انحراف الأصدقاء والمقربين يوفر المناخ للخيانة الزوجية

تتعدد أسباب الخيانة الزوجية سواء من قبل الرجل أو المرأة، ولعل من أكثر تلك الأسباب والعوامل تأثيرا إلى جانب الحاجة العاطفية والجنسية، انحراف الأصدقاء والمقربين وممارستهم للخيانة والعلاقات غير المشروعة، والذين بتأثيرهم على الزوج أو الزوجة يهيئون المناخ ويزيلون العوائق أمام الخيانة الزوجية.
الجمعة 2016/03/04
أحيانا تكون الرؤية أوضح بالنظر إلى الخلف وليس إلى الأمام

توصلت دراسة حديثة شملت أكثر من 200 رجل، اعترفوا بأنهم سبق وأن خانوا شريكات حياتهم، إلى أن أهم الأسباب والدوافع للخيانة الزوجية هي المناخ الاجتماعي المحيط بالشخص، والذي يمثله الأصدقاء المقربون، حيث وجدت أن 65 بالمئة ممن يخونون زوجاتهم، لدى أصحابهم علاقات غير مشروعة، فيما اعترف 48 بالمئة بأن انعدام السعادة في حياتهم الزوجية والجنسية كان من ضمن المسببات التي دفعتهم إلى التعرف على بديل آخر لتحقيق السعادة رفقة امرأة أخرى من المحيط الاجتماعي أو المهني، إضافة إلى سعيهم لإثبات ذواتهم والشعور بأنهم لا يزالون مرغوبا فيهم من قبل النساء، كذلك أقر 77 بالمئة ممن شملتهم الدراسة، بأن الاعتقاد بوجود خيانة من قبل شريكة الحياة، كان السبب وراء دخولهم في علاقات غير مشروعة.

والمثير في الدراسة، التي أجراها عالم النفس الأميركي البروفيسور غاري نويمان، المتخصص في العلاقات الأسرية، هو أن جمال المرأة لم يكن العامل الحاسم في الخيانة الزوجية، حيث أكد 90 بالمئة من المشاركين في الدراسة أن البحث عن الجمال لم يكن الدافع الأساسي للخيانة، وقالوا إنهم أقاموا علاقات مع نساء أقل جمالا من زوجاتهم أو بنفس المستوى، في حين اعترف 67 بالمئة من الرجال الذين شملتهم الدراسة بالندم والذنب على خيانة شريكات حياتهم، وأنهم لن يقيموا علاقة غير مشروعة مرة أخرى.

وفي إحصائية أعدتها شركة “دوركس″ البريطانية، حول انتشار الخيانة الزوجية، تصدرت تايلاند قائمة أكثر الدول انتشارا للخيانة الزوجية، حيث يوجد بها منطقة “باتونغ” في العاصمة بانكوك، إحدى أشهر مناطق الدعارة في العالم، هذا بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى المتداخلة التي جعلت التايلانديين يتعاملون بانفتاح كبير مع موضوع الخيانة، وتلتها الدنمارك، التي تحتل فيها “كوبنهاغن” الصدارة في تسجيل عدد الخيانات، وجاءت في المركز الثالث إيطاليا، حيث تعد الخيانة أمرا ليس مستغربا لدى الإيطاليين، ثم ألمانيا، والتي تبلغ فيها نسبة الخيانة عند النساء ما يقرب من 60 بالمئة، أما فرنسا فجاءت في المركز الرابع، ثم النرويج، وبلجيكا، والتي غالبا ما يبحث الرجال المتزوجون فيها عن علاقة خارج إطار الزواج، واحتلت أسبانيا المركز الثامن، وذلك بسبب حب الأسبان الشديد للنساء، وهذا يسهم في زيادة مستوى الخيانة الزوجية، ويزيد من نسبة الطلاق في أسبانيا، والتي وصلت إلى 65 بالمئة، وتأتي في نهاية القائمة بريطانيا وفنلندا، حيث تبلغ نسبة الخيانة فيهما 15 بالمئة من الرجال المتزوجين، والذين لديهم علاقات خارج إطار الزوجية.

65 بالمئة ممن يخونون زوجاتهم، لدى أصحابهم علاقات غير مشروعة

ويشير متخصصون إلى أن الأصدقاء والمحيط الاجتماعي يلعبان دورا رئيسيا ومؤثرا في الخيانة الزوجية، حيث تقول الدكتورة حنان زين، مديرة مركز السعادة للاستشارات الأسرية في مصر “إن الأصدقاء والمقربين يشكلون المناخ والبيئة المناسبة للخيانة الزوجية، إذا ما كان سلوكهم منحرفا ويمارسون العلاقات الجنسية غير الشرعية، ما يؤثر سلبا على الزوجة أو الزوج، ويدفع بهما نحو قابلية الخيانة من الناحية النفسية وزوال الحواجز الأخلاقية والاجتماعية وهو ما يكون مدخلا وتمهيدا لممارستهما لها في الواقع.

وأضافت زين “من المبررات والعوامل الرئيسية التي تساعد على الخيانة الزوجية، عدم شعور الزوج بالاحترام والتقدير من شريكته، وعدم تفهمها وتلبيتها لاحتياجاته النفسية، والتي تجعله كرجل يشعر بأنه أفضل وأقوى من المرأة، ومن ثم يعتقد أن من حقه التنقل بين امرأة وأخرى فقط لمجرد كونه رجلا، إضافة إلى الملل في الحياة الزوجية، والبحث عن المغامرة، والمتعة العابرة.

وأكدت أنه من الضروري أن يعلم الزوجان بأن خيانة الشريك ليست هي الحل لمشاكلهما العاطفية أو الزوجية، بل إنها مسار لتفاقم المشاكل النفسية والعاطفية، وللمزيد من الضغوط والصعوبات في الحياة.

ومن جهتها، توضح الدكتورة عزة فايق، المتخصصة في علم النفس، أن السبب الرئيسي للوقوع في الخيانة الزوجية، يرجع إلى الفراغ العاطفي والعزلة التي قد تكون ناتجة عن بقاء الزوجة بمفردها لفترة طويلة بسبب غياب الزوج سواء للعمل أو السفر، مشيرة إلى أن الخيانة الزوجية ليست مقتصرة فقط على الخيانة الجسدية، فهناك النوع الجديد الذي يؤدي إلى كوارث، وهو الخيانة العقلية عبر الخيال والكلام والتعبير عن الشهوات والكلمات المثيرة، ومن أبرز أسبابها الانفصال العاطفي النفسي، نتيجة إحباط الأزواج والزوجات من علاقة الزواج، والرتابة وعدم الشعور بالرضا ومقارنة أنفسهم بما يحدث من علاقات وراحة نفسية ومتعة مع من يتحدثون إليهم في محيطهم الاجتماعي من أصدقاء ومقربين، فتغيب العلاقة الروحية وتنقطع روابط المودة بين الشريكين.

وأشارت إلى أن خيانة المرأة لزوجها سواء العاطفية أو الجسدية، تكون ناتجة عن شعورها بفتور كبير في حياتها معه، مما يجعلها تبحث عن البديل وأسهل الوسائل للتنفيس عن رغباتها المكبوتة، هي العلاقات السهلة، سواء في الواقع أو قد تكون عبر الإنترنت، حيث تجلس الزوجة أمام شاشة الكمبيوتر وتبحث عما يشبع عاطفتها أو غريزتها بالعلاقات المحرمة، وتبررها بغياب الحوار مع زوجها.

كما بينت الدكتورة عزة فايق أن الرجال الذين يجربون العلاقات العاطفية على شبكات الإنترنت ليلا وفي غرف الدردشة الصوتية وعبر الصورة بحثا عن إشباع عاطفي افتراضي وهمي، مؤكدة أن الخيانة الزوجية تسببت في زيادة معدلات الطلاق، وانهيار الأسر، ومن ثم المجتمع.

21