المصرية أسماء النواوي: التشكيليون العرب يعانون من التنمر

الفنان التشكيلي في العالم العربي يواجه صعوبة تسويق أعماله، وعدم تمكنه من الاعتماد على نتاجه الفني كمصدر دخل.
الجمعة 2023/01/06
فنانة احترفت رسم بنات جنسها

القاهرة - تختلف نظرة الفنان التشكيلي العربي لواقع القطاع في المنطقة، مقارنة بمن ينظر إليه ويقيمه من الخارج، فالفنانون أعلم بكل تفاصيل هذا المجال الذي يبدو أنه أصبح كثير السلبيات ولا يوفر لمحترف التشكيل فائدة كبرى أو عوائد مالية كافية ليواصل مساره الفني بنفس حماس وشغف البدايات.

في هذا السياق، قالت الفنانة التشكيلية المصرية أسماء أبوبكر النواوي "إن بعض الأعمال الدرامية العربية قدمت صورة مغلوطة للفنان التشكيلي العربي، وإن الفنانين التشكيليين العرب يعانون من نظرة المجتمع المشوهة للفنان التشكيلي، ومن التنمر أيضا". وأضافت النواوي أنه يجب "على منتجي الدراما في العالم العربي أن يصححوا تلك الصورة التي رسموها للفنان التشكيلي العربي".

وحول رؤيتها لحاضر ومستقبل الحركة التشكيلية العربية، ومدى قربها من العالمية، قالت الفنانة المصرية إن “العالم العربي ثري بفنانين كبار وصلت أعمالهم إلى أكبر قاعات العرض العالمية، كقاعة كريستيز على سبيل المثال، والتي تُعد من أكبر قاعات مزادات بيع الأعمال الفنية بالعالم".

الفنانة التشكيلية المصرية ترى أن بعض الأعمال الدرامية العربية قدمت صورة مغلوطة للفنان التشكيلي العربي
الفنانة التشكيلية المصرية ترى أن بعض الأعمال الدرامية العربية قدمت صورة مغلوطة للفنان التشكيلي العربي

وأكدت أنه لا يوجد اختلاف بين الحركة التشكيلية العربية ومثيلاتها في العالم، وأن الوصول إلى العالمية لا يحتاج سوى إلى الجدية من قبل الفنانين على مختلف ثقافاتهم وتوجهاتهم الفنية. وتابعت أنه من بين المشكلات التي يواجهها الفنان التشكيلي في العالم العربي هي صعوبة تسويق أعماله الفنية، وعدم تمكنه من الاعتماد على نتاجه الفني كمصدر دخل دائم له.

وأوضحت النواوي أن تسويق الأعمال الفنية يواجه الكثير من التحديات في المجتمعات العربية، وأن الفنان الذي يحرص على أن يكون صادقا فيما يقدمه من أعمال تشكيلية لا بد أن يبتعد بـ"المزاج العام للسوق ونظرية العرض والطلب"، وهذا يجعل الفنان في حاجة إلى توفير مصدر دخل آخر له بعيدا عن ممارسته للفن.

وحول تجربتها في مجال الفنون التشكيلية، وتوجهاتها الفنية، قالت النواوي إنها تمارس الفن منذ التحاقها بالدراسة الجامعية في عام 2000، وخلال مسيرتها الفنية أقامت العديد من المعارض الشخصية التي كان آخرها معرض "كبسولات الزمن"، وشاركت في الكثير من المعارض الجماعية والملتقيات الفنية المحلية والدولية، كان آخرها إحياء الذكرى المئة لاكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، وأنها تحرص في أعمالها التشكيلية على خلط التجسيم بالتسطيح، وتقديم مشاريع فنية تحمل فكرا ورسائل ورؤى خاصة.

وحول تجربتها في إدارة الدورة الخامسة عشرة من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير، الذي ينظمه سنويا صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية، وذلك بعد توليها منصب قوميسير عام الملتقى، قالت النواوي إن التجربة كانت فريدة بالنسبة إليها على المستويين الشخصي والأكاديمي، خاصة وأنها المرة الأولى التي تتولى فيها إدارة حدث فني دولي ليست لديها فكرة كافية عن المشاركين فيه، وأنها استفادت في تلك التجربة من الذي كانت تترقبه هي كفنانة عند مشاركتها في الملتقيات التشكيلية.

وأضافت أنها حاولت أن تلبي ما يحتاج إليه كل فنان من المشاركين في الملتقى، وأن توفر لهم البيئة المناسبة للإبداع، وأن تمكنهم من زيارة أماكن تثري ذاكرتهم التشكيلية، وأن تظهر أعمالهم الفنية بالشكل اللائق الذي يبرز جمالياتها ورونقها الفني، وما تحمله من رؤى وأفكار.

وحول عوالمها الفنية وعلاقتها باللوحة والفرشاة والألوان، قالت إن علاقتها باللوحة هي علاقة تواصل روحي، وأن اللوحة هي ملاذها، وهي نعمة وهبها الله لها لكي تستطيع العيش في هذه الحياة.

ولفتت إلى أن أكثر اللحظات سعادة لها حين تمارس الفن، هي لحظات بداية البحث عن الفكرة، وارتباط ذلك بمشاعر صادقة بداخلها، ثم بداية تنفيذ اللوحة وسط أجواء متفردة مثل سماع الموسيقى، وانتظار لحظات لقائها باللوحة في المساء بعد ساعات العمل لتمارس ما تحبه بشدة وهو الرسم والانغماس في ملمس الألوان الزيتية على التوالي، والشعور بالتناغم والاكتمال حتى تكتمل اللوحة.

◙ كل لوحة من لوحات النواوي تحمل فكرة، مثل مجموعة لوحات "العروسة الورق" التي ظهر فيها ارتباطها بالتراث المصري

وحول موضوعات لوحاتها، قالت النواوي إن كل لوحة من لوحاتها تحمل فكرة، مثل مجموعة لوحات "العروسة الورق" التي ظهر فيها ارتباطها بالتراث المصري، ورؤيتها للعروسة الورق بأنها تمثل رمزا لاستمرار الحياة، وأنه في مجموعة "ناقلات عصبية" تناولت تأثير الهرمونات على البشر، وعلى أحوالهم النفسية والجسمانية.

ولفتت النواوي إلى أنها اتخذت من الشكل الكيميائي للهرمونات مترادفة تشكيلية تمتزج مع العنصر الآدمي لتقوم بإيصال حالة نفسية محددة إلى المتلقي، منوهة إلى أن أغلب الشخوص في أعمالها الفنية من النساء، وأنها كامرأة تسعى لتناول موضوعات ترتبط بحياتهن.

يُذكر أن الدكتورة أسماء أبوبكر النواوي، هي أكاديمية وفنانة تشكيلية مصرية، تشغل منصب قوميسير ملتقى الأقصر الدولي للفنون، إلى جانب عملها الأكاديمي في جامعة حلوان، والجامعة البريطانية بالقاهرة، وقد نالت جائزة الدولة التشجيعية في الفنون عام 2018، وجائزة الدولة للإبداع عام 2014.

وأقامت النواوي خلال مسيرتها التشكيلية خمسة معارض فنية خاصة، وشاركت في أحد عشر معرضا دوليا باليونان، وإيطاليا، وأذربيجان، وسوريا، وفرنسا، وألمانيا، وليبيا، والكويت، إلى جانب عشرات المشاركات في معارض تشكيلية جماعية داخل مصر.

النواوي إلى أنها اتخذت من الشكل الكيميائي للهرمونات مترادفة تشكيلية تمتزج مع العنصر الآدمي لتقوم بإيصال حالة نفسية محددة إلى المتلقي
◙ النواوي اتخذت من الشكل الكيميائي للهرمونات مترادفة تشكيلية تمتزج مع العنصر الآدمي لتقوم بإيصال حالة نفسية محددة إلى المتلقي

15