انتخابات رئاسية في أفغانستان تهددها تفجيرات طالبان

مقتل 48 شخصا على الأقل وجرح العشرات في هجومين انتحاريين قرب منطقة كانت تشهد تجمعا انتخابيا للرئيس الأفغاني أشرف غني.
الأربعاء 2019/09/18
يد تفاوض وأخرى تقاتل

كابول – قتل انتحاريان من حركة طالبان 48 شخصا على الأقل وجرحا العشرات في هجومين منفصلين الثلاثاء، وقع أحدهما في وسط البلاد قرب منطقة كانت تشهد تجمعا انتخابيا للرئيس الأفغاني أشرف غني، والآخر في كابول، بينما توعد المتمردون بمزيد من العنف قبيل الانتخابات.

ويأتي الهجومان عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجأة هذا الشهر إلغاء المفاوضات مع طالبان الهادفة للتوصل إلى اتفاق يقضي ببدء سحب القوات الأميركية من أفغانستان تمهيدا لإنهاء أطول حرب تخوضها واشنطن.

وفي بيان أرسلته طالبان لوسائل الإعلام وتبنت فيه الهجومين، أفاد الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أن الهجوم الذي وقع بالقرب من تجمّع غني هدفه عرقلة الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 سبتمبر.

وجاء في البيان “سبق وحذّرنا الناس بألا يحضروا التجمعات الانتخابية. إذا تعرضوا إلى أي خسائر فهم يتحمّلون مسؤولية ذلك”.

ولم يتعرّض الرئيس الذي كان يخاطب أنصاره أثناء وقوع الهجوم لأي إصابات. ودان الاعتداء لاحقا مشيرا إلى أن الحادثة تثبت أن لا رغبة لدى طالبان بالمصالحة. وقال غني في بيان “مع مواصلة طالبان لجرائمها، تثبت مجددا أنها غير مهتمة بالسلام والاستقرار في أفغانستان”.

ويواجه غني في الانتخابات الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله وأكثر من عشرة مرشحين آخرين، بينهم تجّار حرب سابقين أو جواسيس وشخصيات أخرى تولّت مناصب في نظام البلاد الشيوعي السابق.

وعلى مدى أسابيع، طغت المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان في أهميتها على الانتخابات، وسط توقعات كثير من الأفغان والمراقبين بأن يتم إلغاء الاقتراع حال التوصل إلى اتفاق، حتى أن المرشحين أنفسهم لم يبذلوا جهودا كبيرة في تنظيم حملاتهم، لكن مع إلغاء المحادثات، بدأ غني وخصومه حملاتهم.

ودفع إعلان ترامب أن المفاوضات باتت بحكم “الميتة” طالبان للإعلان الأسبوع الماضي أن الخيار الوحيد المتبقي هو مواصلة القتال.

وحذّر مراقبون من أن طالبان، التي تأمل في إضعاف أي رئيس مستقبلي، ستبذل ما في وسعها لعرقلة الانتخابات.

وفي اليوم الأول من الحملات الانتخابية في يوليو، استهدف هجوم مكتب أمرالله صالح، أحد المرشحين لمنصب نائب الرئيس على لائحة غني، ما أسفر عن مقتل 20 شخصا.

ويتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات ضئيلة في ظل المخاوف من وقوع أعمال عنف جديدة والإحباط الذي يشعر به الناخبون بعد الاتهامات الواسعة بالتزوير التي شهدتها انتخابات 2014.

وتزامنا مع تبنيها للتفجيرات، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان شير محمد عباس استانكازي إن الحركة على استعداد ”للتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة”. وأضاف أن المسلحين سوف يعلنون وقف إطلاق النار مع القوات الأميركية في أفغانستان بمجرد توقيع اتفاق للسلام.

5