المركبات الحديثة تلهم المطورين فلسفة جديدة في تصميم المقود

الجهود لإدخال تحديثات في شكل عجلات القيادة ستتضاءل بسبب الاعتماد على تقنيات القيادة الآلية.
الأربعاء 2021/08/11
مقود بمواصفات انسيابية عالية

يتدافع المطورون في شركات تصنيع المركبات باتجاه إدخال تغييرات جذرية على المقود الذي يعد من أكثر تجهيزات السيارة أهمية وذلك حتى تتماشى والتطور الحاصل على السيارات في معظم الفئات عبر اعتماد تصاميم تزيد من راحة السائقين.

برلين - دخل المطورون في شركات صناعة السيارات في مرحلة جديدة أكثر تنافسية من أجل تطوير عجلات قيادة ذكية لكونها الجزء المهم في المركبة.

ويمكن للمقود الحديث أن يقدّم ما هو أكثر من وظيفة التوجيه، حيث تدمج بعض الشركات ببعض موديلاتها ما يصل إلى 36 وظيفة بالمقود كخيارات الاستعمال لأجهزة السيارة مثل السماعات ونظام الملتيميديا والاتصال الهاتفي.

وفي المقابل، ذهبت شركات أخرى إلى أبعد من ذلك عبر التحكم في وظائف السيارة من خلال أسطح حساسة بالمقود وأنظمة التحكم بالإيماءات والأوامر الصوتية.

ويعتبر المقود من المكونات الهامة التي تجتذب الأنظار عند معاينة المقصورة الداخلية، وتعبر عن الكثير من شخصية السيارة من حيث الاهتمام بالطابع الرياضي أو الرفاهية والراحة.

أودي قامت بدمج 18 وظيفة بمقود كيو 4 إي- ترون وضبط شكله بدقة بهدف تحسين عرض الطريق

وتحرص شركات الإنتاج على تقديمه في أحسن صورة. وقد تعدى المقود شكله المستدير المعتاد لأشكال تتوافق مع القمرة الرقمية الحديثة وغيرها من السمات التي دخلت على عالم السيارات.

ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى يوهان كيستلر المهندس لدى الشركة الألمانية بي.أم.دبليو، وهو المسؤول عن تطوير آي.إكس الجديدة، أنه عندما يتم طرح السيارة الكهربائية ستكون ثورية وغير تقليدية شأنها في ذلك شأن آي 3 عندما تم طرحها قبل عشر سنوات، وهذا يشمل المقود أيضا.

وبالمناسبة، لم يكن في السيارة الأولى في العالم بنز باتنت موتوفاغن أيّ مقود على الأقل بالشكل المألوف حاليا.

وبدلا منه، كان هناك مقبض عمودي، ثم أتي المهندس الفرنسي ألفريد فاشيرون بعد ما يقرب من عشر سنوات ليخترع ما نعرفه اليوم بالمقود، وذلك بهدف منح قائد السيارة المزيد من التحكم في السيارة.

ولقد تغير الكثير في تصميم المقود منذ ذلك الحين، ولكن تم اعتماد الشكل المستدير لعقود، ثم قام المصمّمون بتسطيح الجزء السفلي من الإطار لدى الموديلات الرياضية، بهدف الاقتراب من قمرة القيادة بشكل أكبر.

وأعلنت تسلا عن مقود جديد مربع الشكل مستوحى من موديلات الفورمولا 1 وأطلقت عليه الشركة الأميركية اسم “يوكي”، وذلك في الموديلات الجديدة من الطرازين موديل أس وموديل إكس.

وتخطط تسلا لتقديم المقود الجديد كأحد الخيارات في المستقبل، مع الاستغناء عن الكثير من الأزرار والاعتماد على زرين اثنين فقط والكثير من تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي يتولى بفضله تشغيل إشارات تغيير الاتجاه على سبيل المثال.

وقام مارسيل بروخ الذي يرأس قسم تطوير المقود في سيارات أودي بدمج ما يصل إلى 18 وظيفة بمقود كيو 4 إي – ترون الجديدة، بالإضافة إلى ضبط الشكل بدقة، وذلك بهدف منح السيارة الكهربائية مظهرا جديدا وفي نفس الوقت تحسين عرض الطريق.

المقود الحديث يقدّم ما هو أكثر من وظيفة التوجيه
المقود الحديث يقدّم ما هو أكثر من وظيفة التوجيه 

كما قام بتسطيح المقود، ليس فقط في الجزء السفلي، ولكن أيضا في الجزء العلوي، الأمر الذي لم يكن سهلا بسبب الحرص على الموازنة بين التصميم وبيئة العمل، حيث يجب أن يظل المقود في متناول اليد ويفي بالمتطلبات المريحة المحددة.

وأكد توبياس سولنر المتحدث باسم أودي أنه وبغض النظر عمّا إذا كان المقود مستديرا أو مربعا أو في أيّ شكل آخر فإن تطوير المقود يعد أمرا معقدا للغاية، وذلك بسبب أن كثيرا من المبادئ والمعايير يجب أخذها في الاعتبار.

ومع ذلك يرى بعض المختصين أن من الواضح أن جهود تطوير هذا الجزء من السيارة ستتضاءل في الفترة القادمة، وذلك بسبب الاعتماد على تقنيات القيادة الآلية، والتي تستغني عنه بشكل جزئي أو حتى كلي.

وكان باحثون من المعهد الاتحادي السويسري للتقنية في لوزان بالتعاون مع مجموعة بيجو سيتروين الفرنسية قد طوّروا جهاز رصد للمشاعر يثبّت على مقود السيارة، ويعتمد على تحليل تعبيرات الوجه بغية توفير المزيد من السلامة.

ومنذ 2016 باتت مرسيدس تعتمد أيضا على أزرار تاتش كونترول للتحكم عن طريق اللمس، حيث يتم التمرير بالإصبع خلال القائمة التي يتم عرضها في قمرة القيادة.

ويمكن الوصول إلى شاشة العرض المركزية للملتيميديا عبر هذه المساحات الصغيرة المصممة بأبعاد 10×10 ملم. ومع وظيفة التحكم بالأوامر الصوتية يمكن التحكم في السيارة بالكامل تقريبا دون رفع اليد عن المقود.

وأوضح ماركوس فيجه المطور بشركة مرسيدس أن هذا يفيد في عدم صرف انتباه قائد السيارة عن القيادة، لذا نحرص على أن تكون عملية الاستعمال أكثر بداهة وسهولة وخالية من الأخطاء.

ورغم أن بعض الشركات، مثل فورد الأميركية، تسعى إلى الاستغناء عن المقود نهائيا في غضون سنوات، لكن الأمر يبدو مستبعدا مع قناعة المصممين بأن المقود يعتبر حجر الزاوية باعتباره أحد أهم العناصر الأساسية في المركبة.

17