"المنصة" يتابع التشويق في جزء ثالث يعرض على نتفليكس

أبوظبي - انطلقت الثلاثاء أولى حلقات الموسم الجديد من مسلسل “المنصة” والتي حملت عنوان “بداية جديدة”، حيث أصبحت الحلقات الخمس من الجزء الثالث والأخير من المسلسل العربي المشترك متاحة الآن للمشاهدة على شبكة نتفليكس العالمية.
وأظهرت الحلقة الأولى من المسلسل انطلاق المنصة التي يديرها كرم الذي يجسّد دوره الفنان السوري مكسيم خليل في تهديد التنظيمات الإرهابية من جديد بالمشاركة مع آخرين، بينما لا تزال الشكوك تحوم حول آدم شقيق كرم، والذي يقوم بدوره الفنان السوري سامر إسماعيل. ولا يزال كرم يراهن على أخيه ويتواصل مع ضابط الأمن السوري الذي أخرجه وشقيقه من سوريا وأعادهما إلى الإمارات في الجزء الثاني.
وحفلت الحلقة الأولى بدخول شخصيات جديدة بهدف تحطيم المنصة من الداخل، من بينها شخصية محامية تسعى للقضاء على المنصة قضائيا.
ويُعدّ “المنصة” المنتج من شركة “فيلم جيت” للإنتاج بالتعاون مع شركة الكلمة” للإنتاج أول مسلسل من إنتاج إماراتي يتم عرضه على نتفليكس في جميع أنحاء العالم، هذا بالإضافة إلى كونه أول عمل عربي يعرض عبر محطات أميركية ومنصاتها منها: “كراكل” و”كراكل بلس” و”بوبكورنفليكس” و”ترولي” وهو ما يمثّل سابقة في عالم الدراما العربية.
ويقدّم المسلسل في موسمه الثالث المزيد من الأحداث المثيرة والشيّقة، مع انكشاف الكثير من الحقائق والأحداث الغامضة. وهو من إنتاج وإشراف عام للمنتج والكاتب والمخرج الإماراتي منصور اليبهوني الظاهري، ومن كتابة هوزان عكو وإخراج ياسر سامي.
والعمل من بطولة كل من مكسيم خليل وسامر إسماعيل وعبدالمحسن النمر وباسم ياخور وسلوم حداد وأحمد الجسمي وغانم الزرلي ومنى واصف وسيد رجب ومهيرة عبدالعزيز وخالد السيد وعلاء الزعبي وجابر جوخدار ونورا العايق وأويس مخللاتي ووائل أبوغزالة وأسامة حلال ووائل زيدان ومؤيد خراط ورهام القصار ومرام علي ونظلي الرواس وغيرهم.
وعن “المنصة” قال الفنان السوري سامر إسماعيل، إن “المسلسل شكّل نقلة نوعية في الدراما العربية وأصبح منافسا للأعمال العالمية”. وأشار إلى أن “حلقات العمل قليلة ومقسمة إلى أجزاء، وهو بعيد عن المنافسة الرمضانية التي تستنفد طاقة الممثل وفريق العمل”، لافتا إلى أن “الخطوط الدرامية بالجزء الثالث في النص صارت أوضح من الأول”.
وقال منتج المسلسل منصور اليبهوني الظاهري، إن “المنصة” بلغ العالمية، كونه “نُفّذ بشغف واحترافية من قبل فريق العمل المتجانس، إضافة إلى الابتعاد عن البطل الأوحد”، مؤكّدا أن “ميزانية المسلسل ‘عادية’ مقارنة بالأعمال الدرامية العربية الضخمة”.
وأشار إلى أن العناصر الفنية عالية المستوى ساهمت في هذا النجاح، فضلا عن وجود ممثلين كبار من مختلف الجنسيات العربية، ذلك أن “جنسية الفنان لا تعنيه بقدر حماسته للعمل”.
وفي ما يتعلّق باستبدال المخرج الألماني رودريغو كريشنار الذي نفّذ الجزء الأول بالمخرج المصري ياسر سامي، قال الظاهري إن “مثل هذا الأمر يحدث في الكثير من الأعمال، ويُسهم في المزيد من التنوّع”.
وأكّد المخرج ياسر سامي أنه منذ تسلّمه دفة إخراج المسلسل في جزئه الثاني عمل على تغيير شكله لتقديم عرض سينمائي – درامي، وإضفاء هوية عربية عليه، ليصبح عملا مرجعيا من الناحيتين الفنية والإنتاجية.
وأشار إلى أن “الجزء الأول كان يعاني تمزّقا في أربطة الدراما، مقابل قصة عظيمة مشبّعة بالصراعات وأداء تمثيلي قدير”.
وأضاف “غيّرت في طريقة إدارة الممثلين، وقمت باستفزاز موهبتهم الفنية بشكل يُسهم في احترافية الأداء، فأنا معتاد على العمل مع نجوم كبار ومحترفين”، مشيرا إلى رغبته في تقديم دراما قوية ذات إيقاع سريع ومكثّف.
وأكّد سامي أن “أحداث الجزء الثالث من المسلسل هي استمرار للجزأين الأول والثاني وسوف يتمّ الكشف من خلاله على المصالح الخاصة للتكفيريين”.
وعن الكواليس قال إنها مبهجة وتم التصوير في إمارة أبوظبي وأنجز العمل في ظل إجراءات كورونا الشديدة.
أما السيناريست السوري هوزان عكو، فيؤكّد أنه حاول في الجزء الثالث من العمل “أنسنة الشخصيات بشكل أعمق، وإضافة طبقات عليها لربطها بعالمنا الواقعي”.
وتابع “صنعت شخصيات جديدة مثيرة للاهتمام، وتخدم البنية الدرامية الأساسية التي استمرّ العمل في مسارها لتكثيف الصراعات والتشويق”.
ورفض عكو ما تردّد من أن المسلسل يحمل رسائل سياسية، وأضاف “نحن غير معنيين بهذا الحديث، وما يعنينا هو تقديم دراما إبداعية احترافية تحمل بحثا عميقا وتطرح نقاشا لمجموعة أفكار نعيشها في الواقع، والمُشاهد يحلّلها وفقا لتفكيره ورؤاه الخاصة”.
وأوضح السيناريست السوري أنّ الجزء الثالث من “المنصة” الذي تعرضه نتفليكس حاليا، تدور أحداثه حول سفر “كرم” مع أخيه “آدم” إلى “المنصة”، حيث تتطوّر العلاقة بينهما وتتكشّف المزيد من الأسرار بشكل مثير.
وفي هذا الجزء تعود شخصية “شيخة” من تمثيل الإعلامية الإماراتية مهيرة عبدالعزيز، بالإضافة إلى انضمام السوريتين ميسون أبوأسعد وجفرا يونس والممثل الإماراتي سعيد الريسي.
ويجسّد العمل صراعات مختلفة يعيشها الإنسان المعاصر اليوم، بدءا من قسوة تكنولوجيا المعلومات وصراعاتها والإعلام الإلكتروني والشبكات العالمية المتورّطة بعمليات إرهابية في الشرق الأوسط، وصولا إلى حرارة العلاقات الإنسانية والحب والمنفى والتفكّك الأسري والعنف.
ويروي المسلسل قصة شقيقيَن يعيشان داخل عائلة مفكّكة، يحصلان على معلومات سريّة فيقرّران تزويد العالم بها، وإنشاء منصة في العالم الافتراضي لتجميع كل هذه المعلومات، وتخزين أسرارها، فتبدأ الصراعات في عدد من البلدان في الشرق الأوسط من أجل الحفاظ على المعلومات السرية بحوزتهما من الجهات الأخرى التي تحاول الحصول عليها.
وعرض الجزء الأول من “المنصة” في سبتمبر 2020، وشهد شهر أبريل الماضي عرض الجزء الثاني منه، والذي تصدّر قائمة البحث على نتفليكس، وشهدت حلقاته حل الكثير من الألغاز والإجابة على أسئلة طرحت في الجزء الأول، مع ظهور شخصيات جديدة يؤدّي أدوارها ممثلون من سوريا ومصر والإمارات ولبنان وتونس.
وعن تناول جائحة كورونا في الجزء الثاني من العمل، قال عكو “منذ البداية كان هناك اهتمام بأن تكون المادة الإبداعية متعلقة بما نعيشه حاليا، لتصبح الدراما أكثر غنى وتنوّعا، ما تطلّب مدة طويلة خلال فترة التحضير التي لعبت الباحثة رحاب الكيلاني دورا بارزا فيها”.
كما أشار إلى أنه بدأ كتابة عمل فني جديد، ومن المُقرّر خروجه إلى النور قريبا، رافضا الإفصاح عن ملامح مشروعه المقبل.