#الميكروباص_الشبح كيف يمكن لإشاعة أن تستنفر دولة

مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في مصر مستنفرة للحديث عن الميكروباص الشبح “الذي اختفى ولم يظهر” رغم تواصل مجهودات البحث عنه، ليرجح أن الأمر مجرد إشاعة.
القاهرة- لا يزال حادث مزعوم بسقوط حافلة من أعلى أحد الجسور في العاصمة المصرية في النيل يشكل لغزا يشغل المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تصدرت عبارة “حادث ميكروباص الساحل”، قائمة بحث غوغل في مصر في وقت طغى فيه الحديث عن الحادث المزعوم على البرامج التلفزيونية في مصر وحتى خارجها.
ولم تعثر السلطات على أي دليل يثبت صحة البلاغ الذي تقدم به أحد المواطنين للشرطة، رغم مرور أكثر من 3 أيام على الحادث.
وتلقت الحماية المدنية إخطارا من شرطة النجدة يفيد بانقلاب سيارة وسقوطها من أعلى كوبري الساحل في مياه النيل، فانتقلت بعدها سيارات الإسعاف برفقة قوات الإنقاذ النهري لموقع سقوط السيارة في محاولة لانتشال ناجين أو متوفين جراء الحادث، لكن لم يتم العثور على أي شخص.
وتعاملت الشرطة مع البلاغ بكل جدية على مدار 3 أيام متواصلة من العمل ليل نهار، حيث واصلت عمليات المسح والبحث عن أي آثار للحادث، وتم وضع جميع الاحتمالات للتأكد من عدم صحة البلاغ أو الوصول إلى نتيجة.
شرطة المسطحات والضفادع البشرية بذلت جهودا مضنية في عمليات المسح نتيجة لقدرتها الاحترافية على الوصول إلى أصغر الأشياء تحت الماء، إلا أنها لم تجد أي أثر لميكروباص الساحل أو لأي جثة.
ورغم تحطم أحد الأسوار المحيطة بالجسر في موقع سقوط الحافلة المزعوم، لم تسجل السلطات أي بلاغات من المواطنين بشأن اختفاء ذويهم في حادث مماثل، الأمر الذي يزيد من غموض الحادث ويشكك في مصداقيته.
وتحدثت المصادر عن دلائل تشير إلى احتمالية عدم وقوع الحادث، من بينها أن الحافلة “لو كانت سقطت لاستقرت في مكانها، لثقل وزنها وعدم تمكن تيار المياه من جرفها بعيدا”. وحال عدم وجود كاميرات مراقبة على الجسر دون تمكن السلطات من كشف هذا اللغز.
وفي الوقت نفسه، لم تتلق أجهزة الأمن أي بلاغات تفيد بتغيب أو فقد أي أشخاص خلال الـ48 ساعة الماضية، كما أن أحد المبلغين قرر أنه “لم ير سقوط الميكروباص لكنه سمع صوتا كانفجار ولم يعرف ما هو”، مما يشير إلى أنه قد يكون “بلاغا كاذبا”. وكانت وسائل إعلام، أطلقت على الحادث اسم “الميكروباص الشبح”، وأصبحت التسمية هاشتاغا على تويتر.
ووصف هشام الشوبكي كبير غواصي مصر، القصة المتداولة بشأن سقوط سيارة ميكروباص من أعلى كوبري الساحل في نهر النيل بأنّها “فنكوش” (خبر كاذب). ودعا الشوبكي إلى محاكمة مقدم البلاغ عن هذه الحادثة، واتهمه بأنّه تسبب في إرهاق وزارة الداخلية على مدار الساعات الماضية، في إشارة إلى بذل جهودها في البحث عن السيارة المبلغ عن سقوطها. وسخر مغرد:
وقال آخر:
_Seiko_17@
الغريب في موضوع الميكروباص أن الشرطة اتحركت وزي ما أنا فاهم فرق بحث وغطاسين اتحركوا، هل كل ده بناء على إشاعة على تويتر أو فيسبوك؟ لو مفيش دلائل على الأرض في مكان الحادثة طب الناس ديه اتحركت ليه أصلا؟ ولو فيه يبقى إيه اللي وقع في النيل لو هو مش ميكروباص؟
وأصبحت الحادثة مصدر انتقادات واسعة للحكومة التي “لا تولي بالا لحياة المواطن” وللدولة “الفاشلة” التي لا تركز كاميرات فوق الجسور. فيما شبه آخرون المنطقة التي وقع فيها الميكروباص بـ”مثلث بارمودا”. و”مثلث برمودا” هو منطقة جغرافية تقع في المحيط الأطلسي شهدت حوادث غامضة لاختفاء سفن وطائرات دون وجود تفسير علمي دقيق لذلك. وعلقت ناشطة:
وقال معلق:
@nosatoof
واضح كده أن اللي عمل إشاعة ميكروباص كوبري الساحل، كان غرضه يقول إن الدولة فاشلة عشان مش مركبة كاميرات فوق الكوبري، عشان الجملة دي انتشرت ومن ناس معينة.
وعدّ ناشط:
AhmdAlish@
لو طلع مفيش ميكروباص وقع وأن أحدا ألّف الموضوع ده والناس عامت وراه هتبقى من أكبر الاشتغالات في العشرين سنة الأخيرة.
وغرد حساب:
وكشف مصدر مطلع على جهود الإنقاذ في واقعة غرق ميكروباص بركابه في نهر النيل من أعلى كوبري الساحل، أن الأجهزة الأمنية تتحفظ على شخصين بلّغا عن الواقعة.
ويقول معلقون إن “سلاح الشائعات أحد أخطر أسلحة حروب الجيل الرابع، حيث إن تأثير إصابتها للهدف أقوى من الرصاص والمتفجرات”.
ويصر أساتذة إعلام مصريون على أن “حروب الجيل الرابع هي بديل للحروب التقليدية النظامية، التي تهدف إلى التأثير على العقل والأفكار والحالة النفسية والمعنوية للوصول إلى زعزعة الاستقرار والهدم الداخلي، وهي حروب يتم التخطيط لها واستخدام وسائل متعددة لتحقيق أهدافها لعل من أهمها استخدام التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في الإعلام الجديد، خاصة المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور المستهدف ومن أهم وسائلها استخدام الشائعات”.
ويتم استهداف مصر بعدد كبير من الشائعات وبشكل يومي بهدف زعزعة الاستقرار وخلق حالة من عدم الثقة والتأثير على الحالة المعنوية وهي شائعات في كل المجالات، خاصة السياسية والاقتصادية. وعدد معلقون الإشاعات التي بثت في مصر خلال 24 ساعة فقط. وقال صحافي: