"بيت بيوت" مسلسل خليجي ينجو من لعنة كورونا ويلحق بالموسم الشتوي

الكويت - بعد أشهر أمضاها المخرج الكويتي سلطان خسروه بين تصوير وتوقّف وعودة للتصوير مجددا، تغلّب أخيرا على سوء الحظ الذي صادفه وفريق عمل مسلسل “بيت بيوت”، الذي انطلق تصويره قبل شهر رمضان الماضي، ولكن جاءت أزمة كورونا لتعصف بآمال فريق العمل للحاق بالموسم الدرامي الأكثر مشاهدة، ليقرّر القائمون عليه تعليقه بشكل مؤقت إلى أن عادت الحياة لتدب من جديد في مواقع التصوير وينجز خسروه مشروعه الدرامي الذي طال انتظاره.

والعمل الاجتماعي الذي يطرح قضية تعدد الزوجات بجرأة وواقعية، شارك فيه ثلة من نجوم الدراما الخليجية على غرار عبدالمحسن النمر ومريم الصالح ومرام وهبة الدري وشهد ياسين والراحل سليمان الياسين، في آخر ظهور له قبل أن توافيه المنية في مارس الماضي.

وعنه يقول خسروه “المسلسل يطرح العديد من القضايا الاجتماعية الملحة، لاسيما تعدّد الزوجات وطريقة تعامل الرجل مع النساء، وهي تجربة جديدة وجريئة في شكل درامي مختلف أتمنى أن تنال رضا الجمهور عند عرضه”.

وعن شخصية الفنان الراحل سليمان الياسين، يوضّح المخرج الكويتي “جسّد دور أب لعائلة كاملة، ونتابع من خلال سير الأحداث كيف يتعامل مع زوجاته، وانتهى الياسين من تصوير جميع مشاهده قبل رحيله”.

وأضاف “في حين يجسّد الفنان عبدالمحسن النمر دور طبيب نفسي، أما الفنانة انتصار الشراح فتجسّد شخصية الأم البسيطة التي تحاول أن تزوّج ابنتها بشخص في مكانة اجتماعية مرموقة لتحدث نقلة نوعية للعائلة، بينما تجسّد الفنانة مريم الصالح دور الجدة، ونتابع كيف تتعامل مع ابنها الأكبر وأبنائه وأحفاده، أيضا هناك ضيوف شرف بأدوار بسيطة، ولكنها مؤثرة مثل عبدالمحسن القفاص ومحمد الحملي”.

وقال “أنجزنا أخيرا تصوير كافة المشاهد، حتى تلك الخاصة بالفنان السعودي عبدالمحسن النمر، حيث سافرنا إلى السعودية لتصوير ما تبقى له عن طريق الكروما في تجربة جديدة نعوّل عليها كثيرا”.

وحول رؤيته الإخراجية، يُضيف “استخدمنا 3 كاميرات لإنجاز ما تبقى من مشاهد، بالاعتماد على تقنية جديدة ومختلفة، وهذا ما سوف يلمسه المشاهد عند عرض العمل قريبا”.

ويُراهن الفنان السعودي عبدالمحسن النمر على إطلالة مختلفة في المسلسل، ويجسّد النمر، المعروف عنه شغفه بالأدوار المركّبة، دور طبيب نفسي ضمن السياق الدرامي للأحداث.

وقال “كان يفترض عرض المسلسل خلال شهر رمضان الماضي، ولكن توقّف تصوير العمل بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد. وأجسّد في المسلسل شخصية طبيب نفسي، ونتابع من خلال مجريات الأحداث كيف يتعامل مع زوجاته، لاسيما أن العمل يطرح قضية هامة، وهي تعدد الزوجات؛ وذلك في قالب درامي شيّق وغني بالخطوط المختلفة، فعبدالمحسن الروضان صاغ عملا مميزا، نراهن عليه جميعا، في حين تولى دفة القيادة المخرج سلطان خسروه صاحب الرؤية المميزة، وأنا جد متفائل بالمحصلة”.

وعن دورها في المسلسل قالت الفنانة شهد ياسين “أجسّد دور هبة، كان يفترض أن تظهر بشخصية مختلفة، لكن للأسف حالت ظروف كورونا دون ذلك، إلاّ أننا أوجدنا حلولا أخرى، لذلك سوف أظهر بصورة مغايرة تماما عن كل الأعمال التي قدّمتها من قبل وستكون مفاجأة للجمهور”.

ومن جانبها أيضا تراهن الفنانة نور على دورها في المسلسل، وعنه تقول “توفيت شقيقتي لأقترن بزوجها حتى تتاح لي فرصة تربية أبنائها، كل هذا يحدث ضمن أحداث متسارعة، ليتابع الجمهور عن كثب كيف استطاعت تلك المرأة أن تربي الأبناء وتصل بهم إلى بر الأمان، ولكن هل ستفكر مستقبلا في نفسها؟ أم أنها ستستمر في التضحية؟ وهل يردون لها الجميل أم لا؟ هل يضحي الإنسان بنفسه معتمدا على عاطفته أم يحكم عقله في اختياراته الحياتية؟ جميع تلك التساؤلات سيعرف الجمهور إجابتها عند مشاهدة المسلسل”.

وأضافت “العمل مكتوب بشكل جيد والشخصية تمرّ بالعديد من التحوّلات مع وجود فريق عمل متميز وثلة من نجوم التمثيل الذين يملكون شغفا فنيا رفيعا، الأمر الذي شجعني على خوض التجربة”.

وقالت هبة الدري “أقدّم في المسلسل حالة درامية مختلفة لفتاة تمر بظروف عصيبة ممّا يسبّب لها عقدة تحول بينها وبين الارتباط مستقبلا، حيث تعاني الشخصية من العديد من التناقضات، مع عدم استقرار نفسي واهتزاز لتصل إلى مرحلة تعزف فيها عن الزواج إذا كان سيضعها في موقف صعب”.

وأكّدت الدري التي شاركت خلال رمضان الماضي في مسلسل “مانيكان” للمخرجة هيا عبدالسلام، والمؤلفة مريم نصير، أنها تحب تفاصيل هذا العمل، وأضافت “هيا مخرجة لديها أفكار مميزة عندما تلتقي والكاتبة مريم نصير يحدث بينهما انسجام وتناغم في الرؤية، كذلك سعود بوعبيد يتمتع بفكر مميز على مستوى الإخراج، شعرت بأنني في حالة إبداعية مميزة في هذا المسلسل”.

ومن جهة أخرى، ثمّنت هبة تجربتها في مسلسل “وكأن شيئا لم يكن” الذي عرض خلال الموسم الرمضاني المنقضي، وقالت “ربما لم يحالفه الحظ ليعرض عبر العديد من الفضائيات، ولكنه عمل مميّز بجميع عناصره من إخراج وتأليف وتمثيل”.

و”بيت بيوت” تمّ تصوير جزء منه قبل انتشار مرض كورونا ثم توقّف، ليُعاد استكمال المشاهد المتبقية منه في سبتمبر الماضي، ليكون أطول مسلسل كويتي يمتد تصويره لمدة ثمانية أشهر كاملة (من فبراير حتى سبتمبر الماضيين).

وهو ما أكّده منتج العمل أحمد ملا حسين الذي قال “بسبب ظروف السفر ومنع التنقلات توقّف العمل بسبب انتظار الفنان السعودي عبدالمحسن النمر الذي يعدّ أحد أبطال المسلسل ليصل إلى الكويت من أجل استكمال تصوير مشاهده فيه، لكننا استطعنا في النهاية إتمام تصوير المسلسل بشكل كامل، بالإضافة إلى مشاهد النمر المتبقية، وذلك من خلال اعتمادنا تقنية الكروما”.