المهام المنزلية سترفع عن كاهل المرأة بحلول 2050

بحسب محتوى تقرير نشر في دورية “مستقبليات” الإلكترونية المتخصصة في علوم المستقبل ومتابعة أحدث التطورات في المجال التقني إضافة إلى دعم الأبحاث ووضع الاستراتيجيات الخاصة بمتابعتها وعقد علاقات عمل وتعاون مع متخصصين في هذا المجال، فإن مهمات العناية بنظافة المنزل، والنظافة الشخصية، والطبخ ورعاية الأطفال سترفع عن كاهل ربات البيوت بحلول عام 2050، في إشارة صريحة إلى أن “الروبوتات” ستقوم بالعمل اللازم وأكثر من ذلك بما سيوفره التقدم العلمي من تقنيات مساعدة لتطوير عمل هذه الكائنات المستقبلية.
ويتوقع الدكتور إيان بيرسون، وهو خبير واستشاري أميركي لعدد من الشركات المتخصصة في العلوم الهندسية والمستقبلية، بأن أثاث المنزل المستقبلي سيكون أكثر مواءمةً لهيئة الإنسان ومتطلبات جسده، إضافة إلى أن الملابس ستقوم بغسل نفسها بنفسها وسيصبح بالإمكان أيضاً تجديد طلاء الغرفة في رمشة عين! مضيفاً أنه خلال أقل من 34 عاماً سيتحرر الناس وخصوصاً ربات البيوت من عبوديتهم للأعمال المنزلية المرهقة.
ويمكن لـ“الروبوت” الطاهي، مثلاً، أن يتواصل مباشرة مع جهاز المايكروييف لتحضير الطعام، ويمكنه أيضاً طلب قائمة التسوق الأسبوعي، بينما يقوم “روبوت” آخر يعمل مثل المروحة الطائرة بتنظيف جدران المطبخ من الدهون العالقة.
وهناك من سيقوم بمهمة إحضار الصغار من المدرسة وتأمينهم في المنزل، الأمر الذي سيسمح للوالدين بالمضي في أعمالهم من دون قلق، إضافة إلى أن التطور التقني قد يطال طبيعة عمل الموظفين في الشركات حيث ستصبح إدارة العمل من المنزل أكثر شيوعاً بعد مرور عقدين أو ثلاثة من الزمن، في إشارة إلى أن أسلوب الحياة سيكون أكثر بساطة وراحة وسيخصص وقتا أطول للاستجمام.
"الروبوت" المصغر، سيكون بإمكانه الانتظار حتى تفرغ الغرفة من شاغليها ليقوم بواجباته في ترتيب أثاث الغرفة وتنظيمها
البعض من الأفكار التي تبدو غريبة الآن وغير مناسبة لمستويات تفكيرنا والمنطق الذي تسير وفقه حياتنا اليومية، سيكون لها مروّجوها ومؤيدوها في الوقت ذاته، فعلى سبيل المثال يتنبأ الباحثون بأن الإنسان سيكون بإمكانه تغيير شكل المنزل وألوان الطلاء، من دون استخدام السحر بالطبع، فما يحدث هو أن العلماء سيطورون عدسات لاصقة للعين بإمكانها بث صور متغيرة للمشاهد التي تقع على العين، مهمتها تغيير المشاهد بما يتلاءم مع ذائقة الشخص الذي يرتديها! كما أن تصميم المقاعد المستقبلي سيسمح بإمكانية تحريك أجزائها بحيث تتخذ شكل جسد الجالس عليها لتوفير المزيد من الراحة، مع توافر أضواء “سبوت لايتس” بطريقة مستحدثة أكثر، الأمر الذي يجعلها تنظم إضاءة الغرفة عن بعد بواسطة “ريموت كنترول” متصل بالمقاعد لتغيير شدة ولون الضوء بما يتناسب مع راحة العين.
ويعتقد بيرسون أن منازل 2050 قد لا تختلف كثيراً عن المنازل التي كانت تعكس البعض من التطور في تطويع الأثاث والخدمات في عام 1950، فضلا عن أن فوضى أجهزة التقنية ستكون مخبأة وغير ظاهرة للعيان، ما يترك مساحة أوسع ومشهداً أكثر إراحة للعين، وبدلاً من قضاء وقت الفراغ الذي سيصبح طويلاً في متابعة برامج التلفزيون، يمكن لأي شخص ومن خلال ارتداء “سماعة الواقع الافتراضي” التي ترتبط بشكل ما بنظام الجهاز العصبي، زيارة شاطئ البحر واستنشاق نسمات الهواء العذبة والتمتع أيضاً بملمس الرمال الناعمة بين أصابع القدمين، وبدلاً من الذهاب إلى المقهى لمقابلة الأصدقاء ستصبح بالإمكان رؤيتهم ومقابلتهم وهم يحضرون عن طريق محادثات صوتية وصورية بتقنية ثلاثية الأبعاد، ما يسهل من عملية التواصل الاجتماعي.
منازل 2050 قد لا تختلف كثيراً عن المنازل التي كانت تعكس البعض من التطور في تطويع الأثاث والخدمات في عام 1950
ولعل أهم ما ورد في أبحاث المستقبل، أن الإنسان سوف يمكنه التحكم في أحلامه من خلال جهاز تحكم عن بعد، تتمثل وظيفته في استحضار الأوهام مباشرة إلى أفكارنا بطريقة يصبح معها التمييز بين الواقع والخيال عسيرا!
علم المستقبل، هو دراسة الفرضيات والاحتمالات والممكنات لاستنطاق وجه المستقبل، إضافة إلى رصد وجهات النظر الحالية للباحثين والمختصين مع استنباط الأساطير التي تقف خلف ذلك.
وهناك جدلية أولية حول ماهية المستقبليات، في ما إذا كانت علماً أم فناً، ولهذا يعمد البعض إلى اعتبارها فرعاً من فروع العلوم الاجتماعية الموازية لحقل الدراسات التاريخية؛ فالتاريخ يعنى بدراسة الماضي أما علم المستقبليات فيعنى بدراسة وفهم التغييرات التي يمكن حدوثها في “الغد” وفرص استمرار ما هو واقع في الزمن الحاضر.
علم المستقبل يرتبط بنظام شمولي وأكثر تعقيداً من العلوم الأخرى، فهو حقل متعدد الاختصاصات يعنى بدراسة التغيرات والفروقات بين الأمس واليوم في جميع مناحي الحياة، إضافة إلى تجميع وتحليل الدراسات والأبحاث الخاصة بالمستقبل، ويشمل تحليل مصادر وأنماط وأسباب التغيير في محاولة لتطوير رؤية واضحة والتنبؤ بالاحتمالات المستقبلية خاصة في ما يتعلق بمجال التطور التقني. من الناحية الأكاديمية، هناك تسميات مختلفة لهذا النوع من العلوم والدراسات منها؛ البصيرة الاستراتيجية، مستقبليات، أنماط التفكير الآجلة وأفكار المستقبل..