انسحاب المرتزقة فرصة فرنسا الأخيرة لتحقيق طموحاتها في ليبيا

حرص فرنسا على سحب المرتزقة سواء الروس أو الأتراك يأتي في سياق محاولاتها لاستعادة زمام المبادرة في الملف الليبي بما يضمن تحقيق طموحاتها الاقتصادية.
الأربعاء 2021/06/02
المرتزقة عقبة في طريق مصالح فرنسا

تونس- تُراهن فرنسا على الدفع نحو سحب المرتزقة الروس والأتراك والقوات الأجنبية من ليبيا كفرصة أخيرة لتحقيق طموحاتها الاقتصادية هناك، حيث تُدرك باريس أن وجود هذه القوات يهدف لضمان موطئ قدم لتلك القوى في البلاد بما يضع مصالحها على محك حقيقي.

وعكست الزيارة التي أداها رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة إلى باريس هذا الرهان حيث من المتوقع أن تركز محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين بالأساس على سحب المرتزقة.

وترى أوساط سياسية ليبية أن حرص فرنسا على سحب المرتزقة سواء الروس أو الأتراك يأتي في سياق محاولاتها لاستعادة زمام المبادرة في الملف الليبي بما يضمن تحقيق طموحاتها الاقتصادية.

عزالدين عقيل: فرنسا تدفع نحو إخراج المرتزقة من ليبيا من أجل مصالحها فقط

واعتبر المحلل السياسي عزالدين عقيل أن “فرنسا تعتقد شأنها شأن بقية القوى الغربية على غرار بريطانيا والولايات المتحدة أن وجود المرتزقة منح موطئ قدم للمصالح التركية والروسية في ليبيا لذلك ارتأت أن تدفع نحو خروجهم من أجل مصلحتها فقط”.

وانتقد عقيل عدم اهتمام فرنسا كما بقية القوى الدولية بوضع آلية لإخراج هؤلاء المرتزقة قائلا في اتصال مع “العرب” إن “فرنسا تمارس النفاق الدولي لإظهار اهتمام بقضية هي لا تهتم بها في الواقع، لأن موضوع المرتزقة هو بيد الجماعات المسلحة وليس بأيدي القوى السياسية، فاغنر إذا هم موجودون فعلا في ليبيا لأنه لا يوجد أي دليل على وجودهم عدا التقارير الصحافية، فإن خروجهم ليس بأيدي عقيلة صالح (رئيس البرلمان) بل بأيدي الجيش والمشير خليفة حفتر، والمرتزقة السوريون هم بأيدي ميليشيات مصراتة وليسوا بأيدي الدبيبة”.

وركزت مؤخرا فرنسا خطابها وجهودها الدبلوماسية على حلحلة ملف المرتزقة وسحبهم من ليبيا عبر التنسيق مع قوى إقليمية وازنة في المشهد الليبي على غرار مصر، ما أعطى انطباعا عن محاولة من باريس لتدارك تعثرها ومصالحها في البلاد على وقع التدخلات الخارجية المتزايدة في الأزمة الليبية.

وبدا واضحا أن تدخل قوى دولية مؤثرة على غرار روسيا لصالح الجيش الليبي على ضوء ما تتحدث عنه تقارير صحافية وتركيا لفائدة حكومة الوفاق سابقا برئاسة فايز السراج قد أضعف نفوذ فرنسا شرق البلاد وغربها، فبعد أن كانت تُزاحم الولايات المتحدة وإيطاليا بشكل غير مباشر وجدت باريس نفسها أمام منافسة شرسة مع موسكو وأنقرة بشكل مباشر.

وتحدثت تقارير عن حضور عسكري روسي ممثل في عناصر لمرتزقة فاغنر في مدينة سرت، بالإضافة إلى العديد من النقاط الأخرى التي تتمركز فيها عناصر الشركة الروسية الخاصة على غرار قاعدة براك الشاطئ (جنوب) وكذلك قاعدة الجفرة.

وتكتسي سرت أهمية خاصة لدى فرنسا حيث كانت لدى باريس رؤية للسيطرة على مينائها بهدف إنشاء خط تجاري يربط بين أفريقيا وأوروبا، وهي رؤية جرى الحديث عنها عقب الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي الذي كانت باريس متحمسة جدا لإنهاء حكمه.

4