المعلومات المضللة تؤجج الصراع الليبي

​​​​​​​وجود صحافة مهنيّة وموثوقة صارت حاجة ملحّة للتصدّي للرّوايات الزّائفة.
الخميس 2020/11/05
ليبيا وجهة يتعسّر العمل فيه بالنسبة للصحافيين

بروكسل - أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا أن البلاد شهدت مؤخرا زيادة غير مسبوقة في المعلومات المضللة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وخارجها، مما أدّى إلى تأجيج شعلة الصراع.

وأضافت البعثة الدولية في بيان، بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين، أن “وجود صحافة مهنيّة وموثوقة صار حاجة ملحّة للتصدّي للروايات الزّائفة وخطابات التّحريض على الكراهية”.

وتشهد ليبيا تدهورا حادا في أوضاع الصحافة والقطاع الإعلامي، إضافة إلى حملات التحريض والتضليل، ووصل الأمر إلى حد اختطاف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد عمر بعيّو في طرابلس في 20 أكتوبر الماضي، واعتقال عدة صحافيين دون سند قانوني، وقد تعرض الصحافي العامل في الإذاعة سامي الشريف للتعذيب بعد اعتقاله في أغسطس الماضي بسبب تغطيته للاحتجاجات في طرابلس، كما تعرّض الصحافيون الذين تمّت دعوتهم إلى منتديات ولقاءات دولية للمضايقات عند عودتهم إلى ليبيا.

وأشارت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى أن ”ليبيا مازالت مكانا يتعسّر العمل فيه بالنسبة للصحافيين والإعلاميين والنّشطاء الذين مازالوا عرضة لحملات الترهيب والتشهير، والذين تتواصل الاعتداءات على منازلهم وأسرهم وسلامتهم الجسدية، وتتمّ ملاحقتهم قضائيّا بشكل تعسّفي بسبب عملهم”.

ولفتت إلى أن “الصراع أدى إلى تفاقم حدّة التهديدات التي تمسّ من حرية الإعلام في ليبيا”.

بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا: الصحافيون والإعلاميون والنشطاء مازالوا عرضة لحملات الترهيب والتشهير

ودعا سفير الاتحاد الأوروبي وسفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المعتمدون لدى ليبيا القيادات الليبية إلى “حماية حرية الإعلام وإرساء بيئة عمل آمنة للصحافيين في ليبيا”.

وأكدوا في البيان أن “ليبيا تقف في منعرج حاسم في عمليّة إرساء السّلام، ولذا سعيا لبناء الثقة داخل المجتمع، وبالتالي المساهمة في إرساء سلام مستدام، يجب على القادة السياسيين في ليبيا دعم الصحافة الحرة وتوفير بيئة آمنة للعاملين في مجال الإعلام”.

ويقوم الصحافيون والإعلاميون والمدونون والناشطون بدور حاسم في إخضاع الحكومات للمساءلة وضمان نفاذ الأشخاص إلى معلومات محايدة وصحيحة، لذلك حثت البعثة القيادات الليبية على حماية وسائل الإعلام المستقلة وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحافيين إلى العدالة.

وقالت “يجب أن يتمكّن الصحافيون من أداء عملهم دون مخاوف من التعرّض للعنف أو الرقابة أو التهديد بالملاحقة القضائية بموجب ادعاءات وتهم زائفة. كما أنّنا نطلب من السلطات الليبية التخفيف من العوائق التي يواجهها الصّحافيون الأجانب عند أداء عملهم في ليبيا”.