الناتو يحقق في العدوان التركي على فرقاطة فرنسية في المتوسط

أنقرة تنفي اتهامات باريس بشأن تعرض سفينة فرنسية لعمل عدواني من قبل زوارق تركية.
الجمعة 2020/06/19
تركيا تبحث عن موطئ قدم لها في ليبيا

بروكسل  – أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ فتح تحقيق بشأن الحادثة التي نددت بها فرنسا مع سفن تركية خلال عملية تدقيق بموجب حظر تسليم الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

وقال ستولتنبرغ، بعد اجتماع لوزراء دفاع دول الأطلسي، إن “السلطات العسكرية لحلف الأطلسي ستحقق بهدف توضيح الوضع” في ما يخص هذه الحادثة.

وكانت وزارة الجيوش الفرنسية قد أعلنت الأربعاء أن فرقاطة فرنسية كانت تسعى للتعرف على سفينة شحن يشتبه في نقلها أسلحة إلى ليبيا تعرضت مؤخرا لعمل “عدواني للغاية” من قبل زوارق تركية، منددة بمسألة “بالغة الخطورة” مع شريك أطلسي.

وحاولت أنقرة تبرئة نفسها من هذه الاتهامات، حيث قال مسؤول عسكري تركي كبير إنه “من الواضح أن هذه الاتهامات لا أساس لها” وإن “السفينة الفرنسية المعنية قامت بمناورة سريعة وخطيرة”.

ونفى المسؤول التركي، الذي نشرت وكالة الأنباء الفرنسية الخميس تصريحاته مؤكدة أنه رفض الكشف عن اسمه، هذه الاتهامات مؤكدا أن السفن التركية استخدمت الكاميرا المدمجة في راداراتها “لمراقبة السفينة الفرنسية التي كانت تقوم بمناورة خطيرة على مسافة قريبة وذلك كإجراء أمني”.

وأضاف أن “الرادار لم يشغل في أي وقت من الأوقات” ضد السفينة الفرنسية موضحا أنها لم تسع لإجراء اتصال مع الفرقاطات التركية. وبحسب المسؤول كانت السفن التركية زودت قبل الحادث الفرقاطة الفرنسية نفسها بالوقود. وتابع “نأسف لأن يكون الحادث تطور بشكل مخالف لروح الصداقة والتحالف” مضيفا أن تركيا زودت الحلف الأطلسي بصور عن الحادث.

انتهاكات لا حدّ لها
انتهاكات لا حدّ لها

وتأتي الحادثة في أجواء من التوتر بين أنقرة وباريس الحليفين في الأطلسي اللذين تدهورت علاقتهما منذ 2016. وما زاد التوتر بين البلدين هو الخلافات بينهما في الأسابيع الماضية في ملف ليبيا، ففي حين تدعم تركيا سياسيا وعسكريا حكومة الوفاق حيث تزود ميليشياتها بالأسلحة والمرتزقة، تراهن فرنسا على المشير خليفة حفتر قائد قوات الجيش الليبي لإدراكها أنه الطرف الوحيد القادر على إعادة الاستقرار إلى ليبيا وإنهاء عبث وفوضى الميليشيات.

وتقوم تركيا بتحركات ميدانية مثيرة للريبة في ليبيا بحسب الخبراء العسكريين الذين يرون أنها ليست سوى خطوة أولى من أجل تحقيق هدف تركي أكبر يتمثل في التمدد في ليبيا والاستفادة لاحقا من ثروتها النفطية.

ويعد هذا المخطط التركي أحد أهم الأسباب التي أثارت غضب فرنسا التي ترى في مطامع أنقرة الإقليمية تهديدا لمصالحها في جنوب ليبيا وفي منطقة الساحل والصحراء الأفريقية. والمطامع التركية في المنطقة لا تشكل تهديدا لفرنسا فقط بل أيضا تهديدا حقيقيا لمصالح بقية الدول الأعضاء في تحالف شمال الأطلسي.

5