بريطانيا تنتظر أفعالا من حركة طالبان

لندن - علقت المملكة المتحدة الأربعاء على الرسائل التي بعثت بها حركة طالبان بعد سيطرتها على أفغانستان بالتأكيد على أن المملكة تنتظر أفعالا من المتمردين وليس أقوالا.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون خلال جلسة استثنائية للبرلمان مخصصة للبحث في الوضع في أفغانستان إن بلاده ستحكم على نظام طالبان بناء “على أفعاله وليس على أقواله”.
وصرّح القائد المحافظ أمام النواب “سنحكم على هذا النظام بناء على الخيارات التي سيتخذها وعلى أفعاله، وليس على أقواله، على سلوكه حيال الإرهاب والجريمة والمخدرات، كذلك على حقّ الوصول (للمساعدات) الإنسانية وحقوق الفتيات في الحصول على التعليم”.
وكان جونسون قد دعا إلى الاتفاق على “مقاربة موحّدة” للمجتمع الدولي حيال عودة طالبان إلى الحكم.
وأجرى في الأيام الأخيرة مشاورات بشكل خاص مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأميركي جو بايدن. ومن المقرر عقد اجتماع عبر الإنترنت لقادة دول مجموعة السبع في الأيام المقبلة.
وأضاف جونسون “نحن متوافقون على واقع أن الاعتراف بنظام جديد في كابول في وقت سابق لأوانه وبشكل ثنائي سيشكل خطأ من جانب أي بلد كان”.
وأمام البرلمان، رفع متظاهرون، بينهم مترجمون سابقون في الجيش البريطاني، لافتات تطالب الحكومة بتوفير “حماية” لأقاربهم و”عدم التخلي عن أحد”.
وقال دوران جان دوراني (34 عاما)، وهو مترجم وصل إلى المملكة المتحدة قبل خمس سنوات، “إن الوضع سيء للغاية وعائلاتنا وزملاؤنا يواجهون تهديدات كبيرة”.
وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت مباشرة إجراءات جديدة تهدف إلى استقبال عشرين ألف لاجئ أفغاني على “المدى الطويل”، بينهم خمسة آلاف في السنة الأولى، دون تحديد موعد استكمال استقبالهم.
ولكنّ هذه الآلية تذكّر ببرنامج خصّص لاستقبال لاجئين سوريين وأتاح إيواء 20 ألف لاجئ سوري على مدار سبع سنوات، من 2014 إلى 2021.
وهو يُضاف إلى البرنامج المخصص للموظفين الأفغان الذين عملوا مع بريطانيا كمترجمين، مما يسمح باستقبال 5 آلاف شخص منهم حتى نهاية العام.
وتعتبر المعارضة الإجراء غير كاف، مستنكرة عدم سخاء الحكومة.
وتم بالفعل انتقاد الحكومة لتقليصها حجم مساعدات التنمية بسبب التداعيات الاقتصادية لوباء كوفيد – 19، كما اتُهمت الحكومة بعدم الاستعداد لمواجهة استيلاء طالبان السريع على السلطة.
وندد زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر بـ“عدم اكتراث حكومتنا المثير للاستغراب تجاه تهديد طالبان”.
وأشاد رئيس حزب العمال بـ150 ألف جندي بريطاني خدموا في أفغانستان و”عاد الكثير منهم مصابين بجروح خطيرة و457 لم يعودوا على الإطلاق”، مشيرا إلى أن “تضحياتهم تستحق أفضل من ذلك”.