تحريك الاقتصاد الأميركي يفتح شهية الأسواق

عمّ اللون الأخضر جميع أسواق المال العالمية الرئيسية الجمعة في إجماع على الترحيب بالخطوات الأولية لإعادة فتح الاقتصاد الأميركي، رغم أن الطريق لا يزال طويلا لعودة النشاطات الاقتصادية إلى سابق عهدها.
لندن - قفزت مؤشرات الأسهم الأميركية الجمعة بعد قفزات مماثلة في الأسواق الآسيوية والأوروبية في أعقاب الخطوط الإرشادية الجديدة من الرئيس دونالد ترامب لإعادة فتح الاقتصاد تدريجيا.
واقترح ترامب الخميس توجيهات يمكن بموجبها لحكام الولايات التحرك لإعادة فتح الاقتصاد بعد إغلاقه بسبب انتشار فايروس كورونا المستجد في عملية من ثلاث مراحل.
وتوصي التوجيهات الاتحادية الجديدة بأنه ينبغي أن تسجل الولايات “منحنى منخفضا” لمدة 14 يوما في الإصابات بفايروس كورونا قبل البدء في عملية لإعادة الفتح على ثلاث مراحل.
وبث الإعلان حالة من التفاؤل بمغادرة أسوأ مراحل الوباء والنهوض من قاع الأزمة رغم أن ترامب قال “لن نفتح الاقتصاد دفعة واحدة، وإنما خطوة بخطوة بحذر”.
وقبل ذلك قفزت الأسواق الآسيوية وخاصة مؤشر نيكاي في بورصة طوكيو للأوراق المالية الذي بلغ الجمعة أعلى مستوى إغلاق منذ نحو ستة أسابيع.
كما قفزت الأسهم الأوروبية وسط شعور بالارتياح بفضل خطط الرئيس الأميركي لتحريك عجلات أكبر اقتصاد في العالم.
وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 2.5 في المئة ليتجاهل بيانات تُظهر أن الصين عانت من أسوأ انكماش اقتصادي في نحو ثلاثة عقود مع سحق الجائحة لأنشطة الشركات.
وارتفعت جميع القطاعات الفرعية الرئيسية الأوروبية، فيما صعدت أسهم التعدين 4.1 في المئة بفضل صعود أسعار السلع الأولية.
وتعافى المؤشر الأوروبي الواسع ستوكس 600 القياسي بنحو 24 في المئة منذ بلغ أدنى مستوى في ثمانية أعوام في مارس، بدعم مجموعة من إجراءات التحفيز العالمية ومؤشرات أولية على أن الجائحة تنحسر في أسوأ الأماكن تضررا في القارة.
وتقول تعليمات الإدارة الأميركية إنه قبل إعادة فتح الولايات للنشاط الاقتصادي ينبغي أن تحوز المستشفيات “برنامج فحص قويا” يشمل فحوص الأجسام المضادة للعاملين في الرعاية الصحية.
وجاء التحول الأميركي مفاجئا لأن ترامب أعطى حكام الولايات صلاحية القرار النهائي، بعد أن اختلف معهم بشأن من يملك السلطة النهائية للتفويض بإعادة فتح اقتصادات الولايات.
وفي المرحلة الأولى من إعادة فتح الاقتصاد، تقول التوجيهات إنه ينبغي تفادي تجمع أكثر من عشرة أشخاص إذا لم تكن إجراءات التباعد الاجتماعي فعالة. كما ينبغي الحد من السفر غير الضروري وتشجيع العمل عن بعد وإغلاق المناطق المشتركة في مقرات العمل. وستظل المدارس مغلقة في المرحلة الأولى، لكن مناطق التجمعات الكبيرة مثل دور السينما والمطاعم والملاعب الرياضية ودور العبادة يمكن أن تفتح في ظل “بروتوكولات تباعد مشددة”.
كما يمكن للمستشفيات، التي تضررت بشدة بسبب الأزمة الصحية، استئناف جراحات مختارة، تعد مهمة لإيراداتها، ويمكن للصالات الرياضية استئناف العمل في ظل بروتوكولات جديدة، بينما ينبغي أن تظل الحانات مغلقة.
وفي المرحلة الثانية، التي تنطبق على الولايات والمناطق التي “لا دليل على زيادة جديدة” في حالات الإصابة بها، توصي التوجيهات بتجنب التجمعات التي تضم أكثر من 50 شخصا إذا لم تكن إجراءات التباعد الاجتماعي فعالة. ويمكن استئناف السفر غير الضروري وفتح المدارس والمعسكرات الشبابية، كما يُمكن فتح الحانات بطاقة استيعابية مخفضة.
وتشمل المرحلة الثالثة إلغاء القيود على عدد الموظفين في أماكن العمل.
ووصف مسؤول في البيت الأبيض التوجيهات بأنها متحفظة وأشار إلى أنها حظيت بموافقة كبار الأطباء في قوة المهام التابعة للرئيس المعنية بمكافحة فايروس كورونا.