بوركلمانز يعصف بآمال الأردن في غرب آسيا

أطلقت جماهير كرة القدم الأردنية موجة غضب شديدة، جراء المشاركة المتواضعة للنشامى في بطولة غرب آسيا التاسعة المقامة في العراق. وأعلنت الجماهير حالة الغضب، بعدما فقد منتخب الأردن فرصة المنافسة مبكرا على بطاقة التأهل للمشهد النهائي، إثر خسارته في المباراة الأولى أمام البحرين وتعادله في الوقت بدل الضائع أمام الكويت.
كربلاء (العراق) - ضغطت الجماهير الأردنية باتجاه المطالبة بإقالة أو استقالة المدير الفني البلجيكي فيتال بوركلمانز، حيث شهد منتخب النشامى في عهده تراجعا كبيرا سواء على صعيد الأداء أو على صعيد النتائج. وضرب بوركلمانز بآمال منتخب الأردن وجماهيره عرض الحائط، بعدما كانت الفرصة مثالية في بطولة غرب آسيا للمنافسة على اللقب، وإعلان الصحوة، واستعادة ثقة الجماهير قبل خوض الاستحقاقات المقبلة الأكثر أهمية. ويخوض منتخب الأردن مباراته الأخيرة ضمن المجموعة الثانية، السبت المقبل بلقاء نظيره السعودي.
فقاعة هواء
وأعرب بوركلمانز عن رضاه التام بخصوص معسكر تركيا الذي سبق المشاركة ببطولة غرب آسيا، مؤكدًا في حينه أن النشامى سيظهر بأبهى صورة لتحقيق التطلعات، لكن الأمنيات كانت شيئا والواقع كان شيئا آخر. وخسر منتخب الأردن أول مباراة في بطولة غرب آسيا أمام البحرين (0-1)، ليعد بوركلمانز بمعالجة الأخطاء قبل مواجهة الكويت والظهور بصورة مغايرة لما مضى، لكن تلك التصريحات كانت على ما يبدو مجرد فقاعة هواء.
وتعتبر هذه البطولة الثالثة التي يخفق فيها بوركلمانز مع منتخب النشامى، بعد إقصائه من دور الـ16 لنهائيات كأس آسيا على يد منتخب فيتنام، ثم احتلال المركز الأخير ببطولة الصداقة الدولية، وأخيرًا افتقاد الحظوظ في المنافسة على لقب بطولة غرب آسيا، مما أدى إلى دخول الكرة الأردنية مرحلة الخطر. وكان الاتحاد الأردني بعد وداع نهائيات آسيا، قام بتجديد عقد بوركلمانز لـ4 سنوات للمضي بخطة استراتيجية تهدف إلى قيادة النشامى نحو ملامسة حلم الوصول إلى مونديال 2022، إلا أن التجارب الماضية قد تفرض على الاتحاد الأردني إعادة النظر في قراره، وعقد اجتماع عاجل لمناقشة الأوضاع التي آل إليها حال المنتخب.
من أبرز السيناريوهات المتوقعة، استقالة بوركلمانز عندما شعر بأن المهمة التي جاء من أجلها تبدو صعبة المنال
وقد يضطر الاتحاد الأردني إلى إنهاء عقد بوركلمانز، لكنه في الوقت ذاته سيكون مطالبا بدفع قيمة الشرط الجزائي غير المعلومة لوسائل الإعلام، في ظل تكتم الاتحاد عن كشف التفاصيل المالية المتعلقة براتب المدرب وقيمة الشرط الجزائي. ويعاني الاتحاد الأردني أصلا من ضائقة مالية كبيرة بدليل تأخره عن تسليم مستحقات الأندية التي أمهلته مؤخرا شهرا لدفعها.
ومن السيناريوهات المتوقعة، تبرز استقالة بوركلمانز من منصبه من تلقاء نفسه حال شعر بأن المهمة التي جاء من أجلها تبدو صعبة المنال، لاسيما مع ارتفاع مؤشر افتقاد الجماهير الثقة بقدراته الفنية، وانعدام قناعتها بأداء النشامى. وسبق للاتحاد الأردني أن قام قبل عام بإقالة المدير الفني السابق جمال أبوعابد من منصبه وتعيين بوركلمانز بدلا عنه، بعدما خسر مباراة ودية أمام لبنان (0-1).
ويقبل منتخب الأردن على المشاركة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم وكأس آسيا بعد نحو شهر، مما يتطلب من اتحاد اللعبة مراجعة حساباته جيدا بخصوص إعادة تقييم عمل المدرب، واتخاذ القرار الذي يصب في صالح الكرة الأردنية. وتضم مجموعة منتخب الأردن في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم وكأس آسيا، تايوان، والكويت، ونيبال.
ما يزيد من الضغوط على بوركلمانز، أن تبريرات الإخفاق لن تكون مستساغة من قبل المتابعين وجماهير الكرة الأردنية. ولن يكون منتخب الأردن الوحيد الذي سيشارك في البطولة دون محترفيه في الخارج، فالغالبية العظمى من المنتخبات المشاركة تعاني من الشيء ذاته على اعتبار أن المسابقة تقام خارج أيام الفيفا.
ويمتلك بوركلمانز مفاتيح هجومية فاعلة وقادرة على تحقيق الفوز، يتقدمها خليل بني عطية وأحمد عرسان ومحمد أبو زريق “شرارة”، وحمزة الدردور. وأشاد بوركلمانز مؤخرا بالفوائد الكبيرة لمعسكر تركيا، وأكد جاهزية المنتخب، ما يعطي انطباعا بأن لا معوقات ستكون في طريق النشامى نحو اللقب.
استراتيجية جديدة
وكان الاتحاد الأردني قد تعاقد مع بوركلمانز لأربع سنوات ضمن استراتيجية تهدف إلى قيادة النشامى نحو مونديال قطر 2022.
وفي سياق متصل تعثر المنتخب السعودي مجددا واكتفى بنقطة التعادل مع البحرين دون أهداف في أربيل ضمن منافسات المجموعة الثانية من بطولة غرب آسيا. وكان المنتخب “الأخضر” استهل مشواره في البطولة المقامة في العراق حتى 14 أغسطس، بسقوطه في مواجهة خليجية أخرى ضد الكويت بنتيجة 1-2، فيما فاز المنتخب البحريني على نظيره الأردني 1-0.
وبعد مباراتي الأربعاء، يتقاسم المنتخبان البحريني والكويتي صدارة الترتيب بأربع نقاط لكل منهما، وانحصرت المنافسة بينهما عمليا على صدارة المجموعة والتأهل للنهائي، مع اكتفاء الأردن والسعودية بنقطة لكل منهما. وتتنافس تسعة منتخبات وزعت على مجموعتين في مدينتي كربلاء الجنوبية (المجموعة الأولى) وتضم منتخبات العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين، وأربيل (المجموعة الثانية) وتضم منتخبات الأردن والكويت والسعودية والبحرين.