اليابان تواصل تحركها إلى الخليج رغم التوترات

رئيس الوزراء الياباني يعرب عن قلقه العميق من تطور الوضع في الشرق الأوسط.
الأربعاء 2020/01/08
دعوة يابانية لتغليب الحلول الدبلوماسية

طوكيو - يقوم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الأسبوع القادم بزيارة لمنطقة الخليج، تعكس إصرار طوكيو على مواصلة تحرّكها المتسارع صوب تلك المنطقة لتأمين مصالحها هناك رغم التوتّرات القائمة من حولها بسبب تداعيات مقتل الجنرال بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة جويّة نفذتها القوات الأميركية على العاصمة العراقية بغداد.

ونقلت وكالة فرانس برس، الثلاثاء، عن متحدث باسم الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي ينتمي إليه آبي إنّ الأخير سيقوم بجولة في الخليج تستمرّ من الثاني عشر إلى الخامس عشر من شهر يناير الجاري وتشمل كلاّ من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.

وأبدت طوكيو خلال الفترة الأخيرة وما شهدته من توتّرات في منطقة الخليج، خصوصا بعد تعرّض حركة الملاحة في مياهها ومنشآت نفطية سعودية إلى اعتداءات اتهمت إيران بارتكابها، استعدادا للمشاركة في جهود تأمين مياه المنطقة من الاعتداءات.

وأصرّت حكومة شينزو آبي قبل أيام على تنفيذ خططها لنشر قوات في المنطقة لضمان سلامة السفن اليابانية هناك رغم ما استجدّ من تهديدات بعد مقتل سليماني.

ولا تشارك اليابان في التحالف العسكري الذي أنشأته الولايات المتحدة لحماية الملاحة البحرية في الخليج، ولكنّها تسعى للانخراط في ذلك الجهد بشكل مستقل من خلال قرارها آخر ديسمبر الماضي، نشر المدمرة تاكانامي التابعة لقوات الدفاع الذاتي، وطائرتي دورية من طراز بي 3 سي، بالإضافة إلى 260 جنديا من العاملين على متن تلك الآليات العسكرية في المياه المفتوحة في خليج عمان وخليج عدن وشمال بحر العرب.

وكانت ناقلة نفط تديرها شركة يابانية إحدى الناقلتين اللتين تعرّضتا لهجوم في خليج عمان بالقرب من إمارة الفجيرة بدولة الإمارات، في شهر يونيو الماضي.

وتجتذب اليابانَ صوب منطقة الخليج مصالحُ في غاية الحيوية حيث تستورد قرابة التسعين بالمئة من احتياجاتها من النفط الخام من بلدان تلك المنطقة.

ودعا رئيس الوزراء الياباني، الإثنين، الأطراف المعنية بالتوتّر القائم في الشرق الأوسط إلى “حلّ المشاكل بوسائل دبلوماسية وتجنب التصعيد في المنطقة” عقب مقتل قاسم سليماني، حسبما أوردته وكالة كيودو اليابانية للأنباء. وفيما يتعلق بقرار إرسال قوات يابانية للشرق الأوسط، قال آبي إن هذه الخطوة تهدف إلى المساهمة في ضمان أمن طرق التجارة البحرية وخفض التوتر في المنطقة.

كما جدّد، الثلاثاء، التعبير عن قلقه العميق من تطور الوضع في الشرق الأوسط خلال اجتماع مع مسؤولي حزبه، وفق قناة أن اتش كي العامة. ونقلت عنه القناة قوله “آمل أن أسهم في السلام والاستقرار في المنطقة عبر الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى تهدئة التوتر”.

واليابان حليف وثيق للولايات المتحدة، لكنّ لها علاقات جيدة مع إيران منذ عقود. كما أنّها كانت من كبار مستوردي النفط الإيراني قبل أن تتوقف عن شرائه في عام 2018 استجابة للعقوبات الأميركية ضد طهران.

ويريد آبي أن يلعب دور الوساطة بين واشنطن وطهران وربّما يطمح إلى توسيع وساطته لتشمل السعودية التي تربطها بإيران علاقات بالغة التوتّر. وكان قد استقبل أواخر ديسمبر الماضي في طوكيو حسن روحاني في أول زيارة لرئيس إيراني إلى اليابان منذ عام 2000.

وزار آبي بدوره إيران في يونيو الماضي حيث التقى المرشد الأعلى علي خامنئي وروحاني في محاولة لتهدئة التوتر بين طهران وواشنطن. وأجرى كذلك مباحثات في سبتمبر الماضي بنيويورك مع روحاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

3