تحركات جوية لافتة تقطع الجسر الجوي التركي إلى مصراتة الليبية

ثلاث طائرات شحن تركية تجبر على العودة إلى قواعدها بعد فشلها في الهبوط في غرب ليبيا.
السبت 2020/06/13
أنقرة تستمر في إغراق ليبيا بالسلاح والمرتزقة

تونس – كشفت مصادر ليبية مُتطابقة أن تحركات جوية كثيفة في أجواء السواحل الليبية قطعت الجسر الجوي الذي أقامته تركيا لإمداد غرب ليبيا بالسلاح والعتاد الحربي، وذلك في تطور لافت ترافق مع استمرار الاشتباكات على الأرض بين ميليشيات حكومة الوفاق وقوات الجيش الليبي، الذي شن سلاحه الجوي غارات في غرب مدينة أوباري.

وقالت إن تلك التحركات الجوية التي وصفتها بالكثيفة، حالت دون تمكن ثلاث طائرات شحن عسكرية تركية من الهبوط في غرب ليبيا، وأجبرتها على العودة إلى تركيا، وذلك في سابقة هي الأولى يُرجح أن تكون لها تداعيات مباشرة على المشهد العسكري في ليبيا الذي بدأ يتحرك بوتيرة مُتسارعة، وسط مؤشرات بحدوث مفاجآت خلال الأيام القليلة القادمة.

وكان يُفترض أن تهبط تلك الطائرات التي أقلعت من مطاري إسطنبول والقاعدة العسكرية التركية “قونية” في وقت سابق من ظهر الخميس، في مدينة مصراتة الليبية، ثم تتحول بعد ذلك إلى قاعدة “الوطية” الجوية بغرب ليبيا، غير أنها لم تُفلح في ذلك حيث تزامن تحليقها في أجواء السواحل الليبية مع وصول طائرة تابعة للأمم المتحدة إلى مصراتة قادمة من تونس.

كما ترافق ذلك التحليق مع ظهور طائرة مهام استخباراتية خاصة في المنطقة من نوع “آر كيو4- غلوبال هوك” تابعة لحلف الشمال الأطلسي “ناتو”، وأخرى تابعة لسلاح الجو اليوناني من نوع “إف-16” تحركت نحو السواحل الليبية انطلاقا من الساحل الشمالي الغربي لجزيرة كريت، إلى جانب رصد طائرة إيطالية بصدد القيام بمهمة استطلاعية قبالة سواحل مدينة مصراتة.

قذاف الدم: الأتراك يدربون عناصر متطرفة في "الوطية" لإرسالهم إلى تونس
أحمد قذاف الدم: الأتراك يدربون عناصر متطرفة في "الوطية" لإرسالهم إلى تونس

ودفعت هذه التحركات الجوية المُتسارعة في الأجواء الليبية طائرات الشحن العسكرية التركية إلى تغيير مسارها، لتعود أدراجها إلى تركيا، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه مصادر عسكرية من الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر التصدي لطائرات شحن عسكرية تركية في سماء مدينة مصراتة.

وأضافت أن عملية التصدي تمت فيما شن سلاح الجو التابع للجيش الليبي غارات دقيقة في شمال غرب أوباري، استهدفت رتلا من السيارات تابعا لميليشيات حكومة السراج، كان يتجه نحو الهجوم على حقل الشرارة النفطي الواقع في صحراء مرزوق بجنوب غرب ليبيا على بعد نحو 900 كلم جنوب العاصمة طرابلس.

وهذه المرة الأولى التي تُجبر فيها طائرات تركية على العودة أدراجها دون التمكن من إفراغ حمولتها في ليبيا، حيث سبق أن أكدت العديد من التقارير الإعلامية والعسكرية والأمنية قيام تركيا بإرسال العديد من الطائرات إلى مصراتة وطرابلس، يُعتقد أنها مُحملة بشحنات أسلحة لدعم ميليشيات حكومة السراج، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي.

ويرى مراقبون أن هذه التحركات الجوية ليست عادية، ولا يمكن أن تكون كذلك، وهي بذلك مُقدمة لتحريك المشهد الليبي الذي بدأ ينزلق في اتجاهات مُتعددة، لاسيما بعد أن وصل الاستهتار التركي بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة الليبية إلى درجة باتت تُهدد أمن دول الجوار الليبي مثل الجزائر، وكذلك أيضا تونس التي جعلت القيادي الليبي أحمد قذاف الدم يُحذر من أنها مُستهدفة من أطماع تركيا.

وقال قذاف الدم الذي يتولى حاليا مسؤولية الدائرة السياسية لجبهة النضال الليبية، في تصريحات تلفزيونية، إن تونس “مُستهدفة بسبب الأطماع التركية الوهمية وأطماع الإخوان المسلمين”، لافتا إلى أن الأتراك “يريدون تدريب عناصر مُتطرفة في قاعدة ‘الوطية’، وإرسالهم إلى تونس”.

وجاءت هذه التحذيرات بعد يوم واحد من إعلان مصدر عسكري من حكومة السراج عن هبوط طائرة شحن عسكرية تركية من نوع “لوكهيد سي-130” في قاعدة “الوطية”، الواقعة على بعد نحو 140 كلم عن طرابلس ونحو 25 كلم عن الحدود التونسية، لتنضم إلى طائرتين مُقاتلتين من نوع “إف-16” كانتا قد وصلتا الأسبوع الماضي إلى هذه القاعدة التي سيطرت عليها الميليشيات في مارس الماضي.

وتريد تركيا تحويل قاعدة “الوطية” إلى قاعدة إستراتيجية لها لإعادة رسم خطوط المعركة القادمة بعد أن تمكنت من تغيير معادلات موازين القوى في مجمل غرب ليبيا لصالح ميليشيات حكومة الوفاق.

4