المحافظون بقيادة جونسون يأملون في تعزيز مواقعهم بعد الانتخابات المحلية

لندن - يأمل المحافظون بقيادة بوريس جونسون في تعزيز الاختراق الذي حققوه في شمال إنجلترا الجمعة بانتزاعهم معقلا جديدا لحزب العمال بعد الانتخابات المحلية الحاسمة لسلطة المملكة المتحدة ووحدتها.
وبعد إغلاق صناديق الاقتراع الخميس بدأت عملية فرز الأصوات الطويلة التي تتسبب القيود المفروضة للحد من انتشار كورونا في إبطائها. ويفترض أن تعلن النتائج تدريجيا طوال عطلة نهاية الأسبوع.
وتشكل هذه الانتخابات التي نظمت في إنجلترا وأسكتلندا وويلز بعد تأجيلها لعام بسبب الأزمة الصحية، أول اختبار انتخابي لجونسون منذ فوزه الساحق في الانتخابات التشريعية في 2019 ودخول بريكست (انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي) حيّز التنفيذ.
وفي أسكتلندا حيث سينتخب برلمان جديد للمقاطعة، تبدو هذه الانتخابات مصيرية لمستقبل البلاد. ويأمل الانفصاليون في تحقيق نصر كبير لتمهيد الطريق أمام استفتاء جديد على تقرير المصير.
نائبة محافظة تفوز في هارتلبول للمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عاما في هذا المعقل لحزب العمال في شمال شرق إنجلترا
وسجل حزب المحافظين الذي يتزعمه جونسون انتصارا تاريخيا في هارتلبول، حيث انتخبت نائبة لهم للمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عاما في هذا المعقل لحزب العمال في شمال شرق إنجلترا.
وتفيد هذه النتائج الأولى التي يتم الإعلان عنها بعد الانتخابات المحلية التي أجريت الخميس، أن المرشحة المحافظة جيل مورتيمر فازت بـ15529 صوتا، أي حوالي ضعف العدد الذي حصل عليه منافسها من حزب العمال بول ويليامز (8589).
ولم تصوت هذه الدائرة المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي للمحافظين منذ أكثر من خمسين عاما. ووضعت أمام مركز فرز الأصوات كرة عملاقة تمثل جونسون وقد رفع ذراعيه مع إشارة النصر.
وقالت جاين غرين أستاذة العلوم السياسية في جامعة أكسفورد على تويتر “يجب ألا ننسى أن جونسون أنجز بريكست ورئيس الوزراء يحظى بشعبية في صفوف الناخبين الذين صوتوا لصالح خروج (بريطانيا)، حكومة المحافظين أنفقت أموالا طائلة خلال الوباء وأشرفت على حملة تلقيح ناجحة جدا” ضد كوفيد – 19 كما أن “الاقتصاد انتعش”.
ويبدو أن حزب العمال كان مستعدا لتلقي صدمة الهزيمة. فقد اعترف جيم مكماهون مسؤول قطاع النقل داخل الحزب، بأنه “من الواضح تماما بعد أن رأينا بطاقات الاقتراع أننا لسنا في وارد الفوز مع أننا بذلنا أقصى جهودنا”.
ويشكل ذلك ضربة قاسية لزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر ونذير شؤم قبل الانتخابات العامة المقبلة في 2024. فعند تسلمه مهامه على رأس الحزب، وعد ستارمر بإعادته إلى المسار الصحيح بعد هزيمته التاريخية في الانتخابات التشريعية لعام 2019 وانتزاع المحافظين “الجدار الأحمر” من حزب العمال.
وهذه المناطق في شمال إنجلترا تأثرت بتراجع التصنيع ومؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقد قال الأربعاء “لم أفكر يوما بأننا سنعبر الجبل خلال عام واحد”.
وقال جون كورتيس المتخصص في شؤون الانتخابات البريطانية لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، “إنه الدليل الأوضح على أن الحزب فشل حتى الآن في التقرب من ناخبي الطبقات العمالية الذين صوتوا لصالح خروج” بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويبدو أن جونسون يستفيد من نجاح حملة التطعيم الضخمة ضد فايروس كورونا التي وضعت المملكة المتحدة على طريق العودة إلى الحياة الطبيعية على الرغم من الخسائر الفادحة التي سببها الوباء (أكثر من 127 ألف وفاة) والعديد من الفضائح بما في ذلك تمويل تجديد شقته الرسمية.
ودعا جونسون في تغريدة على تويتر الخميس إلى التصويت للمحافظين، مؤكدا أن حزبه هو الوحيد القادر على تحقيق أولويات الشعب في مواجهة المعارضة التي “لا تعتمد سوى على المناورات السياسية”.
ودُعي 48 مليون ناخب لتجديد حوالي خمسة آلاف مقعد في 143 مجلسا محليا في إنجلترا وبرلماني ويلز وأسكتلندا إلى جانب 13 رئيسا للبلدية بينها خصوصا العاصمة لندن، في أكبر اقتراع محلي منذ نحو خمسين عاما.
وفي أسكتلندا يأمل انفصاليو الحزب الوطني الأسكتلندي الذي تقوده رئيسة الوزراء نيكولا ستورجن في الفوز بأغلبية للضغط على الحكومة المركزية في لندن لتتمكن من تنظيم استفتاء جديد على استقلال المقاطعة.
ويعارض جونسون ذلك بشدة، مشيرا إلى أن استفتاء مثل الذي جرى في 2014 وصوّت فيه 55 في المئة من المقترعين لصالح البقاء في المملكة المتحدة، يمكن أن يحدث “مرة واحدة في كل جيل”.
ويشير مؤيدو الاستفتاء الجديد إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي عارضه 62 في المئة من الأسكتلنديين، شكل تغييرا في قواعد اللعبة.
وبعد أشهر من استطلاعات للرأي أشارت إلى تقدم كبير للحزب الوطني الأسكتلندي وأغلبية مؤيدة للاستقلال، يبدو أن الحزب يمكن أن يتراجع. وكتبت ستورجن في تغريدة على تويتر “منافسة حادة فعلا”.
وفي لندن يبدو حزب العمال في وضع أفضل بكثير. فبعد خمس سنوات من انتخابه رئيسا للبلدية وكان أول مسلم يشغل منصبا من هذا النوع في عاصمة غربية كبرى، تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم صادق خان لولاية ثانية بفارق كبير عن المحافظ شون بيلي.