الولايات المتحدة تطمئن فرنسا: قواتنا باقية في أفريقيا

واشنطن – يبدو أن فرنسا نجحت بالفعل في حشد دعم دولي أكبر لعملياتها في أفريقيا حيث قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، الخميس، إن الولايات المتحدة لن تسحب كل قواتها من أفريقيا، في مراجعة له لموقف قوات بلاده في أنحاء العالم بهدف توفير المزيد من الموارد لمواجهة التحديات التي يشكلها الجيش الصيني.
وقال إسبر “لن نسحب القوات بالكامل من أفريقيا… أعلم أن هذا يشكل مصدر قلق للكثيرين.. لكن أقول مجددا إننا لم نتخذ قرارات بعد”.
ويأتي إعلان المسؤول الأميركي بعد أيام على زيارة وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إلى واشنطن بهدف ثني الولايات المتحدة عن الانسحاب من أفريقيا.
وزيارة الوزيرة الفرنسية جاءت بعد أن باتت الجيوش الوطنية في دول الساحل الأفريقي تتكبد خسائر فادحة في هجمات للمتطرفين، ما يهدد أيضا القوات الفرنسية التي تنشط في إطار عملية ’’برخان’’ التي أطلقتها فرنسا في العام 2013 بهدف مكافحة المتمردين.
وكثف المتمردون في الفترة الماضية هجماتهم في كل من بوركينافاسو وتشاد ومالي.
وفي عملية جديدة استعاد جهاديون السيطرة على قرية سوكولو في مالي، القريبة من الحدود مع موريتانيا، بعدما استهدفوها الأحد الماضي بهجوم أسفر عن مقتل عشرين عسكريا ماليا، وفق ما أفاد سكان. وأوقع الهجوم، الأحد، على معسكر سوكولو حيث كان يتمركز جنود، عشرين قتيلا وخمسة جرحى في صفوف القوات المالية وتسبب في “مقتل أربعة من جانب الأعداء”، وفق الحصيلة الأخيرة التي أعلنتها الحكومة.
وأشار رئيس جمعية شباب سوكولو، حامد درامي، إلى أن “الجهاديين عادوا إلى سوكولو ورفعوا علمهم على معسكر الدرك”.
وتبنت الهجوم “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، وهي جماعة جهادية تنشط في منطقة الساحل وتابعة لتنظيم القاعدة.
وتقع قرية سوكولو بالقرب من بلدة نيونو، قرب مدينة سيغو وسط البلاد، وهي آخر بلدة في مالي قبل الحدود مع موريتانيا وقريبة من غابة تعتبر معقلا للجماعات المرتبطة بالقاعدة.
وبعد ثماني سنوات على بدء النزاع في مالي لا يزال تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية ينشطان رغم تدخل قوة برخان الفرنسية والأمم المتحدة وقوة مشتركة بين خمس دول في الساحل.
وازدادت الهجمات دموية في السنوات الأخيرة واتسعت لتطول بوركينافاسو والنيجر المجاورتين. وتصاعدت في الأشهر الأخيرة حدة الهجمات كذلك في تشاد.
وجدّ هجوم هذا الأسبوع قرب بحيرة تشاد المليئة بالجزر والمستنقعات والواقعة عند الحدود بين تشاد والكاميرون والنيجر ونيجيريا وهي دول تشهد بدورها اضطرابات أمنية كبيرة.
وتكبّدت تشاد خسائر بشرية كبيرة حين فجّرت انتحارية نفسها في قرية كايغا كيندجيريا في الـ20 من يناير الجاري ما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين. ويحذر مراقبون من أن دول الساحل الأفريقي قد تمثل مسرحا لانطلاق جماعات جهادية جديدة مع تكثف الهجمات التي تستهدف الجيوش الوطنية والقوات المساندة لها.
ولكن متاعب فرنسا تضاعفت في هذه المنطقة مع تزايد مشاعر المعاداة للحضور الفرنسي القوي، حيث شهدت عدة دول مظاهرات رافضة للوجود العسكري الفرنسي.
وأرغمت هذه التحركات فرنسا على مطالبة قادة هذه الدول بموقف واضح من تواجد قواتها هناك.