تآكل البنية التحتية يقلص من إنتاج النفط في ليبيا

طرابلس - كشف المسؤولون عن قطاع النفط في ليبيا الأربعاء أن تآكل البنية التحتية في بعض المنشآت وتضرر بعض الأنابيب قلّصا من إنتاج الخام للبلد العضو في منظمة أوبك، حيث أن تعطل عمليات الصيانة الدورية حدّ من الصادرات وجعل العائدات تقل.
وأكد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة مصطفى صنع الله خلال منتدى الاستثمار بليبيا على الحاجة إلى التمويل لإجراء إصلاحات ملحة بالقطاع النفطي بعدما تضرر الإنتاج جراء تآكل بخطوط أنابيب في الآونة الأخيرة.
وقال إن بلاده “فقدت نحو 50 ألف برميل يوميا من إنتاج الخام بوحدتها أكاكوس للعمليات النفطية في الأسبوعين الماضيين وإن الإنتاج من شركة الواحة للنفط انخفض بسبب حالات تسرب بخط أنابيب”.
وتعاني شبكة أنابيب النفط من مشاكل فنية مرتبطة بتقادم الخطوط، إلى جانب تعرض جزء منها طيلة السنوات العشر الماضية لعمليات تخريب من جانب جماعات مسلحة.
ويحاول قطاع النفط الليبي النهوض من جديد بعدما أقعدته الاضطرابات منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في عام 2011 في وقت تشتد فيه تحديات سوق النفط العالمية.
وحذر صنع الله في كثير من المرات منذ بداية العام الجاري من أن إنتاج الخام مرشح لتراجع أكبر في ما تبقى من 2021 بسبب الديون وعدم قدرة الشركات على الاستمرار في الإنتاج.
وترجع أزمة ديون شركات النفط المحلية وعدم قدرتها على الاستمرار في الإنتاج إلى عدم اعتماد الميزانيات اللازمة للمؤسسات الحكومية.
وقال مصدر نفطي بمرفأ السدرة لتصدير الخام لوكالة رويترز إن إنتاج شركة الواحة للنفط الليبية انخفض إلى 130 ألف برميل يوميا الأربعاء من 250 ألف برميل قبل يوم.

مصطفى صنع الله: عدم توفر السيولة النقدية والأمن عقبتان أمام بلوغ الهدف
وتهدف المؤسسة الليبية للنفط إلى رفع طاقة الإنتاج إلى 2.1 مليون برميل يوميا في السنوات القليلة المقبلة من أكثر من 1.3 مليون برميل يوميا حاليا.
وربط رئيس المؤسسة الوطنية للنفط تحقيق هدف بلاده بزيادة إنتاج الخام خلال الفترة المقبلة من العام الجاري بتوفر السيولة النقدية اللازمة لتطوير الحقول ومزيد من الأمن.
وقال إن “مسألة استقرار الأمن من أهم العقبات أمام بلوغ الهدف، ولكن الميزانية تعد المشكلة الرئيسية”.
وأوضح أن تحسن الإنتاج في الحقول النفطية القائمة والتي تعرض بعضها لأضرار بفعل الصراع مهم لبلوغ هذا الهدف.
وكان إنتاج ليبيا 1.6 مليون برميل يوميا قبل اندلاع الحرب الأهلية في 2011، والتي نالت من قطاع النفط وأدت إلى هبوط الإنتاج إلى 100 ألف برميل يوميا العام الماضي.
ويمثل النفط القوة الدافعة للاقتصاد الليبي حيث يمثل نحو 96 في المئة من الصادرات وما يصل إلى نحو 98 في المئة من إيرادات خزينة الدولة.
وقال صنع الله إن “المؤسسة تخطط لفتح مكتب في لندن الشهر الجاري وهو مشروع استغرق سنوات لتنفيذه وذلك بهدف تسهيل ممارسة نشاطها”. وأشار إلى أن المكتب سيركز على المشروعات الهندسية وسلاسل الإمداد والتدريب.
وأعادت المؤسسة تدشين خطط تحسين اتفاقات المشاركة في الإنتاج مع شركات النفط العالمية وهي عملية بدأت في 2012 – 2013.
وقال “فهمنا من شركائنا النفطيين على مدى السنوات القليلة الماضية أن لديهم بعض بواعث القلق وعكفنا على علاجها ولهذا السبب يجب وضع نموذج جاذب لشركات النفط العالمية”.
وتخطط المؤسسة الليبية للنفط لعقد ورشة عمل مع هذه الشركات قبل طلب موافقة الحكومة على تحديث نموذج اتفاق التنقيب والمشاركة في الإنتاج الحالي، لكن صنع الله لم يكشف عن التغييرات التي تسعى إليها.
ورغم خطورة الأوضاع المالية الراهنة إلا أن بعض المحللين يقولون إن الاقتصاد الليبي يمكن أن يتعافى بسرعة بمجرد عودة الصادرات النفطية إلى سابق عهدها.