النيجر تنتخب رئيسا جديدا في سابقة ديمقراطية

وزير الخارجية النيجيري السابق يخوض السباق مدعوما من الحزب النيجري من أجل الديمقراطية والاشتراكية الحاكم.
الاثنين 2020/12/28
انتخابات تحمل آمال التغيير

نيامي - صوّت الناخبون لاختيار رئيس جديد الأحد في النيجر، من خلال اقتراع شكل سابقة ديمقراطية تتمثل في مغادرة محمدو إيسوفو السلطة سلميا بعد ولايتين دستوريتين في بلد عاش على وقع أربعة انقلابات منذ استقلاله عن فرنسا عام 1960.

ولم يشهد هذا البلد الواقع في منطقة الساحل والذي اتسم تاريخه بالكثير من الانقلابات، في السابق أي انتقال سلمي للسلطة بين رئيسين منتخبين منذ استقلاله في 1960.

ودعي حوالى 7.4 ملايين ناخب من أصل 23 مليون نسمة، إلى التصويت في بلد يعد من أفقر دول العالم التي تشهد زيادة متسارعة في عدد السكان، فضلا عمّا شهده من هجمات جهادية.

وقال إيسوفو الذي لقي قراره بالانسحاب ترحيبا واسعا على الساحة الدولية بينما يتمسك العديد من القادة الأفارقة بالسلطة إن “تسليم السلطة في 2021 إلى خليفة منتخب ديمقراطيا سيكون أعظم إنجاز لي وسيكون الأول في تاريخ بلادنا”.

محمدو إيسوفو: تسليم السلطة إلى خليفة منتخب ديمقراطيا سيكون الأول في تاريخنا
محمدو إيسوفو: تسليم السلطة إلى خليفة منتخب ديمقراطيا سيكون الأول في تاريخنا

ويخوض حليف الرئيس المنتهية ولايته، وزير الخارجية السابق محمد بازوم، السباق مدعوما من الحزب النيجري من أجل الديمقراطية والاشتراكية الحاكم، ويمكن أن يفوز في الجولة الأولى التي من المتوقع الإعلان عن نتائجها النهائية خلال الأيام المقبلة.

ويطمح بازوم إلى الفوز في الجولة الأولى، وهو ما لم يحدث في تاريخ البلاد، فحتى الرئيس إيسوفو ومامادو تانغا الذي يتمتع بشعبية كبيرة وتوفي مؤخرًا، اضطرا إلى انتظار الجولة الثانية للفوز لدى إعادة انتخابهما.

ويهاجم جزء من المعارضة محمد بازوم بسبب انتمائه إلى الأقلية العربية، رغم أنه مولود في النيجر.

وتعهد بازوم الذي يعزز الفوز الساحق للحزب الحاكم في الانتخابات المحلية في 13 ديسمبر، التركيز على الأمن والتعليم وخصوصا تعليم الفتيات بينما يسجل في النيجر أعلى معدل للخصوبة في العالم (7.6 أطفال لكل امرأة).

لكن الناشط في المجتمع المدني موسى تشانغاري يرى أن “انسحاب إيسوفو ليس أكثر من احترام للقاعدة وهناك معايير أخرى يجب احترامها من أجل أن تكون ديمقراطية: الحريات والحقوق ليست محترمة”. وقال “نحن الناشطين كنا في السجن ويتم حظر التظاهرات في أغلب الأحيان”.

وبعد أن رفضت المحكمة الدستورية ترشيح رئيس الوزراء الأسبق هاما أمادو، فإن أقوى مرشح معارض هو ماهامان عثمان، الذي وصل إلى السلطة في عام 1993 كأول رئيس منتخب ديمقراطيا في النيجر.

وحسب أحد المطلعين على السياسة في النيجر، يتنافس ثلاثون مرشحا في الاقتراع الذي يثير “القليل من الحماس” لدى السكان.

ويشير هذا المصدر إلى أن هذه الانتخابات لا تجلب أي تغيير في الطبقة السياسية إذ إن من بين المرشحين رئيسيْن سابقين ورئيسيْ حكومة سابقيْن يبلغ متوسط أعمارهم الستين عاما في بلد معظم سكانه من الشباب.

ونتيجة الانتخابات مهمة ليس فقط للنيجر، بل وللمنطقة وأوروبا، حيث تعتبر نيامي من أهم دول العبور للمهاجرين الأفأرقة الذين يرغبون في الوصول إلى البحر المتوسط.

وفي السنوات الأخيرة، مارست أوروبا ضغوطا على الحكومة للحد من تهريب البشر. ويعتبر الرئيس المنتهية ولايته أيضا شريكا مهما للاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل.

ومع اقتراب موعد الانتخابات، وقع هجومان عنيفان مؤخرا قتل في أحدهما سبعة جنود في 21 ديسمبر في الغرب، حيث ينشط تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء، وآخر في الشرق تبنته جماعة بوكو حرام وسقط فيه 34 قتيلا في 12 ديسمبر الجاري.

وتسببت الهجمات المتواصلة التي تشنها الجماعات الجهادية في مقتل المئات منذ 2010 وفي نزوح مئات الآلاف من منازلهم (300 ألف لاجئ ومشرد في الشرق قرب نيجيريا و160 ألفا في الغرب قرب مالي وبوركينا فاسو).

5