"بنات العساس" دراما إنسانية تفتح جراح العائلة المغربية

العمل يسرد قصة اجتماعية لعائلة تتكون من ثلاث شقيقات يصارعن من أجل التحقق بعد أن وجدن أنفسهن في الشارع.
الأربعاء 2021/04/28
المسلسل يتصدر ترند يوتيوب في المغرب

استطاع مسلسل “بنات العساس” أن يحظى بإعجاب الجمهور المغربي، حيث اعتلى صدارة المسلسلات الأكثر مشاهدة في المغرب خلال شهر رمضان الحالي. و تدور قصة المسلسل حول معاناة شقيقتين وجدتا نفسيهما في الشارع بسبب إدمان والدهما وإفلاسه، وتحمل الأخت الكبرى مسؤولية أختها الصغرى بعد وفاة والدتها لحظة إنجابها.

الرباط – حظي مسلسل “بنات العساس” (بنات الحارس) لمخرجه إدريس الروخ بإعجاب ومتابعة الجمهور المغربي في الموسم الرمضاني الحالي، وفق ما كشفت عنه أرقام “ماروك ميتري” لقياس نسب المشاهدة في بلاغ لها، إذ حقّق المسلسل الذي تعرضه القناة “الأولى” (عمومية) أكثر من ستة مليون مشاهدة، ما يمثل حصة مشاهدة بلغت 38 في المئة.

وقال مخرج المسلسل إدريس الروخ لـ”العرب”، “جميع الأصداء وما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي مفيد وفيه أشياء مهمة وإيجابية على مستوى المواضيع المثارة والملاحظات، وهذا شيء يبشر بالخير، لأنه فتح نقاشا حول المسلسل والعائلة المغربية والشخصيات وظروفها وحالاتها النفسية والعاطفية، وبالتالي أصبح حديثا يوميا يتطرّق إليه الجميع”.

وتتناول قصة المسلسل في طياتها معاناة شقيقتين تلعب دوريهما كل من الفنانتين منى فتو ودنيا بوتازوت، اضطرتا إلى الهرب إلى الدار البيضاء، بعد أن وجدتا نفسيهما في الشارع بسبب إفلاس والدهما المدمن على شرب الخمر والقمار، وتتحمل الأخت الكبرى مسؤولية أختيها بعد وفاة والدتها لحظة إنجابها لأختهما الصغرى ندى، وتفارق الحياة بعدما عجزت الفتاتان عن إحضار الطبيب.

ويرى الروخ أن العمل مهم على مستوى الكتابة الذي أبدعت فيه بشرى ملاك، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إدارة الممثلين التي اهتمت بالتفاصيل الدقيقة حول علاقات الشخصيات ببعضها ومع المحيطين بها على المستوى الدرامي والنفسي والاشتغال على كل المكونات الجمالية والمكونات العاطفية.

وعبّرت الفنانة أسماء المنور التي قدمت تتر العمل والذي حمل عنوان “وقتاش”، عن إعجابها بأداء الممثلين وكتبت عبر حسابها على إنستغرام “من الذي يتابع معنا مسلسل ‘بنات العساس’ المسلسل المغربي الأكثر مشاهدة بسبعة ملايين ونصف مليون مشاهدة يوميا، وكذلك في مقدمة الطوندونس (الترند) على القناة الأولى باليوتيوب”، وأضافت “تحية لكل من ساهم في نجاح هذا العمل”.

وانتقد متابعو المسلسل ظهور الممثلتين المغربيتين في الحلقة الثانية في دورين لا يليقان بسنيهما، ولم يقتنع هؤلاء بتجسيد الفنانتين لدور فتاتين في سن الشباب، واستغرب المشاهدون لعدم انتباه المخرج وصاحب السيناريو لما اعتبروه خطأ في التقدير الفني، حيث كان الصواب إسناد الدور لشابتين في عمر العشرين.

ويؤكّد الروخ، في تصريح لـ”العرب”، أن معضلة السن بالنسبة إلى الشخصيتين الرئيسيتين حنان وعائشة تم تداركها مع تقدّم الحلقات باعتبار أن المرحلة الأولى كانت مرحلة مراهقة، والثانية مرحلة الشباب. أما المرحلة الثالثة فتمثّل مرحلة تطوّر الشخصيات على المستوى الجسدي والنفسي والعائلي. وقال “منى فتو ودنيا بوتازوت ممثلتان رائعتان تملكان إحساسا قويا وقادرتان على تقمّص الدورين في التحوّل والتغير واستبدال المشاعر”.

Thumbnail

وأضاف المخرج المغربي “بالنسبة إلي كان اختيارا فنيا استندت فيه بالأساس على البناء النفسي للشخصيات وقوة العطاء والقدرة على التقمّص التي تمكنت منها الممثلتان، وأعتقد أن هذا الإشكال مهم جدا وطرحه كان عاديا، والكل تفهم الأمر بأنه مرتبط بتجويد العمل والتشخيص لدورين مهمين جدا في صيرورة الأحداث”.

وتتوالى أحداث المسلسل في تداخل بين حيوات بنات الحارس وحياة عائلة رجل الأعمال إدريس، إذ كانت الفتيات يعشن بمنزله لفترة قصيرة، حيث كانت والدتهنّ تعمل كمساعدة منزلية لديه، وبسبب والدهنّ يتم طردهنّ بعدما أراد استغلال قصة علاقة إدريس بامرأة أخرى لابتزازه، هذه الأخيرة التي قتلت عن طريق الخطأ من قبل زوجة إدريس غيثة ويتم توريط والد البنات ويدخل إلى السجن عوض الزوجة (جسّدت الدور سعاد خيي).

وتتسارع الأحداث الدرامية للمسلسل الذي يعرض في ثلاثين حلقة، حيث ستعيش أسرة إدريس وغيثة أحداثا درامية تحاولان معا احتواءها، فالرجل زير نساء وتعاني زوجته من خياناته، وهي التي لا تزال غير مقتنعة به كزوج رغم إنجابها منه لولد أصبح مدمن مخدرات، بعدما توفي زوجها الأول، وهو في نفس الآن أخ لإدريس، وترك لها ابنا وبنتا، وأصبح إدريس يستحوذ على أموال أخيه وأملاكه.

وبالعودة إلى الجانب الآخر من العمل التلفزيوني، فبعد طرد البنات الثلاث، حنان الابنة الوسطى وعائشة الكبرى وندى الصغرى، واضطرارهنّ إلى مقارعة ظروف الحياة القاسية، حيث ستتكفّل حنان وعائشة بأختهما الصغرى التي ستدرس وتحقّق أمنية قديمة بأن تصبح طبيبة، وذلك بعد أن نزلت الشقيقتان إلى الشارع من أجل الحصول على عمل يحفظ كرامتهما، ورغم تعرضهما للعديد من المضايقات، إلاّ أنهما تمكّنتا من تحقيق البعض من أحلامهما، حيث تزوّجت عائشة وأنجبت بعد أن عالت أختيها، في حين باتت حنان تمتلك محلا لبيع الحلويات، وحقّقت الأخت الصغرى حلم شقيقتيها بأن تكون طبيبة.

ويشارك في المسلسل كل من عزيز الحطاب وسعاد خيي ودنيا بوطازوت ومنى فتو وآخرون، وقد شرع الروخ في تصوير مسلسله مع بداية السنة الحالية كي يصبح جاهزا للعرض في الموسم الرمضاني الجاري، في ظروف متعلقة بتداعيات كورونا.

وقال المخرج “التصوير في زمن كورونا تطلب منا الاحتياط والاحتراز والأخذ بكل البروتوكولات الصحية اللازمة والاشتغال عن بعد أحيانا ومحاولة التقرّب من الممثل والاهتمام بكل متطلباته، خصوصا ونحن نعمل مع ممثلين محترفين وفي بلاتوهات مختلفة، والحمد لله، كسبنا الرهان بإخراج عمل نوّه به الجميع”.

ورغم اضطرار عدد من شركات الإنتاج الخروج من السباق الرمضاني السابق بسبب فرض قرار الحجر الصحي، فقد اختلفت الأمور هذا العام، وهو ما أكّده الروخ بقوله “كان يجب تعقيم كل شيء بعد أخذ اختبار الفايروس مع محاولة تجنب الإخلال بكل ما هو صحي داخل فريق العمل”.

المسلسل يتصدر ترند يوتيوب في المغرب
مسلسل حظي بإعجاب الجمهور المغربي

 

15