بطاطس وبصل لتلميع صورة أردوغان في تركيا

دعاية انتخابية مبكرة للحزب الحاكم على تويتر لفائدة "الزعيم".
الاثنين 2021/04/12
أخيرا وصل البصل

هاشتاغ GayretineŞahidizErdogan# (نحن شهود على جهودك أردوغان) انتشر على تويتر لتلميع صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد إعلانه توزيع البصل والبطاطس والأرز مجانا على الفقراء وقابله أتراك بسخرية واسعة عنوانها “هل اقتربت الانتخابات”.

أنقرة – أثار إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الحكومة قامت بشراء ملايين الأطنان من المحاصيل الزراعية وستقوم بتوزيعها على الفقراء بالمجان، في خطوة مشابهة لما يحدث غالبا بالتزامن مع قرب موعد الانتخابات في تركيا، سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال أردوغان إنه تم شراء 200 ألف طن من البطاطس و250 ألف طن من البصل و750 ألف طن من الأرز كانت متبقية لدى المزارعين وإن الحكومة ستقوم بتوزيع تلك المنتجات الزراعية مجانا على المحتاجين.

وسبق أن اشتكى مزارعون من عدم مقدرتهم على تصريف محاصيلهم الزراعية في ظل تزايد الاعتماد على الواردات من الخارج، بجانب القيود التي فرضها فايروس كورونا.

وكان وزير الزراعة والغابات بكر باكدميرلي أعلن في وقت سابق أن مؤسسات الوزارة ستقوم بشراء ما تبقى من محصول البطاطس الخاص بعام 2020 من المزارعين المسجلين ضمن “نظام تسجيل المزارعين” بسعر 85 قرشا للكيلوغرام الواحد.

يذكر أن حكومة حزب العدالة والتنمية كانت قد أقامت في إسطنبول وأنقرة أكشاك بيع السلع الرخيصة قبيل انتخابات البلديات عام 2019 حيث ارتفعت الأسعار كثيرا في تلك الفترة. وكان الحزب الحاكم يخشى تأثير ذلك على تصويت ناخبيه، ورغم ذلك فقد حزب العدالة والتنمية لأول مرة البلديات الكبرى في تركيا لصالح المعارضة.

ويتوقع مراقبون إجراء انتخابات مبكرة في تركيا قبيل موعدها المقرر في 2024، رغم أن أردوغان ينفي ذلك.

وانتشر على نطاق واسع هاشتاغ GayretineŞahidizErdoğan الذي يعني “نحن شهود على جهودك أردوغان” على موقع تويتر، وأطلق الهاشتاغ حاكم إقليم مقاطعة نوشهر علي كيميكيران التابع لحزب العدالة والتنمية.

خبر توزيع البصل والبطاطس والأرز على الفقراء أصبح ترندا في تركيا
خبر توزيع البصل والبطاطس والأرز على الفقراء أصبح ترندا في تركيا

وغرد على حسابه في تويتر:

kemikkiranali@

“رجب طيب أردوغان هو الزعيم الذي يقوم بالشراء دون تردد عندما يتعلق الأمر بإنهاء محنة مزارعنا ويساهم قليلاً في مائدة الفقراء قبل رمضان”.

وأصبح الهاشتاغ المدعوم من الجيوش الإلكترونية ومن أعضاء حزب العدالة والتنمية والمسؤولين الحكوميين الترند الأول في تركيا على تويتر.

ونشر المسؤولون الحكوميون تغريدات متطابقة تبدأ بعبارة “بتعليمات من رئيسنا”، فيما نشرت حسابات أخرى تغريدات ملمعة لصورة أردوغان على غرار “الزعيم منزعج من متاعب أمته”، و”هو بجوار وطنه مرة أخرى قبل رمضان” و”نحن شهود .. كن شاهدًا معنا” و”نحن شهود على مجهود أردوغان” و”يشرفنا أن نسير معه، من واجبنا أن نأخذ العبء من على كتفه” و”زعيم عظيم وقوي كرس حياته للأمة”.

كما استغل مغردون الأمر لترويج هاشتاغ #Laiklikkaldırılsın الذي يعني “يجب رفع العلمانية”.

في المقابل تهكم أتراك من الحملة وأعادوا على نطاق واسع تداول شعار “بطاطا وبصل وداعا أردوغان” الذي سبق أن انتشر على نطاق واسع قبل عامين. وكتب مغرد:

وأصبح تسجيل مصور انتشر في تركيا لرجل يغني “بطاطس… سوهان غولي غولي أردوغان”، أي “بطاطا وبصل وداعا أردوغان”، شعارا على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولطالما تفاخر أردوغان بالرخاء الاقتصادي الذي نعمت به تركيا منذ وصوله إلى الحكم. لكن الصورة تغيرت، وارتفعت أسعار البطاطا والبصل بشكل غير مسبوق، وهو ما لم يعتده المواطنون الأتراك الذين اعتادوا أسعارا أقل بكثير.

وتهكم مغرد:

وانخرطت وسائل إعلام خاضعة لحزب العدالة والتنمية في حملة تلميع صورة أردوغان بعد قراره الأخير. وسلطت تقارير إعلامية متطابقة الضوء على هاشتاغ “نحن شهود على جهودك أردوغان”. وأفادت التقارير بأن “الرئيس جلب فرحة كبيرة بفضل أجندته السياسية المكثفة”، مؤكدة أن “جميع السياسيين وحتى المواطنين من 7 أعوام حتى 70 عامًا، أظهروا المودة والحب للزعيم ضمن الهاشتاغ”.

ويندرج الهاشتاغ في إطار الدعاية المكثفة التي بات ينتهجها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الفترة الأخيرة، وهي موجهة إلى خارج تركيا وداخلها.

وفي سبتمبر الماضي أعلنت الرئاسة التركية تشكيل وحدة جديدة لمكافحة محاولات ما وصفته بالتلاعب والتضليل اللذين يستهدفان البلاد، إلا أن مراقبين يرون أن الهدف الخفي يكمن في نشر الرواية التركية على نطاق أوسع.

وتتفرغ حسابات كتائب إلكترونية للدفاع عن نظام أردوغان. ويُنعت الرئيس التركي بـ”الشعبوي جدا”، مع تبنيه خطابات ذات صبغة دينية قومية تسوّقه كزعيم منقذ.

وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي المنفذ الوحيد للأتراك الذي يسمح لهم بالتعبير عن معارضتهم لأردوغان بعد حملة قمع غير مسبوقة أغلقت فيها وسائل الإعلام الحرة واعتقل خلالها صحافيون ومغردون وكل من يجرأ على انتقاد أردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

لكن الرئيس التركي وصفها بأنها “أدوات غير مسيطر عليها للتشهير والافتراء والأكاذيب”. وشرع في ضبطها وإخضاعها.

19