تحديات تواجه إدراج التربية الجنسية في المقررات المدرسية

تحديات تواجه إدراج التربية الجنسية في المقررات المدرسية مما يعيق مواجهة المشاكل الصحية لدى الشباب في القارة الأفريقية.
الجمعة 2019/11/01
مساعدة على تجاوز العقبات

الرباط - يعدّ إدراج التربية الجنسية في المقررات المدرسية وسيلة لمجابهة المشاكل الصحية والاعتداءات التي يواجهها الأطفال والشباب في القارة الأفريقية، لكن غياب وثائق مرجعية في الغرض، وعدم انخراط المدرسين بالشكل المأمول يجعلان الأمر مستعصيا أكثر.

وأكد مشاركون في ملتقى حول “قضايا الصحة الجنسية والإنجابية في القارة الأفريقية” انطلقت أشغاله الأربعاء في العاصمة المغربية الرباط، على أهمية إدراج التربية الجنسية في المقررات المدرسية، وذلك لمواجهة المشاكل الصحية لدى الشباب في القارة الأفريقية.

وشدد المشاركون، خلال الملتقى، الذي نظمته على مدى يومين، الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بشراكة مع كلية علوم التربية بالرباط، على أن إدماج التربية الجنسية بالمدرسة في الدول الأفريقية يستوجب الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات السوسيوـ اقتصادية والثقافية والمؤسساتية، وكذلك التمثلات الفردية للشباب حول الحياة الجنسية.

وفي هذا الصدد، أفادت الرئيسة المنتدبة للجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، لطيفة الجامعي، بأن غياب وثائق مرجعية في التربية الجنسية يجعل إدماجها في المقررات المدرسية مستعصيا أكثر، مبرزة أن انخراط المدرسين لا يتم بالشكل المأمول لاعتبارات متعددة .

تربية جنسية جيدة تحمي الأطفال والشباب
تربية جنسية جيدة تحمي الأطفال والشباب

وأضافت أن تنظيم هذا اللقاء يروم فهما أكبر للدينامية الأفريقية في هذا المجال، ويتيح للطلبة الشباب والمجتمع المدني وللباحثين مجموعة غنية من الوثائق لفتح نقاش علمي حول الموضوع، مسجلة أن الجمعية حريصة على إضفاء الطابع العلمي على هذا النقاش من أجل تعميق التفكير حول إدراج التربية الجنسية الكاملة في المقررات المدرسية.

ومن جهته، قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في المغرب، لويس مورا، إن الشباب المغربي أضحى أكثر عرضة للهشاشة لأنه يواجه العديد من العقبات التي تعيق انتقاله بشكل صحي من مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ، مبرزا أن التربية الجنسية الكاملة في الوسط المدرسي أو خارجه تهدف إلى تمكين الأطفال والشباب، حسب تطور قدراتهم، من المعرفة والقيم التي ستمكنهم من تملك نظرة إيجابية عن حياتهم الجنسية.

ودعا بهذه المناسبة، القطاعات الحكومية ذات الصلة والمنظمات غير الحكومية ومراكز البحث والتنمية، ومؤسسات التعليم العالي ومؤسسات التعليم الابتدائي والثانوي، وهيئات التعاون، إلى توحيد الجهود والتعبئة لدعم هذه المبادرة في صالح الشباب المغربي. وأضاف أن هذا اللقاء حول التربية الجنسية الشاملة على مستوى القارة الأفريقية يندرج في إطار تشجيع مشاريع التعاون المبتكرة في هذا المجال، من خلال النقاش العلمي والتفكير البناء وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة.

ومن جانبه اعتبر عميد كلية علوم التربية، عبداللطيف كيدائي، الصحة الجنسية والإنجابية من بين المواضيع الأكثر تعقيدا بالنظر إلى أهميتها للمجتمع عموما والأسر والأزواج على وجه الخصوص، لكونها ترتبط بصحة الأم والطفل، مضيفا أن تمكين الشباب والناشئة من تربية جنسية جيدة، في احترام للموروث الديني والثقافي، قد يساعد على إزالة العقبات التي تحول دون التمتع بالصحة الجنسية والإنجابية.

21