ظلّ فايروس كورونا المستجدّ، يمكن استخدام البيانات لتحديد من يعود أولا من الموظفين ويمكن تحديد الفرق، التي تتطلب أكبر قدر من التفاعل الشخصي، والأقل تمكينا من منظور التكنولوجيا، والأكثر مواجهة للصعوبة في العمل في المنزل. ويمكن منح الأولوية لمساعدة هذه الفرق على العودة إلى مكان العمل.

وبدلا من التركيز على الفواصل بين الموظفين، ستندمج أماكن العمل المستقبلية الناجحة بشكل أفضل مع ميزات السلامة، إذا تم الالتزام بإجراءات السلامة ومنها تحسين نوعية الهواء والتهوية.

وزيادة قابلية الأسطح ومواد التنظيف من خلال تصميم مبسّط، والتقليل من عدد الإجراءات، التي تتطلّب الكثير من اللمس من خلال تقنيات الإيماءات والتحكّم الصوتي والجدولة الديناميكية والخدمة عند الطلب. ويعتبر تصميم المساحات المادية حول العمل الافتراضي بهدف التوصّل إلى عدد أقلّ من الاجتماعات الشخصية والمزيد من مكالمات الفيديو حلا ناجعا يزيد من إجرءات السلامة داخل أماكن العمل. فمع ظهور تقنية الاجتماعات الافتراضية بين شخصين، لن تكون غرف مؤتمرات الفيديو المخصصة لكثير من الموظفين حاليا مطلوبة دائما. وبالتالي، من الضروري تصميم المساحات المادية لتتمحور حول العمل الافتراضي.

21