تحريك #البدون_في_السعودية في توقيت مريب

الرياض- صعد هاشتاغ #البدون_في_السعودية إلى الترند على موقع تويتر في السعودية. وسلّط الهاشتاغ الضوء على قضية البدون الذين “يستحقون إنهاء معاناتهم” وفق ما يقول مغردون.

ولا تزال قضية “البدون” من أبرز القضايا العالقة في بعض دول الخليج التي تنتظر حلاً جذرياً ينهي أزمة عديمي الجنسية ليمارسوا حقوقهم الطبيعية.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعلن في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 2018 اهتمامه بدراسة ملف البدون وأنه سيتم حله قريباً بعد الانتهاء من دراسته. وكتبت مغردة في هذا السياق:

aljowhrhalenzi@

تعتبر قضية البدون من القضايا المؤثرة بشكل كبير على سجل السعودية في حقوق الإنسان. يجب سماعهم ومعرفتهم والدراسة عنهم ومساعداتهم لأنهم من سكان هذه الأرض!

في المقابل، أطلق مغردون هاشتاغ #كذبة_البدون قللوا فيه من أهمية قضية البدون. وكتب حساب السعودية للسعوديين على تويتر:

وكان الحساب غرد منذ سنوات قليلة:

ksaforsaudis@

#البدون كذبة حديثة الصنع لأهداف استيطانيه، عبر استغلال ورقة سياسية بدأت بالكويت وتجري محاولات حثيثه لتفعيلها هنا #كذبة_البدون.

فيما يرى مغردون أن توقيت “تحريك القضية مشبوه ومرتبط بحسابات سياسية خارجية هدفها ابتزاز السعودية”، أكد آخرون أنها قضية إنسانية ومن حق البدون الضغط لاستحصال حقوقهم. وقطعت السعودية في المدة الأخيرة الطريق على ملفات “ابتزاز” تستهدفها. ويدرك فريق العمل المحيط بولي العهد السعودي الأمر.

 وكمثال على ذلك، أعطت السعوية النساء في البلاد حقوقا، كانت في الماضي القريب حلما بعيد المنال. ولطالما استغلت قضايا النساء وتحولت إلى منصات لانطلاق هجومات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان على السعودية أحرجتها عالميا. ومكن إصرار السعوديات على تويتر من تحصيل حقوقهن، حتى أن هاشتاغ إسقاط الولاية بقي متصدرا لقرابة ثلاث سنوات.

وفي سياق آخر، يرى مغردون أن من يسمونهم “أعداء المملكة” متربصون على تويتر، ويحاولون النيل منها خارجيا عبر هذه القضية. ويؤكد سعوديون أن “التشهير في بعض القضايا هدفه اتهام وتحميل الذنب للحكومة السعودية”. وكتب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تويتر قبل أيام أن “السعودية شريك أمني مهم لكنهم سيواصلون إبراز قضايا حقوق الإنسان في علاقتنا”.

وعلى تويتر يتفاعل الشباب السعودي بشأن الانتقادات الموجهة لبلادهم، ويرون فيها تهجما وتحاملا على المملكة. وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضاء مثاليا لقياس تفاعل السعوديين مع رؤية العالم الخارجي وخصوصا الغربي لبلدهم. وينتقد البدون استمرار المماطلة الرسمية إزاء مطالبهم بحل ملفهم والاعتراف الرسمي بهم كحق أساسي لهم بعد ظلم يتعرضون له منذ عقود طويلة.

ويبلغ عدد البدون في السعودية أكثر من 70 ألف شخص، لكن إحصائيات أخرى تقول إن عددهم يصل إلى 250 ألف ورفع هؤلاء على مدار السنوات الماضية الآلاف من القضايا عبر جمعيات حقوقية للمطالبة بإنصافهم ورفع “الظلم” الواقع عليهم، لكن من دون استجابة جدية من السلطات.

ويبدو أنهم اتجهوا أخيرا إلى تويتر، الموقع الاجتماعي الأكثر شعبية في البلاد لإثارة قضيتهم.  ويعود أصول “البدون” أو “القبائل النازحة”ـ كما يسمون في السعودية في الغالب، إلى قبائل بدوية عريقة من مناطق رعي صحراوية تمتد من السعودية إلى جنوبي وشرقي الكويت وإلى العراق.

والبدون في السعودية بينهم حملة “البطاقات السوداء” وأصحاب شهادات الميلاد. والبطاقات السوداء هي عبارة عن بطاقة تعريف مؤقتة صالحة لخمس سنوات. ويؤكد مغردون أن البدون ارتكبوا خطأ بعدم تسجيل أنفسهم بسبب ترحالهم الدائم.

ويضيفون أن مشكلة البدون في السعودية تراكمية، إذ يأتي أشخاص من الدول الحدودية المجاورة ويتخلصون من الوثائق الرسمية التي بحوزتهم، مدعين أنهم من فئة البدون، رغم أنهم لا ينتمون إلى القبائل النازحة.

وقبل عام أثار مقطع فيديو ظهرت فيه طفلة من القبائل النازحة وهي تبكي مؤكدة أنها طردت من المدرسة أمام أعين زميلاتها ومعلماتها، مناشدة السلطات بالعمل على السماح لها بالعودة إلى المدرسة. وبحسب التقارير فإن منع أنوار من المدرسة جاء بسبب انتهاء صلاحية أوراق والدها الثبوتية.

ولاقت أنوار تعاطفا واسعا من المغردين السعوديين. وبعد انتشار مقطع الفيديو أصدرت وزارة التعليم السعودية قرارا يقضي باستمرار الطلبة المنتمين لفئة البدون، والطلبة الوافدين والمقيمين المنتهية إقاماتهم في السعودية، بالدراسة وفقاً للآليات السابقة، ودون حاجة لتجديد أوراقهم الثبوتية، وفق إدارة التعليم في محافظة حفر الباطن التي تضم عددا كبيرا من البدون.

وكتب حساب:

وكتب آخر:

alll2021@

يعيش البدون في السعودية “حياة مجمّدة” تفتقد إلى الخدمات الضرورية في مجالات الاستشفاء والتربية والزواج والمعاملات المالية،

ويقول مغردون في سياق آخر أن أغلبية الحسابات التي تشارك في الهاشتاغات حسابات وهمية ولا يستبعدون أن تكون جيوشا إلكترونية.