النهضة تستعين بـ#ذباب_شرق_آسياوي

تكتيك نهضاوي جديد مفضوح يثير السخرية على فيسبوك في تونس: سيل جارف من القلوب على تدوينات زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي للإيحاء بشعبيته ومثله لكنه “غضب” على تدوينات الرئيس قيس سعيد للإيحاء بأن الرأي العام غير راض على سياساته.
تونس- كشف مستخدمو فيسبوك في تونس آلة إعلامية جديدة تعمل على موقع فيسبوك قوامها عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية تبين أنها “ذباب شرق آسياوي”.
وتأتي ترسانة الذباب الجديد لتعزز الجيش الإلكتروني لحركة النهضة الذي يطلق عليه اسم “الذباب الأزرق”. وحظي مقطع فيديو لكلمة الرئيس التونسي قيس سعيد الأربعاء بأكثر من 800 ألف تفاعل بإيموجي “غاضب”.
وقال سعيد في خطابه “من خان وطنه وباع ذمّته وخان الأمانة مصيره مزبلة التاريخ”. وعدّ مستخدمو فيسبوك الخطاب موجها لحركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي الذي يشغل حاليا منصب رئيس مجلس النواب.
ويخوض الغنوشي صراعا “غير معلن” مع الرئيس قيس سعيّد منذ نوفمبر الماضي على تزعّم المشهد السياسي. وبالبحث في الحسابات التي تفاعلت مع خطاب الرئيس بإيموجي “غاضب” تبين أن أصحابها من بنغلادش والهند ودول شرق آسيا.
ولا يعدو الأمر كونها تعود لشركات مختصة تحت الطلب لزيادة التفاعل. ويذكر أن نفس هذه الحسابات تفاعلت مع تدوينات صفحة راشد الغنوشي على فيسبوك بإيموجي القلب والإعجاب. والصفحة التي تحظر كل منتقدي الغنوشي أو حركة النهضة أصبحت التفاعلات ضمنها في الحضيض في المدة الأخيرة.
وبعد اكتشاف التكتيك الجديد تم سحب بعض تفاعلات الغضب على فيديو قيس سعيد في صفحة رئاسة الجمهورية مع الإبقاء على القلوب والإعجابات في صفحة راشد الغنوشي.
ودشن مستخدمو فيسبوك في تونس هاشتاغا بعنوان #ذبان_شرق_آسياوي للسخرية من التكتيك الإعلامي الجديد للنهضة. ووصفوه بـ”الفاشل” و”المفلس”. وقال ناشط:
واعتبر آخر:
Khalifa Ben Mohamed
هل هناك قذارة وخسة أكثر مما يؤتيه هؤلاء الجبناء لإيهام العامة بمدى غضب الناس على الرئيس… بينما هم في الواقع لجأوا إلى الحيلة كالعادة بتوظيف حسابات وهمية مثلما فعلوا في عدة محطات سياسية أوصلت البلاد إلى ما هي عليه من بؤس.. وهذا ما أقر به قادتهم الشرفاء الذين استجابوا لنداء ضمائرهم واستقالوا من ذلك التنظيم.
وقالت صفحة على فيسبوك:
وتسعى حركة النهضة جاهدة عبر ذبابها الأزرق لاستعادة مناخات تتشابه مع تلك التي شهدتها البلاد عقب 2011 حيث تنامى الإرهاب والتطرف والعنف، وهي مرحلة ارتبطت بعمليات إرهابية دموية بشعة وغير مسبوقة وباغتيال زعامات سياسية في البلاد بعد التحريض عليهم في مواقع التواصل الاجتماعي والمساجد والساحات العامة.
ويؤكد مراقبون أن “هذه الخلايا الإرهابية الناشطة على فيسبوك، تحت الطلب، تتلقى دعما ماليا رهيبا وغطاء سياسيا من قبل حركة النهضة وبتنسيق كامل مع قياداتها وعلى السلطات الأمنية أن تتحرك ضدها لحماية تونس وأمنها القومي”.
ويقول معلقون إن تونس بحاجة إلى صحافة محترفة لمواجهة الذباب الأزرق. وظاهرة الذباب الأزرق ليست جديدة في تونس، بل برزت منذ أواخر 2011 وخاصة منذ بدأت الاستعدادات لانتخابات 23 أكتوبر، حين فوجئ الرأي العام
بانطلاق عشرات الآلاف من الصفحات على فيسبوك، والعشرات من المواقع الإلكترونية والمئات من المجموعات التي دخلت غمار المعركة السياسية، وهاجمت كل الخصوم دون استثناء.
وبعد استلام النهضة للسلطة، توجّهت مجموعات الذباب الإلكتروني للهجوم على المنظمات الوطنية، متّهمة إياها بقيادة الثورة المضادة.
وإثر التطورات الكبيرة التي عرفتها الساحة السياسية خلال عامي 2012 و2013، خمدت نشاطات مجموعات الذباب الأزرق، وتراجعت هجماتها نسبيا، حتى قيل ساعتها إن القائم على استئجار الآلاف من الصفحات على فيسبوك، قد توقف عن ضخ المليارات كل آخر شهر.
ومع بداية الاستعداد لانتخابات 2019 التشريعية والرئاسية، عادت مجموعات الذباب الأزرق إلى الاشتغال بأقصى طاقاتها، ولم توفّر أحدا من هجماتها. ومع عودة النهضة إلى واجهة الحكم، عاد منطق الحكم الذي يجب أن يكون مسنودا بميليشيات إلكترونية. يذكر أن شعبية حركة النهضة تآكلت بشكل غير مسبوق.