بايدن والقضية الفلسطينية.. رموز معقدة على تويتر

غيَّر حساب “السفير الأميركي لدى إسرائيل” على تويتر بهدوء اسمه إلى “سفير الولايات المتحدة في إسرائيل والضفة الغربية وغزة” قبل أن يعيده إلى صيغته الأولى، الأمر الذي أثار العديد من التكهنات بشأن سياسة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن تجاه القضية الفلسطينية.
واشنطن – أثارت إزالة سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل تعديلات كانت قد أدخلها على تعريف حساب السفير الأميركي لدى إسرائيل، مساء الأربعاء 20 يناير بموقع تويتر، سخرية وجدلا.
وبعد نحو ساعتين من تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة شهد حساب السفير تغييرا مفاجئا، ليصبح “سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل والضفة الغربية وغزة”. لكن بعد دقائق معدودة تمت إعادة اسم الحساب إلى ما كان عليه قبل التغيير “سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل”. وأنهى ديفيد فريدمان مهام عمله سفيرا لواشنطن لدى إسرائيل، الأربعاء، دون أن تسمّي الإدارة الأميركية سفيرا جديدا.
وعكف مستخدمو تويتر على فك رموز التغيير. وفيما اعتبره مغردون “منعطفا” في السياسة الأميركية، أظهر آخرون لامبالاتهم.
وسارع منتقدو بايدن، مثل السيناتور الجمهوري ريك سكوت، إلى اتهام الإدارة الأميركية الجديدة بإظهار “العداء لإسرائيل”. وكتب سكوت على حسابه على تويتر “لا توجد دولة في الضفة الغربية أو غزة، فقط أراضٍ كانت إسرائيل مستعدة لعقود من الزمان للتفاوض حول السيادة عليها، لكنها بالمقابل لا تتلقى سوى العداء والإرهاب..”.
فلسطينيون احتفلوا على تويتر بفوز بايدن، مغفلين تأكيده أنه «صهيوني متشدد في تأييد إسرائيل»
وجادل معلقون من الجناح اليميني المؤيد للاستيطان، بأن تغيير الاسم يمثل تغييرا في سياسة الولايات المتحدة.
وكان الرئيس السابق دونالد ترامب، اتخذ بمساعدة فريدمان، عددا من الخطوات لتطبيع وجود إسرائيل في الضفة الغربية. وتوقفت إدارة ترامب عن انتقاد بناء المستوطنات الإسرائيلية، وكشفت عن خطة سلام تنص على ضم إسرائيل لجميع مستوطناتها، كما ألغت الرأي القانوني الذي يعتبرها “غير قانونية”، وأطلقت إدارة ترامب أيضا سياسة تطالب بوصف الصادرات الأميركية من المستوطنات بأنها “صنع في إسرائيل”.
وعربيا تباينت آراء المغردين بين من قال إن التغيير “صفعة” لإسرائيل فيما رأى فيه آخرون “انتصارا” للقضية الفلسطينية بل وأكدوا أن “الديمقراطيين هم عرّابو السلام”. وقال أكاديمي في هذا السياق:
وبالمقابل سخر مغردون من الحماسة التي تعتري البعض بسبب “تغيير التعريف”، مؤكدين أن السياسة الأميركية هي نفسها في ما يخص القضية الفلسطينية.
وأثار تغيير الاسم المختصر غضب بعض الفلسطينيين الذين لا يريدون وضع الضفة الغربية وقطاع غزة تحت رعاية إسرائيل.
وقال سالم براهمة، المدير التنفيذي لمعهد فلسطين للدبلوماسية العامة في تغريدة، “هل تم تقليصنا إلى الضفة الغربية وغزة؟ جاملونا بقول من الأراضي الفلسطينية المحتلة وفق القانون الدولي؟ عار علينا إذا توقعنا المزيد من هذه الإدارة. عار علينا إذا تركنا مشروعنا الوطني يصل إلى هذه النقطة”.
وسخر مغرد:
اعتبر آخر
وكتب معلق:
وكان الفلسطينيون احتفلوا على مواقع التواصل الاجتماعي بفوز بايدن، وغفل فلسطينيون في تغريداتهم تأكيد بايدن في أكثر من مناسبة أنه “صهيوني متشدّد في تأييد إسرائيل”، وذهبوا إلى التذكير بمواقفه تجاه السعودية واستحضار تصريحاته المهددة في هذا الشأن.
وسخر حساب:
وأكد معلق:
وعقب الجدل الذي حدث بسبب تعريف السفير، قالت السفارة في تنويه للصحافيين “تم تعديل لقب السفير على موقع تويتر ليصبح سفير أميركا لدى إسرائيل، التعديل السابق غير مقصود ولا يعكس تغيّرا في السياسة”.
ولم تفصح السفارة عن ملابسات ما حدث ودوافع تغيير مسمّى السفير والتراجع عن ذلك لاحقا.
ورجّحت مصادر أن يكون السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل فريدمان، هو من يقف وراء هذه الخطوة. كما أضافت أن فريدمان أقدم على هذه الخطوة في محاولة منه لعرقلة إمكانية إقدام الإدارة الأميركية الجديدة على إعادة افتتاح قنصلية خاصة بالفلسطينيين في القدس الشرقية.
وكان ترامب قد أغلق القنصلية الأميركية بالقدس الشرقية التي كانت تخدم الفلسطينيين فقط، ليتم دمجها مع السفارة الأميركية.
وفي مايو 2018، نقل ترامب سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس تنفيذا لقرار كان قد اتخذه في 6 ديسمبر 2017، باعتبار القدس بشقيها الشرقي والغربي “عاصمة لإسرائيل”.
ودخل إسرائيليون يتحدثون العربية على الخط.
وقال إعلامي إسرائيلي:
يذكر أن بايدن أعلن عزمه استئناف العلاقات مع السلطة الفلسطينية، التي قطعتها رام الله بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.