بوينغ 777 اكس رحلة متأخرة 11 عاما

أخيرا تمكنت الطائرة بوينغ 777 اكس من إجراء أول رحلة تجريبية بعد تأخير دام 11 عاما، لتعطي الشركة بصيص أمل في تخفيف متاعبها الثقيلة، التي أدخلتها في أكبر أزمة في تاريخها.
إفيريت (الولايات المتحدة) - أجرت طائرة المسافات الطويلة بوينغ 777 اكس أول رحلة تجريبية لها، في خطوة إيجابية نادرة في سجل الشركة الأميركية لصناعة الطائرات، التي لا تزال تعاني تحت وطأة أزمة طراز 737 ماكس.
وأقلعت الطائرة من مطار باين فيلد في إفيريت في ولاية واشنطن في شمال غرب البلاد، بعد أن كانت قد تأجلت مرتين في الأيام الماضية بسبب سوء الأحوال الجوّية وهبوب رياح قوية.
وتعرض إنتاج الطائرة لعقبات كبيرة على مدى 11 عاما حيث كان من المقرر إجراء الرحلة الأولى لهذا الطراز الجديد من طائرات المسافات الطويلة في صيف عام 2019.
لكن تلك الخطط تعرضت للتأجيل منذ ذلك الحين بسبب مشاكل في محرّك “جي.إي 9 اكس” الجديد الذي تصنّعه شركة جنرال إلكتريك، إضافة إلى صعوبات تتعلّق بعمل الأجنحة والبرامج المعلوماتية.
وبنجاح الرحلة التجريبية الأولى، سوف تبدأ بوينغ سلسلة تجارب جوّية على هذا الطراز. ومن المتوقع أن تقدم الشركة، وإذا ما تكلّلت التجارب بالنجاح، طلبا للحصول على تصريح باستخدام الطائرة في النقل المدني من الوكالة الفيدرالية للطيران.
340 طائرة طلبات أولية لشراء بوينغ 777 اكس التي تسعى لمنافسة طائرة إيرباص أي 350
ومن المتوقع أن تتعرض لتدقيق استثنائي بعد الانتقادات التي تعرضت لها بوينغ والوكالة الفيدرالية للطيران بسبب الإهمال في إجراءات إجازة الطائرة 737 ماكس، التي سقطت منها طائرتان، واتجهت الاتهامات إلى عيوب في التصميم.
وتم تصميم طائرة 777 اكس، التي تتراوح طاقتها الاستيعابية بين 384 و426 راكبا، لمنافسة طائرة إيرباص أي 350. وقد حصلت بوينغ حتى الآن على طلبات شراء 340 طائرة من هذا الطراز غالبيتها من سبع شركات طيران عالمية كبرى هي طيران الإمارات ولوفتهانزا وكاثاي باسيفيك والخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية السنغافورية.ويتميّز هذا الطراز بجناحين يمكن طي طرفيهما، ما يسهم في التقليل من استهلاك الوقود ويسهّل ركنها على مدارج المطارات. وتعتزم بوينغ تسليم أولى الطائرات من هذا الطراز مطلع العام المقبل. ويعاني عملاق صناعة الطائرات الأميركي من أخطر أزمة في تاريخه، بسبب انتكاسات طراز 737 ماكس.
وكلّفت هذه المشاكل شركة بوينغ خسائر بلغت قيمتها 9.2 مليار دولار. ومن المتوقع أن ترتفع الفاتورة بشكل كبير حين تعلن المجموعة نتائجها المالية للربع الرابع من العام الماضي، الأربعاء المقبل.
وبدأ كابوس الطائرة 737 ماكس، حين تحطّمت طائرتان من هذا الطراز بفارق زمني يقلّ عن خمسة أشهر. وفي قرار غير مسبوق في تاريخ الطيران الحديث، جرى منع كلّ الأسطول العالمي من هذه الطائرات من التحليق منذ 13 مارس 2019.

وأسفر حادثا تحطم طائرة تابعة لشركة الطيران “لاين إير” الإندونيسية في نهاية أكتوبر 2018 وأخرى تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في العاشر من مارس 2019 في ظروف متشابهة عن سقوط 346 قتيلا. وأشارت التحقيقات إلى أن السبب في الكارثتين هو خلل في أحد الأنظمة المعلوماتية.
وكانت تسريبات لرسائل داخلية بين موظفي شركة بوينغ قد أظهرت تمادي إدارة الشركة في مغامرات في خفض التكاليف مهما كان الثمن.
واتصفت الرسائل غالبا بنبرة من الغرور والتمادي في المغامرة فيما يتعلق بالصعوبات الحالية التي تعاني منها الشركة، لتؤكد أن مشاكلها أعمق من أزمة الطائرة 737 ماكس.
وكشفت أن بوينغ قللت من أهمية «نظام تعزيز خصائص المناورة» بغية تجنب تدريب الطيارين على جهاز محاكاة يعدّ مكلفا ومن شأنه إطالة مهلة الحصول على إذن فدرالي لاعتماد طراز 737 ماكس.