انتخابات محلية في فرنسا تختبر شعبية ماكرون

الأجواء المشحونة التي شهدتها فرنسا في الأشهر الأخيرة أرغمت الحزب الحاكم على الدخول في الانتخابات المحلية بتحالفات لمنع سقوط مدو.
الاثنين 2020/03/16
انقسام تقليدي بين اليمين واليسار

باريس- أجرت فرنسا، الأحد، انتخابات محلية تمثل اختبارا جديا لشعبية الرئيس إيمانويل ماكرون وحزبه “الجمهورية إلى الأمام” و طغت على هذا الاستحقاق قيود وباء كورونا المستجد.

وتوجه الناخبون الفرنسيون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية التي قررت الحكومة المضي قدما في تنظيمها بالرغم من تسارع وتيرة تفشي وباء كورونا في كافة أنحاء البلاد.

وأظهرت إحصاءات قبل غلق مكاتب الاقتراع أن نسبة المشاركة بلغت حتى بعد الظهر 18.38 في المئة، أي بتراجع خمسة في المئة مقارنة بآخر انتخابات بلدية عام 2014. وفيما لم يتم حتى الآن الإعلان عن النتائج بشكل رسمي فقد اختار الناخبون رؤساء 35 ألف بلدية ونحو نصف مليون من أعضاء المجالس المحلية.

وتمثل هذه الانتخابات امتحانا لمرشحي الحزب الحاكم “الجمهورية إلى الأمام” الوسطي والذي تم تأسيسه في العام 2016 ونجح مؤسسه ماكرون في الوصول إلى دفة الحكم آنذاك، لكنه يواجه في هذا الظرف أزمات متتالية انطلاقا من حراك السترات الصفراء وصولا إلى رفض إصلاح أنظمة التقاعد التي أرادها ساكن الإليزيه.

الاستحقاق شهد إجراءات استثنائية بعد تفشي وباء كورونا في فرنسا

وقد أرغمت الأجواء المشحونة التي شهدتها فرنسا في الأشهر الأخيرة الحزب الحاكم على الدخول في هذه الانتخابات بتحالفات لمنع سقوط مدو. وجسد ترشح رئيس الوزراء إدوار فيليب لرئاسة بلدية مدينته لوهافر في شمال غرب البلاد أبرز الأمثلة على هذه التحالفات حيث ترشح فيليب على رأس قائمة مشتركة.

وتنافس وزيرة الصحة السابقة أنييس بوزان على رئاسة بلدية العاصمة باريس. واضطرت الأخيرة لدخول الحملة قبل شهر واحد فقط بدلا من بنجامين غريفو الذي أطاحت به فضيحة نشر مقاطع فيديو خاصة.

وتحل بوزان ثالثة في استطلاعات الرأي بنسبة 19 في المئة بعد رئيسة البلدية الاشتراكية آن هيدالغو والمرشحة اليمينية رشيدة داتي، وتملك كلتاهما نسبة 25 في المئة في الاستطلاعات.

ويأمل الحزبان التقليديان في فرنسا تحقيق مكاسب في عدة مدن، رغم انقسام اليمين في بعض معاقله كما مارسيليا (جنوب شرق)، بينما على اليسار أن يتصدى لصعود البيئيين في مدن وسطية مثل بوزانسون (شرق) وتور (وسط) وروان (شمال غرب).

وحتى عند الإعلان عن النتائج فإنه سيصعب تقييم الأخيرة في ظل انتفاء الانقسام التقليدي بين اليمين واليسار في البلاد منذ فوز ماكرون بالرئاسة عام 2017. ويأتي ذلك في ظل كثرة اللوائح التي لا اتجاه سياسيا معلنا لها بينما ستكون المفاوضات ما بين الجولتين الانتخابيتين حاسمة في العديد من المدن.

في انتظار النتائج
في انتظار النتائج

وشهد هذا الاستحقاق إجراءات استثنائية بعد تفشي وباء كورونا في فرنسا حيث أمر رئيس الوزراء مساء السبت بإغلاق معظم المتاجر والمطاعم والمنشآت الترفيهية اعتبارا من منتصف الليل وحث المواطنين على البقاء في منازلهم.

وتضاعف عدد حالات الإصابة بالوباء خلال 72 ساعة الأخيرة في فرنسا. لكن فيليب أكد أن الانتخابات ستُجرى مع تطبيق إرشادات صحية صارمة تشمل مطالبة الناس بالحفاظ على مسافات تفصل بينهم وذلك ما حدث في جل مراكز الاقتراع تقريبا.

وارتدى العاملون في مراكز الاقتراع قفازات مطاطية وقدموا مطهرات للناخبين في محاولة لضمان سير الأمور بسلاسة. وأعلنت السلطات السبت أن عدد الوفيات بسبب وباء كورونا بلغ 91 بينما أصيب 4500 بالمرض. وحثت السلطات المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاما على البقاء في منازلهم قدر الإمكان.

وبخلاف ما وجه به المواطنين في وقت سابق قرر ماكرون الأسبوع الماضي المضي قدما في تنظيم الانتخابات بالرغم من المخاوف من تعريض المواطنين لخطر أكبر في مراكز الاقتراع، وقال إن من الضروري أن يواصل النظام الديمقراطي العمل.

وقالت ماري إيلين كوربيليني (75 عاما) “يقول لنا ماكرون أن نظل في منازلنا حفاظا على سلامتنا ثم يخبرنا بأنه لا بأس في أن نصوت. هذا غير منطقي. لن أصوت”.

5