باحثة إيطالية: الكتابة السومرية ليست أول كتابة في العالم

باريس- قالت الباحثة الإيطالية سيلفيا فيرارا، إنّ أولى الكتابات على مرّ التاريخ قد تكون ظهرت في أفريقيا.
وكشفت الباحثة المسؤولة عن البرنامج الأوروبي للأبحاث المخصص لاختراعات الكتابة، عن هذا الرأي في كتاب صدرت نسخته الفرنسية تحت عنوان “القصة الرائعة لاختراع الكتابة”.
وبهذا الاكتشاف تعارض الباحثة الاكتشافات السابقة التي أقرت بأن الكتابة السومرية هي الأقدم في العالم، وتعود إلى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، وتمّ اختراعها من قبل السومريين، الذين كانوا يعيشون في المدن الكبرى ذات الاقتصاديات المركزية. فقد كان المسؤولون عن المعابد بحاجةٍ إلى الاحتفاظ بسجلات الحبوب والأغنام والماشية التي كانت تدخل أو تغادر متاجرهم ومزارعهم، وأصبح من الصعب الاعتماد على الذاكرة، فتمّ استخدام الكتابة بالحروف التصويرية التي عُرِفوا بها، وكتبوا نصوصهم على أقراص طينية رطبة باستخدام أداة مدببة، وكان يمكن التعرف على الرموز الصورية من قبل الجميع.
وأضافت المؤلفة أنّ أنظمة كتابة عدة ظهرت في حقب زمنية مختلفة وفي مواضع مختلفة من العالم ليست مرتبطة ببعضها بعضًا، موضحة أنّ الكتابة اختُرعت مرات عدة، من وادي السند إلى جزيرة “إستر” مرورًا بقبرص.
وتؤكد الباحثة على مبدأ أن الكتابة اكتشفت في كل حضارة بشكل مستقل، فوجدت في بلاد ما بين النهرين وبقية الحضارات القديمة؛ كحضارة مصر الفرعونية وحضارة الصين وأميركا الوسطى والبيرو.
غير أنّ فيرارا أكّدت أنّ الاختراع الأول قد يكون حصل في منطقة واقعة بين دولتي السودان ومصر الحاليتين.
وهكذا تقول إنّ أفريقيا قد تكون أول قارة دخلت التاريخ، وقبل أوروبا التي اختُرعت فيها الكتابة للمرة الأولى في جزيرة “كريت” أثناء الألفية الثالثة قبل الميلاد، وبعبارة أخرى في الفترة التي ظهرت فيها في الصين أو أميركا الوسطى، ولكن بعد المئات من السنين من الهيروغليفية والكتابة المسمارية الأولية لبلاد ما بين النهرين.
وقد تطورت الكتابة لاحقا واخترع اليونانيون الأبجدية اليونانية بتغيير الصور إلى أشكال تجريدية مكتوبة، وانتشرت كذلك في الحضارة البيزنطية ووجدت الكتابات الرومانية أيضًا.