المشاركة في خليجي 24 تفاعل مع الجمهور وليست رسالة سياسية

تهدئة إعلامية قطرية لإنجاح دورة خليجي 24 التي تعد بمثابة اختبار لحسن نوايا الدوحة.
الخميس 2019/11/14
المشاركة لا تتجاوز البعد الرياضي

الدوحة - قبلت الدول الخليجية المقاطعة لقطر “السعودية والإمارات والبحرين” المشاركة في كأس الخليج العربي لكرة القدم “خليجي 24” التي تستضيفها قطر هذا الشهر، في خطوة قال متابعون للشأن الرياضي الخليجي إن هدفها موجه إلى الجمهور الرياضي في دول مجلس التعاون، وليست لها أبعاد سياسية كما تحاول الدوحة أن تذهب في استنتاجاتها.

وبدأت قطر تهدئة إعلامية مع الدول الثلاث بهدف إنجاح المسابقة الرياضية من جهة، ومحاولة تحويل “الانفتاح الرياضي” إلى انفتاح يخرجها من أزمتها التي تحولت إلى أمر واقع، وهي تحتاج إلى استغلال أي فرصة لإثارتها ومحاولة اللعب على البعد الإنساني فيها.

وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين، الثلاثاء، المشاركة في كأس الخليج العربي لكرة القدم “خليجي 24” التي تستضيفها الدوحة نهاية هذا الشهر، بعد إحجامها عن ذلك، وذلك بناء على دعوة متجددة من اتحاد كأس الخليج العربي.

وقال المتابعون إنه ليس هناك أي مؤشرات على أن المشاركة في خليجي 24 تتجاوز البعد الرياضي إلى استنتاجات سياسية، مشيرين إلى أن الهدف منها هو إظهار أن الأنشطة الخليجية المشتركة تظل بمنأى عن الخلاف، وأن هناك فصلا بين التظاهرات الرياضية والتوظيف السياسي، وهو تقليد عالمي.

وتوضح مشاركة دول المقاطعة في هذه التظاهرة الرياضية استمرار خيار البقاء في اجتماعات المؤسسات الخليجية المشتركة التي ظلت تُعقد وبحضور ممثلين عن قطر، ولم ينظر إليها أبدا على أنها “انفتاح” أو تغير في المزاج الخليجي تجاه الدوحة طالما أنها لم تبادر إلى اتخاذ خطوات جادة لإظهار حسن نواياها في ما يتعلق بتنفيذ الشروط الثلاثة عشر المطلوبة منها.

وتتهم دول المقاطعة الأربع، قطر بدعم الإرهاب والتقارب مع إيران. وكانت محاولات سابقة لحل الأزمة، قادتها الكويت والولايات المتحدة، قد باءت بالفشل في ظل استمرار الدوحة في مناوراتها لربح الوقت.

وفي لفتة نادرة، أخبر مسؤول سعودي المراسلين في واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر أن قطر اتخذت خطوة نحو حل الأزمة عبر تمرير قانون لتمويل مكافحة الإرهاب، وهو مطلب رئيسي أكدت عليه البلدان المقاطعة. لكنه يرى أنها تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد.

ستكون المرة الأولى التي تشارك فيها المنتخبات الوطنية للدول الثلاث في بطولة مقامة على أراضي قطر
ستكون المرة الأولى التي تشارك فيها المنتخبات الوطنية للدول الثلاث في بطولة مقامة على أراضي قطر

ويعتقد مراقبون أن التضخيم الإعلامي لهذه المشاركة من وسائل إعلام قطرية مختلفة يظهر أن الدوحة تحاول أن تستغل فرصة مشاركة دول المقاطعة في دورة رياضية للاحتفاء بوفودها وتركيز الأضواء عليها على أمل إذابة الجليد والخروج من الإحساس بالإهمال، الذي كان أكثر ما يؤذيها، وهو ما يفسر “التنازلات” التي تقدمها بخفض التصعيد الإعلامي.

وباتت قطر، التي بحثت عن وسطاء مختلفين في محاولة للتخفيف من الغضب السعودي دون جدوى، تراهن على التحولات التي تقف وراءها السعودية، خاصة ما يتعلق بالحل في اليمن وتوسيع اتفاق الرياض ليشمل المتمردين الحوثيين، على أمل أن تكون استراتيجية سعودية أشمل تطال قطر.

ويمكن أن تكون الدورة الرياضية فرصة لقطر لإعادة تصويب أدائها الخليجي، ليس فقط على المستوى الإعلامي، ولكن بالمبادرة إلى تنفيذ الشروط التي تطلب منها، وخاصة ما تعلق بوقف دعم الجماعات الإسلامية المصنفة خليجيا كمنظمات إرهابية، ودفع المطلوبين أمنيا في بلدانهم الأصلية إلى مغادرة الدوحة، والكف عن فتح وسائل الإعلام أمامهم لتصفية الحساب مع دولهم.

وتقول أوساط خليجية مطلعة إنه إذا نظرت الدوحة إلى التظاهرة الرياضية على أنها “تنازل” أو “تطبيع” معها تحت مسوغ التحولات الإقليمية، فإنها تكون قد أخطأت الفهم، وأنها تعطي مبررا جديدا للاستمرار في المقاطعة بنفس الروح والأداء بعيد المدى.

وستكون هذه المرة الأولى التي تشارك فيها المنتخبات الوطنية للدول الثلاث في بطولة مقامة على أراضي قطر، منذ قرار الرياض وأبوظبي والمنامة مطلع يونيو 2017، قطع العلاقات مع الدوحة.

وأتى إعلان المشاركة بعيد كشف مصادر مقربة من اتحاد كأس الخليج عن أن مكتبه التنفيذي سيعقد اجتماعا في الدوحة لتعديل نظام النسخة المقبلة، بعدما كان مقررا أن تقام بنظام مجموعة واحدة فقط نظرا لاقتصار المشاركة على خمسة منتخبات فقط.

1